أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي. - اسماعيل شاكر الرفاعي - حق الحياة بلا وصاية














المزيد.....

حق الحياة بلا وصاية


اسماعيل شاكر الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 6509 - 2020 / 3 / 9 - 09:11
المحور: ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي.
    


لم يكن عيد المرأة الا عيداً للرجل الذي خاض صراعاً ضارياً ضد جبروت ذكورته أولاً قبل ان يعلن انحيازه إلى الفكرة الوليدة : فكرة ان المرأة قادرة على ان تخرج من البيت وان تؤدي عملاً ، فهذه الفكرة كسرت ، والى الأبد ، ثقافة عمرها آلاف السنوات ، احتكر فيها الرجل عملية الخروج : للصيد ولجمع الغذاء بكراً من الطبيعة ، أو لشق الترع والأنهار والحرث وزراعة الأرض في مرحلة ما بعد الثورة الزراعية التي ترافقت مع تكوين الجيوش والخروج للحرب : غزواً أو دفاعاً . وحين لاحت تباشير الثورة الصناعية خرج الرجل أولاً إلى المعامل عاملاً ...

نجاح المرأة في ان تؤدي اعمالاً خارج البيت وتكسر نسق العمل الموروث ، وسع من دائرة انصارها من الرجال . لكن ذلك لم يحدث قبل ان يصبح للعمل سوق يعرض فيه الجنسين قوة عملهما ، ويعرض فيه البورجوازي على الجنسين أجوره التي يقترحها لساعات العمل . بالإمكان القول : بان البورجوازي الذي اصبح ذو شأن في إدارة البلاد وفي تشريع وسن القوانين ، هو الذي شجع هذا الخروج وسانده وأيده بما اتخذه في البرلمان لاحقاً من تشريعات لصالح المرأة ...

خروج المرأة للعمل يحتاج تصريحاً من النظام السياسي الذي يديره الرجل البورجوازي ، والذي اعتقد ( أو بالأحرى اعتقد فلاسفته ومفكروه ) بأن سوق العمل بحاجة ليد النسوة ، قبل ان يتمكنوا من نشر فكرة المساواة بين الرجل والمرأة كضرورة اقتصادية واجتماعية وسياسية وبالتالي ثقافية ...

صحيح ان المرأة لم تخرج إلى التصويت في الانتخابات الدورية إلى نهاية الحرب العالمية الأولى ، الا انها اندفعت بعد ذلك التاريخ للاشتراك في تقرير المصير السياسي لبلادها : تصويتاً وترشيحاً إلى البرلمان ، ومنه أصبحت وزيرة ورئيسة للوزراء ولرئاسة البلاد أيضاً ، وأثناء ذلك تحولت المرأة إلى معيار من معايير قياس درجة تطور مجتمعاتها ، فعلى درجة مشاركتها في الحياة العامة على مختلف الصعد يقاس تحضر مجتمعها وحداثته ...

لقد أسهمت المرأة ، وهي تؤكد نجاحها في الخروج إلى العمل ، مساهمة عظيمة في اخراج المجتمعات البشرية من أطرها الثقافية القديمة وفتحت أمامها رؤية إنسانية بلا حدود ، اذ بدون انفتاح المجتمعات الحديثة على مساواتها بالرجل أمام القانون وفي الإرث ، وعلى حقها في حضانة اولادها : لما اصبح بالإمكان الحديث عن مفهوم المواطنة وعن المفهوم العظيم الآخر : حقوق الإنسان ، وهما اعظم مفهومين نجحا في التطبيق : جاءت بهما إنسانية الإنسان لحد الآن ...

وهكذا أصبح استكمال تحرير المرأة في القرن العشرين أهم مقولة من المقولات الثقافية في فضاء المجتمعات الأوربية تلاه حضور كثيف للمرأة في إدارة الشأن العام ، في الوقت الذي تراجعت فيه قضية تحرير المرأة في العالم العربي ، وفي العراق خاصة وانحصرت الآن في دائرة ضيقة جداً من المهتمين بتحرر المجتمعات العربية والإسلامية . واصبح تحريرها مما اثقل الفقهاء والإسلاميون جسدها من حمولة زائدة اهم لدى الكثيرين من تشريع القوانين المناصرة لحقها في الحياة بلا وصاية ...

شاركت المرأة بقوة في الموجة الأولى من ثورات الربيع العربي ، وازدادت مشاركتها في الموجة الثانية من هذه الثورات التي ما زالت مستمرة في الجزائر ولبنان والعراق ، وتميزت فيها .. لكن الذكور في هذه الثورات : لم يؤكدوا تنازلهم عن : وصايتهم على النساء برفع الشعارات المناصرة لحق المرأة في المساواة ورفع الوصاية ، فظلوا كثقافتهم مصرين على الاعتزاز بموروثاتهم البيولوجية : جحوشاً وبغالاً وحشيين ...



#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروس كورونا
- بمناسبة انطلاق الثورة الكردية
- بين الثورة والاصلاح
- ليس باستراتيجية عنف التيار الصدري يمكن العبور بالعراق الى بر ...
- هل ينقذ الثورة تشكيل كيان سياسي
- دعوة الصدر الى مظاهرة مليونية : انتحار حضاري
- مقتدى الصدر مرة اخرى
- مقتدى الصدر إنموذجاً
- خطاب الرئيس الامريكي : اعلان عن ولادة حرب باردة مع ايران
- عن جلسة البرلمان العراقي لهذا اليوم
- كيف سيكون شكل الرد الايراني
- انا من يخاطب نفسه
- الثبات المبدأي لثوار العراق
- الملثمون او قتلة الثوار
- لا حوار ولا تفاوض مع العالم القديم
- هل استقال عبد المهدي ؟
- مذبحة الناصرية
- عن اليسار العربي
- ما اليسار ؟
- وجه المناورة القبيح


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المرأة الروسية بلسان قادة الثورة الاشتراكية البلشفية (فلاديم ... / جميلة صابر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي. - اسماعيل شاكر الرفاعي - حق الحياة بلا وصاية