مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 6512 - 2020 / 3 / 12 - 01:13
المحور:
الادب والفن
وأتعَسُ النّاسِ مَنْ يحيا على ياسِ
ولا حياةَ بكنفِ اليأسِ للناسِ
وأسعد الناسِ ثاوٍ في قناعَته
يُعالجُ اليأسَ في الأيّامِ بالباسِ
وأجملُ الناسِ مَن في صَمْتِهِ حكمٌ
كأنَّ نُظّارَهُ قُرّاءُ كُرّاسِ
وأقبحُ النّاسِ ثَرثارٌ بسَفسَطةٍ
يَهذي فيَهدِمُ مَذموماً بلا فاسِ
وأنبلُ الناسِ من يُعطي بلا مِنَنٍ
لا كالذي علّقَ الحسنى بأجراسِ
وأصدقُ الصَّحبِ مَن في اليُسْرِ تَفْقدُهُ
لكنَّه حاضرٌ في عُسْرِكَ القاسي
وأهْونُ الجرحِ جرحٌ سالَ منْه دَمٌ
وأصعبُ الجُرحِ عندي جرحُ إحساسِ
وأعظمُ الجودِ جود عندَ مَعْسَرةٍ
في الجوع والعري يبقى الطاعمَ الكاسي
وأكبرُ الحِلم ما قد زانَ صاحبُه
عند المصيبةِ يبدو رافعَ الراسِ
وأطيبُ الناسِ من يعفون إن ظُلِموا
لم يَضربوا مِنه أخماسًا بأسْداسِ
فكنْ كوائلَ إن تنظرْ إلى شمَمٍ
وكنْ إذا كنتَ في ذلّ كَجسّاسِ
وكن مع الناس عذباً في معاملةٍ
كلامس الورد يلقى عذبَ أنفاسِ
واخترْ جليسَك ممن طابَ مجلسُهم
فالخيرُ نكسبه من خير جلاّسِ
كن خير ساقٍ أذا ساقيتَ ذي ظمإٍ
فحسْنُ أخلاقِه يمتاحُ في الكاسِ
بهؤلاء يشيدُ المجدُ منزلَهُ
لا مَجدَ للرَّملِ حَيثُ المجدُ للماسِ
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟