أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - هذه الدنيا !















المزيد.....

هذه الدنيا !


راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)


الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 12:16
المحور: الادب والفن
    


( الشوق الملائكي )

قلم #راوند_دلعو

أشعُرُ أن هُناكَ قَدَراً ما أرعناً ... سينثُرُ كلماتي ضياءً ... كالنجوم في الأعالي لحظة نزولي عَبْر الزاوية اليُمنى من قبري الشَّبَحِيّ المُعْتم ....

فلتُسافري إليهم يا قصائدي ... و لتُسلِّمي عليهم حرفاً حرفاً ... سطراً سطراً ... نبضاً نبضاً

و لتُعِدّي لهم القهوة الصباحية على أنغام العصافير الفيروزيّة ....

فالجو هنا كَهفِيٌّ .... رطب جداً بين جدران قبري الصغير .... إذ يُعانقني العدم المُطْلَقُ بشدة ليطبق على صدري الضعيف .... و تُحاصرني الحقيقة بجميع بروقها و أركانها .... !

#الحق_الحق_أقول_لكم ... لقد كان ميلادي تجربةً بائسة يحاصرها الألم على طول الخط الزمني ما بين مفرق صرخة الميلاد إلى مُنعطف صرخة الموت ... كما يسِمُهَا الوجع من جميع تضاريسها الصحراوية الباهتة... و كثبانها الصفراء المهترئة ....

الحق الحق أقول لكم ... لقد كان ميلادي طفرةً آثمة .... ملؤها الوجع و النقص و العيوب ...

لقد كان ميلادي صدفةً حزينة ... و لحظةَ إحباط مريع بل خبراً أسوداً حزيناً ألقاهُ الوجود فزعاً في هَادئِ وعيي ... فعسى أن يكون موتي سَكِيْنَةً و ضياءاً يَسفَحُ بدفقِ نوره رحابة الحقيقة في خَلَدِي ....

الحق الحق أقول لكم ... إن دنياكم هذه يا سادتي عبارة عن مجموعة من المشافي التي يعلُو فيها صُراخ المرضى من شدة الألم ... في حين تُزكِمُهم فيها روائح الأدوية و العقاقير و تخدش أسماعهم فيها الأنغام الرديئة لأجهزة الإنعاش ذات النوتات النَهَوَنديّة المكررة بغباء ( تك تك _ تك تك _ توت _توت _ توت _ توووووووت) ....

دنياكم هذه عبارة عن أقبية تعذيب مخابراتية .. تستخدم فيها أعهر أدوات السّحل و الدّحل و الشّبح و السّلخ و الصّعق ...

دنياكم هذه عبارة عن ساحات مترامية من الحروب و المعارك الدموية حيث تتطاير الدموع و الأشلاء و يتم تصفية الحسابات الرخيصة بين مجموعات من القرود العليا المتناحرة على الدين و العِرق و المصلحة المادية ....

دنياكم هذه عبارة عن مجموعة كبيرة من الفراقات و الوداعات و الطلاقات و الكراهيات و العداوات و المُشاتمات و المنابزات و المبارزات و المنافسات ....

دنياكم هذه عبارة عن تيار ضخم من الكذب و الخداع و الوهم ... تتخلله لحيظات صدق عابرة خجولة يتم نحرها آنيَّاً ....

دنياكم هذه عبارة عن عمليات تحريف منظم للكتب المقدسة و ادعاءات كاذبة للنبوءة .... و قتل عمد عدوان بل عن سبق تخطيط و إصرار للجمال و منحنياته و مخططاته البيانية بل لجميع مفرداته العارضة ... و تذييلاته الإبداعية ...

دنياكم هذه اغتيال لخيلاء السعادة بجرعة زائدة من الوجع ...

دنياكم هذه عبارة عن دفن ممنهج للسلام و المحبة ...

دنياكم هذه عبارة عن سبي للنساء و ذبح للأطفال و اغتصاب للحرمات ... و تجويع ....

أجل تجويع و تركيع و إذلال و لعن للآلهة و سحق للكرامات ... !

دنياكم هذه مسرح رعب و إجرام بإضاءة حمراء خافتة ... و مؤثرات تدعو للهلع و الاشمئزاز

باختصار .... دنياكم هذه عبارة عن تصاميم فاشلة لمجموعات ضخمة من القبور التي تم فرزها على الطائفة و الدين و العرق و اللاهوت ....


أما المدارس و الجامعات و صالات الأفراح و محلات العطور و ملاعب كرة القدم و الشوارع و الحدائق ... فهي تفاصيل صغيرة كاذبة و أوهام هامشية لا قيمة و لا وجود لها على أرض الواقع .... !

نعم ستُدرِكون ذلك على فراش الموت ...

على فراش الموت يا سادتي حيث يأتيكم العظيم (جان بول سارتر) ليهمس في آذانكم و ليخبركم عن سِرِّه الدفين الذي دفعه لرفض استلام جائزة نوبل ... و سيأتيكم فان كوخ بشُقرَتِه الْحَادَّة الصارخة ليخبركم عن السبب المباشر و الصريح لانتحاره بدم بارد ... و إهراقه للكم الهائل من الإبداع الذي تختزنه أصابعه و ألوانه ....

نعم يا صديقي جان بول ... أنا اليوم أفهمك ... أنا اليوم أفهمك أكثر من أي وقت مضى ...

نعم يا أيها العظيم فان كوخ ... أنا اليوم أستطيع قراءة عملك العظيم (عَبّاد الشمس) أكثر من أي وقت مضى ...

يا أيتها الدنيا الصفراء البالية .... فلترحلي من هنا ... فأنا اليوم حُرٌّ و حُرٌّ و حُرٌ ... كزهرة عباد شمس أرهقها الحزن و الانكسار و الذبول ...

فهأنذا راحل هذه المرّة إلى الله ... منبع النور و صَمَد الحقيقة...

و سأخبره عن كل شيء ...

عن كل شيء ...!

عن

كل

شيء ...

( الحُزن الملائكي ..)

أنا و الحُزن أصبحنا صِحابــا
كظلِّ الشَّيءِ للشَّيءِ اصطِحَابا

وكيف تُكَفكِفُ الوَسَناتُ شوقاً
تُساكِــنُهُ جُفونــــــيَ مستطابَـــــا

يجرّعني قداحَ الجمر فـــجراً
فإن أمسيــــتُ زادنــــي الشرابـــــــا

سمعتُ اللــحنَ عند الموت يهذي
فكلّ الناس في نظري طِرابـا

أنينُ القلبِ أبكى النايَ حُزناً
فروحــــــــــــي من زجاجٍ للصـــبابة

أنينُ القلب يفضحني كدمعــي
وأشواقــــــــــي تُغَنِّي له الـعَتابــــــا

وحين غدوتُ بين الناس أبكي
أكاليلُ الدّموع لهم عِذابـــــــا

فتغفو الشمس في الأشجانِ حِين
وتُغفـــِــي النورَ معها والسَّحابـــا

وراح القلبُ كالكروان يبكي
أصاب الشوقُ منه ما أصابـــــا

يبثُّ الحزن في خطراتِ أُفْقٍ
ويبحث عن مجيبٍ ما أجابـــــا !

أنا وحدي وحزنُ الموت حزني
أعمّر فوق محرابـــــــــــي قبابــــا

تراني والدموعُ مُهــــــــــدهَداتٌ

أنينُ الصبّ زادهم انسكابــــا

ويوم ذهبْتِ يا مِشكاة عمـــــري
وددت لروحـــــــي الأخرى ذهابا

أودع فرحتي وصفاء روحـــــي
كمِثلِ الطّير يُحتَضَر اضطرابــا

أنا يا شوق نفسي روضُ زَهــر
فلمـــــا دُستـَــها أمســــــت يـَـبابـــا

أنا يا شوق قلبي بحر نُضْـــــــر
فلمـــا غــُـصتَ في دُنيـــــاهُ شابا


وحزنُ الحُزنِ مِن حُزنِي كحُزنٍ
حزينٍ مِن حزينٍ قد أنابــــــا

وحزنُ الحُزنِ مِن حُزنِي كحُزنٍ
حزينٍ مِن حزينٍ قد أنابــــــا

#راوند_دلعو



#راوند_دلعو (هاشتاغ)       Rawand_Dalao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصايا لشاعر
- استدعاء ثوري لمفاتن النص
- الزيارة الدمشقية
- زبّال التاريخ
- المدرسة العالمية لبعث الفصحى العربية كلهجة محكية
- توحيد المقابر
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة _ العبقرية التشريعية للإله ال ...
- استثمار السلطة الرابعة في محاربة الإرهاب المحمدي
- كلمة العلم هي العليا
- الفقه المحمدي و الحضارة البشرية
- طفولة حرف
- استراتيجيات يجب اتباعها لدرء الإرهاب و حماية العلمانية في ال ...
- صيّاد الآلهة
- أنا و الببغاوات
- ظاهرة التشبه بالمحمديين السنة عند الأديان و الطوائف الأخرى !
- الأديب و السيليكون _ الشَّخْبَرجي
- التدمير و إعادة الإعمار
- رؤية تجديدية للكتابة العروضية الخليلية _ حذف المد الاتكائي
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٥ _ معضلة الشيخ و التلم ...
- أسئلة على مائدة الله و الحقيقة ٥_ الملحدون يدخلون الجن ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راوند دلعو - هذه الدنيا !