|
فعل التحرّر الكتابي حوارنا مع الناقد والشاعر والمترجم عبد الستار نور علي- الحلقة الأولى من - المشروع المعرفيّ الحداثيّ -في بؤرة ضوء
فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 15:53
المحور:
مقابلات و حوارات
أول معصم الليل تتوالى شهقات قلبه النابض بالشعر، فقد باغتنا بــــجنون "رقصَ الحبُّ" ونزف النغـم في عروق"شرخٌ على القلبِ" بين الدهر والحلم . و"قصيدة تائهة" تغتال أنفاسي وهي تضلُّ طريقها في "المنافي" لتحطَّ على قارعة قلب"الشاعر العاشق"، كان ذلك في " يوميات مدينة" حيث "الساحات ملأى بالخيل وأزهار الشوق" و"هند" تملي علينا بــــ"وصايا داخلية" قائلةً: "ولّى الشبابُ!؟ فلا!" و"يا..... حمد"، "أنا مغرمٌ بالشعرِ لستُ بشاعرٍ" فقد "شُغفْتُ بما تقولُ هوىً مُراقا" و"اهجمْ هجومَ السهمِ...! فـــــ" أطفئيني بنارك" نقدًا. وما كان بيني وبينك أقسم "والليلِ إذا يغشاها" "والقمرِ إذا تلاها""والشمس وضحاها " لم تك " ثرثرة غير فارغة" "إنها مدينة العطور والدماء ".. "قالتِ الشمسُ " عنها هامسة أن لك قصائد عذبة ولك من الدواوين الشعرية تخلب الألباب لغتها ...
الأديب عبد الستار نورعلي : (يوم وقفْتُ أولَ مرةٍ ألقي شعراً، وأنا على مقاعد مرحلة الدراسة الإبتدائية، من على شرفةِ الطابق الثاني المطلّة على باحة الطابق الأول (مدرسة الفيلية الابتدائية) في خمسينات القرن المنصرم، وفي احتفال رفعة العلم صباحَ الخميس من كلِّ أسبوع، لألقي قصيدةً على تجمُّع الطلاب المنظَّم بحسب الصفوف بالطابقين، وقد أختاروني لألقي قصيدة ميخائيل نعيمة: أخي ! إنْ عادَ بعدَ الحربِ جُنديٌّ لأوطانِهْ وألقى جسمَهُ المنهوكَ في أحضانِ خِلاّنِهْ فلا تطلبْ إذا ما عُدْتَ للأوطانِ خلاّنَا لأنَّ الجوعَ لم يتركْ لنا صَحْبَاً نناجيهم سوى أشْبَاح مَوْتَانا وبنبرة عالية حاولتُ من خلالها أنْ يصلَ صوتي الى كلِّ المصطفين في ساحة المدرسة المُغلَقة، إذ كانت بيتاً واسعاً، يعود في الأساس لملكية أول رئيس وزراء في العراق (عبد الرحمن النقيب) بعد الاحتلال الإنجليزي. وجرى في غرفة الإدارة ـ كانت غرفة الضيوف ـ أول لقاء بينه وبين الملك فيصل الأول عند قدومه للعراق، شعرتُ بزهوٍ طفوليٍّ، مازالَ في داخلي يسري، وكأنّني صاحبُ القصيدة. كنتُ أحفظها عن ظهر قلبٍ، وعددٍ من أبيات قصيدة إيليا أبي ماضي (الطلاسم): جئتُ لا أعلمُ منْ أينَ، ولكنّي أتيتُ ولقد أبصرْتُ قدّامي طريقاً فمشيْتُ وسأبقى سائراً إنْ شئْتُ هذا أم أبيْتُ كيفَ جئتُ؟ كيف ابصرْتُ طريقي؟ لستُ أدري وغيرها من الأبيات ـ حتى للمتنبي ـ من قصيدته عن الحمى: وزائرتي كأنَ بها حياءً فليسَ تزورُ إلا في الظلامِ وكانت، على ما أذكر، ضمن كتاب (المطالعة) بمادة (اللغة العربية) في منهج الصفين الخامس والسادس الابتدائي، إذا لم تخنّي الذاكرةُ. ولاحظي هنا (ميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي والمتنبي) في منهج اللغة العربية في المدارس الابتدائية أيام الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين، تصوّري!! وقارني مع اليوم! يوم ألقيتُ القصيدة، وبالمضبوط لغةً وحركاتٍ وإلقاءً، حاولتُ أن أنقلَ من خلاله أجواء القصيدة ومضمونها، أحسستُ أنّ هناك شيئاً في داخلي يشدّني، أنا الطفل، فأحسستُ بنشوةٍ تسري في عروقي وبفخرٍ. كنتُ أستعير من مكتبة المدرسة العامرة بكتب المنفلوطي والزيّات والرافعي وجبران ونعيمة وايليا أبي ماضي، إلى جانب قصص ومجلات الأطفال التي كنتُ أستعير منها، فشدّتْ اهتمامي روايات المنفلوطي المترجمة (في سبيل التاج) (الشاعر/ سيرانو دي برجراك) (الفضيلة) (ماجدولين)، وكتاباه (النظرات) و(العبرات). وأنت تعلمين أنّ أسلوبه كان ممتعاً قريباً الى الفهم، والقصص كانت مثيرةً تشدّ القارئ، مع أنّ لغة الكتابة في نهايات القرن التاسع عشر وأوائل العشرين يطغى عليها السجع والتقليد. كما بدأتُ بقراءة ما يتيسّر لي ويسهل عليّ من الزيّات والرافعي، مع أنهما كان يصعبان على ذهن صبيٍّ غِرٍّ، ولكنْ كما يقول المتنبي: على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ فكنتُ على قدرِ عزمي ووعيي وإدراكي. وبعد ذلك أصبحْتُ مشدوداً إلى الروايات بنهم ، فكانت روايات (أرسين لوبين/اللص الظريف) وروايات (روكامبول) البوليسية الرائجة حينها تلتهمني، ثم روايات (اجاثا كريستي) و(آرثر كونان دويل) ورواياته عن شخصية (شرلوك هولمز)، وقصص (أدغار ألان بو) الغامضة، وذلك لعنصري الإثارة والشدّ اللذين يطغيان عليها، إضافةً إلى الأحداث المثيرة، بحيث كنتُ لا أترك الروايةَ أو القصة حتى نهايتها. الروائيُّ والقصصي الناجح حتى اليوم، مع كلِّ تقنيات التقدم والتجديد في القصة والرواية، هو الذي يحرص على هذين العنصرين في كتابته لكي يلقى النجاح، فيشدُّ القارئ ويثيرُه. ونحن نلاحظ أنّ الكثيرين من القُرّاء، ومنهم المتخصصون، يتوقفون عن قراءة بعضَ الروايات من الفصول الأولى، ومن أسباب ذلك المللُ والضجرُ نتيجةً للترهل الوصفي، أونقصٍ أو ضعفٍ في الإثارة والشدِّ والحبكة. وهذا يشمل كلّ الروايات، ليس البوليسية فحسب. وأنا هنا أتحدث كقارئ ومتابع، فالكثير من الأدباء والنقاد يذكرون أنهم يركنون جانباً بعض الروايات دون إكمالها، ومن بداياتها. ثمّ كانت للرواية العربية على يد روادها والذين أعقبوهم، المصرية والعراقية، نصيبها الكبير في قراءاتي، وتأثيرها الذي نحت في الذاكرة آثارها وشخصياتها لحد اليوم. وبعدها الرواية العالمية: الروسية والأنجليزية والفرنسية والأمريكية وغيرها. وفي أثناء ذلك وفي المراحل اللاحقة دراسياً وعمرياً واظبتُ على قراءة الشعر للعديد من الشعراء، وكان شعراءُ المهجر في المقدمة ومنذ البدايات هم أكثر من استحوذ على القراءة والحفظ: (جبران خليل جبران، إيليا أبو ماضي، ميخائيل نعيمة...) ثم جاء دور (أبو القاسم الشابيّ)، فأحببتُ فيه رومانسيته، وقصائده في وصف الطبيعة وفي التعبير عن آلامه في مرضه الذي أودى به، وهو في الخامسة والعشرين: سأعيشُ رغمَ الداءِ والأعداءِ كالنسرِ فوق القمّةِ الشمّاءِ أرنو إلى الشمسِ المضيئةِ هازئاً بالسُحْبِ والأمطارِ والأنواءِ أحببْتُ إصرارَه على الحياة ومقارعةِ الموت. هذا الرجل لو عاشَ لكانَ من أكابرِ الشعراءِ العرب ـ إنْ لم يكنْ أكبرهم ـ في القرن العشرين. ثم توالى الشعراء عليَّ، منهم شعراء العراق المجددون (السيّاب، بلند الحيدري، نازك الملائكة، عبد الوهاب البياتي). أحببتُ فيهم (الحيدري) أكثر، فحفظتُ له الكثير، لبساطته وسهولته الممتنعة وقصائده العامرة بالحسّ والصدق. ثم حين دخلتُ الجامعة/ كلية الآداب/ قسم اللغة العربية/بغداد وابتدأت بالتخصص والدخول في عوالم الأدب العربي منذ الجاهلية، والشعر خاصةً، لأنه الفن الأدبي الأول في العربية. وبعدها بدأ مشواري الشعريّ، ومشواري المهني في التدريس. عُيّنْتُ مدرساً في ثانوية المدحتية بالحلة 1964. ثم بعد عامٍ أصبحتُ مديراً لمتوسطة المدحتية، حيث انشطرت الثانوية إلى متوسطةٍ وإعدادية عام 1965.) • وعدد من ال .... منح فيها الحرية" ........"لأبطاله، يولجون ذاكرتنا دون استئذان، فتملؤنا بالمتعة والخوف من تبعات مجريات ....... • كتبها وهو يقول: عبد الستار نور علي :" أنا( ابنُ بغداد، وُلدْتُ في محلة سراج الدين بباب الشيخ وفي دربونة الملا نظر، وقد سُميَتْ باسم جدي الكبير (الملا نظر)، فهو الذي بنى أول دارٍ في المنطقة في النصف الثاني من القرن التاسعَ عشرَ على بستان من اثنتين وعشرين نخلةً. وقسّمها دارين، الكبرى للعائلة والصغرى ديواناً للضيوف مع اصطبل ملحق. الكبرى جمعتْ عائلته الكبيرة بأولاده وأحفاده، وفيها كانت ولادتي ونشأتي ودراستي، وقراءاتي الأولى، ومكتبتي الصغيرة التي أسستها من مصروفي الخاص .....) يعتقد أن (.....) التي ( الذي) جردت (جرد) من (.......) لا تستحق (يستحق) اهتمامي، المهم (.... .....) خلال انتقالاتك بين الدول (.....) في المحافظة على هوية الشاعر أو ثقافة الكاتب. • صاغ من أحكامه النقدية وشومًا تجدها في كلّ مكان في كتاباته (كتبتُ عن الكثير من الأدباء والشعراء العراقيين والعرب والسويديين، نشرتُ بعضها في كتابي (باب الشيخ) الصدر عام 2003 في السويد، وكتاب (شعراء سويديون: دراسات ونصوص)، كما يضمها كتابان مخطوطان: (في رحاب الكلمة)، و(شعراء سويديون) الجزء الثاني. وقد كتبتُ دراسات عن شعراء وقصاصين عرب شباب في بداياتهم: (نعيمة فنو) من المغرب، (عمران عزالدين) و(هوشنك أوسي) و(خلات أحمد) و(محمود عبدو عبدو) و(عماد موسى) من سوريا، وقد أصبح لهم اليوم شأنهم في فنهم الأدبي الشعري والقصصي وحصل بعضهم على جوائز أدبية، (عمران عز الدين) في القصة القصيرة مثالاً. كما كتبتُ عن (علي عصام الربيعي) شاعراً وإعلامياً عراقياً ناجحاً. وكتبتُ عن الكثير من الشعراء والروائيين العراقيين والعرب.) لتزيد من شساعة المجال البصريّ للقارئ لتغذّي مخيّلته . لنا معكم حلقة أخرى كونوا بانتظارنا .
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ارحلي عني ..!
-
اشتاقك حد آخر المدى
-
كابوس -1
-
أ هدى كانت هنا ..؟
-
باب لايراه إلآ أنت
-
ذاكرة قيد الوجع
-
خانني شتاته
-
احتراقات وطن
-
وطن خانه الأهل
-
صرخة جريح عاد إلى مثواه.. الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان في
...
-
عودي ممنوع المرور
-
نساء في وطني
-
وطن باعوه رخيصًا
-
اغتيال وطن
-
ذات صحو
-
مذابح العهد الجديد.. الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان في - زم
...
-
مخطوطات بلاد الرقادة.. الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان في -
...
-
يقضمه الوجع والمكائد.. الشاعر، الناقد عبد الخالق كيطان* في -
...
-
سِفر أوجاعه لاتحدها تقاويم الزمن..الشاعر، الناقد عبد الخالق
...
-
التوق الأخير مع شاعر المهجر والمثقف العضوي خلدون جاويد من –
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|