أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهلول الكظماوي - ما بين كريّم و صديّم















المزيد.....

ما بين كريّم و صديّم


بهلول الكظماوي

الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 09:57
المحور: كتابات ساخرة
    


( بغداديات )
( كريّم ...و... صديّم )

إلحاقا ببغداديتي للأسبوع المنصرم , والتي كانت بعنوان ( استمبر احمر ) و التي وعدت القرّاء الكرام بمتابعة الحلقة الثانية منها .
ولكن قبل البدء بحلقتي هذه احب أن اعيد ما أكدّت عليه في الحلقة السابقة على أني لم أقصد ألاسائة أو ألاستهانة أو التنكيل بأحد , سواءً كان حزباً أو كياناً سياسيّاً أو فرداً ...الخ , بقدر ما اريد أن اشير إلى حالة الكبت السياسي أو الاجتماعي و الحرمان من الحقوق المدنية والحريات , إذا قدّر لهذا الكبت أن يجد له مجالاً أو متّسعاً لهذا ألتغيير وقدّر أن يعبّر أو ينفـّس عّما بداخله فسيكون عبارة عن غليان مرجل أو طوفان كاسح أو سيل جارف ليس عندنا نحن أبناء الشرق فقط , بل حتّى في الدول الغربية التي تعتبر متقدّمة مدنياً وتكنولوجياً و بها مؤسسات مجتمع مدني و ديمقراطي ليست وليدة اليوم , بل أتت نتيجة ممارسات لحقبات زمنية متلاحقة إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من رقيّ وتقدم .
وضربت مثلاً لتخبّطات و فوضى و سلبيات الثورة الفرنسية و الثورة البلشفية ...الخ من الثورات التغييرية , ثم استمرت هذه الفوضى لما بعد الأحداث التغييرية الاّ دلالة للاندفاع غير الموزون نتيجة ألانفلات من الكبت السابق إلى الانطلاقة نحو التحرّر الغير مقيّد و الغير مقنّن .
واحبّ أن أضيف أليوم على تأكيدي هذا الذي كتبته في الحلقة الماضية إلى حالة الالتباس و الضبابية التي تصاحب ألانفلات من الكبت السابق إلى الحريّة المنفلتة و الاندفاع غير الموزون التي صاحبت الثورة الفرنسية ثم الثورة البلشفية مثالاً على جرى في العراق أثناء سقوط الصنم و ما بعد هذا السقوط .
الثورة الفرنسية .
هنا لا اريد أن اطيل الشرح و استفيض البحث في مجرياتها ( لأنّ الموضوع الذي أكتب فيه هو العراق ولا شاغل لي غير العراق ) , غير أني احبّ أن اشير الى حالة الفوضى و التخبّط التي حصلت أثناء سقوط صنم بغداد و ما بعده ما هي الاّ حالة إنسانية عامّة ولا تنحصر ببلد أو شعب معيّن دون آخر , بقدر ما هي حالة طبيعية تصاحب غالبية حالات التغيير من الكبت إلى الانطلاقة المنفلتة والغير موزونة .
فلا يخفى على أحد ما كان عليه المجتمع الفرنسي ابان حكم الاستبداد , من تفشي حالة الاستبداد الكنسي إلى حالة انقسام المجتمع إلى طبقة نبلاء برجوازية أقلية مستحكمة في الاغلبية الساحقة المسحوقة من الشعب الفرنسي .
روّاد الثورة و قادتها مونتسكيو , فولتير , روبسبير , دانتون , جان جاك روسو ...الخ الذين كانوا يلهبون حماس الجماهير الثائرة و يخططون للإطاحة بحكم الاستبداد كانت نتيجتهم التي آلوا إليها أن سحقتهم الفوضى , و حتى مخترع جهاز المقصلة البشعة قطع رأسه بنفس المقصلة التي اخترعها لقطع رؤوس رموز العهد المباد .
أمّا الثورة البلشفية :
فلا يخفى على أحد حجم الاعدامات التي نفذها استالين بعشرات اللالوف من أعضاء الحزب الشيوعي السوفيتي حتى طالت قيادات عليا فيه و من أقرب المقرّبين منه , حتى ان اليهود الذين كانوا متنفّـذين في العهد القيصري البائد ركبوا موجة التغيير الذي قاده لينين بعد أن قدّر للجيوش المحاربة لروسيا القيصرية على الحدود من إفلاته ( لينين ) من سجنه في بطرس برغ ليستثمر تحرره و ليحدث انعطافة في التأريخ لم تكن تتوقعها الجيوش المعادية التي افلتته , وليبتلى القادة الجدد باليهود الذين ركبوا موجة التغيير في الجديد , حتى لم تنفع مع القادة الجدد إنشاء جمهورية ( بيروبيجان ) السوفيتية لليهود , فاليهود يريدوا كل شيء مّما اضطرّ القيادة السوفيتية الجديدة في محاولة للتخلّص منهم ( اليهود ) بالاعتراف بدويلة إسرائيل مباشرة لمجرّد إعلانها سنة 1948.
وأخيراً احب أن اشير إلى ما جرى عندنا هنا في هولنده قبل أربعة سنين , عندما رشح ( بيم فورتاون) نفسه للانتخابات في هولنده وكان شخصاً مثلياً يدعوا الى الشذوذ و التحلّل و غير مرغوباً به إضافة لبرنامجه الغير مقبول من غالبية الشعب الهولندي , ولكن ما أن قتل هذا الشخص بطلق ناري الاّ وتعاطف الشعب مع حزبه الذي كان يرفضه بالأمس , وفعلاً فاز حزبه رغم أن صاحبه قد قبر إلى غير رجعة , ولكن فشل الحزب بعد شهور قليلة من استلام زمام الأمور فاستلم معارضوه الحكم من بعده , بعد أن هدأت العاطفة الجياشة.

البغدادية :
( ما بين كريّم و صديّم )

نعود بالذاكرة للأحداث التي صاحبت ثورة وانقلاب ( سمه ما شئت ) 14 تموز 1958 على الملكية و الإتيان بالجمهوريّة لأوّل مرّة إلى العراق بقيادة الزعيم الركن عبد الكريم قاسم , حيث كانت المرحلة انتقالية تفتقر إلى رئاسة الجمهورية , فاستعيض عنها بمجلس سيادة مؤلّـف بمحاصصة ( أشبه بالطائفيّة ) وان كانت غير معلنة .
* فكان يرأس مجلس السيادة هذا ممثلاً غير معلن للسنّة العرب هو الفريق الركن محمد نجيب الربيعي .
* و يمثل الشيعة العرب الشيخ محمد مهدي كبّـة .
* أمـّا ممثل الأكراد فكان خالد النقشبندي .
و هؤلاء الثلاثة هم بمجموعهم ( مجلس السيادة ) يمثلون رئآسة الجمهورية التي كان دستورها مؤقّتاً آنذاك لحين اجراء انتخابات دستورية .
لنرجع إلى بغداديتنا هذا اليوم و لنرى ما سمّي بالمدّ الشيوعي والذي اعتقده أنا ليس بمدّاً شيوعيّاً بقدر ما هو انفلات للمكبوتين تمظهر بمظهر ما اطلق عليه بـ ( المدّ الشيوعي ) .
حدث مصادفة أن دخل أحد ألمعدان إلى بغداد , وكان عادة المعيدي ( و هم أهلنا الذين نتشرّف بهم مثل ما نتشرف بباقي اخوتنا سواء كانوا اكراداً أو بدواً ...الخ ) كان من عادتهم إذا أرادوا السفر إلى بغداد يجتمع عندهم الأهل و الأقارب و الأصدقاء لتوديعهم و كأنهم يبتغون السفر إلى خارج العراق , وكذلك الحال حينما يعودون من بغداد الى قراهم نرى ناسهم يأتون لأستقبالهم, وكثيراً ما نجد أن الكثيرين منهم ولدوا و عاشوا ثمّ ماتوا وهم لم يغادروا قراهم مدى و طيلة حياتهم .
الخلاصة : دخل أخونا المعيدي و صادف أن كانت بغداد تحتفل يوم ذاك بيوم العمال العالمي , ومظاهر الفرح و الزينة منتشرة في العاصمة العراقية , رأى الحيطان متّشحة بالقماش الأحمر وهو شعار الشيوعيين , صدحت في آذانه شعارات الشيوعيين , رنى ببصره ليرى حمامات السلام , رفع بصره إلى السماء فشاهد ( نعيج الماي ) طيور الماء فضنها حمامات السلام , رفع نظره إلى السماء من الجهة الثانية أثناء عبوره لجسر الشهداء و الشمس في الأصيل ليرى السماء حمراء تضيف إليها شعلة النار المنبعثة من احتراق غاز مصفى الدورة حمرة داكنة إلى حمرتها فظنّ أن الشيوعية قد وصلت حتّى إلى السماء فعندها هتف قائلاً :
( حتى الله شيوعي يا كريّم ) .و العياذ بالله .
و بعد ذلك الحدث تمضي الأيّام و الشهور و السنين و تذهب حكومة و نظام و تأتي حكومة اخرى و نظام آخر ...وأخيراً يستـتب الوضع بالقهر و القوّة الغاشمة إلى حزب البعث المحتكر من قبل صدام و يتمظهر العراق كلّه بمظهر حزب البعث , فكلّ شيئ محتكر لحزب البعث , التعيين , التوضيف , الدراسات العليا , بل منذ الدراسة الابتدائية ....الخ .
كلّ شيء لصدام , تدخل العاصمة فترحّب بك لافتة كتب عليها : مرحباً بك بعاصمة صدام , ملعب كرة القدم اسمه ملعب صدام , المستشفى الرئيسي يحمل اسم مستشفى صدام , المطار مطار صدام , مدينة الثورة مدينة صدام , المؤسّسات كلها بعثية .
و يصدف أن يدخل أخونا المعيدي مرّة ثانية إلى بغداد و لكن هذه المرّة في عهد صدام و حزبه البعثي وكان الوقت مبكّراً صباحاً ليشاهد بغداد و قد توشحت هذه المرة بشعارات البعث فرمى ببصره وهو مارّاً على جسر الشهداء ليحدق بالسماء فوق مصفى الدورة المطفأة شعلته نهاراً فلم يجد تلك الحمرة في السماء فقد تغيّر كل شيء , حتّى السماء لم تعد حمراء , فحينها نطق أخونا قائلاً :
( حتى الله بعيثي يا صديّم ) .
و ألان عزيزي القارئ الكريم :
شتّان ما بين كريّم و صديّم , فكلاهما قد رحل , فالأوّل رحل من الدنيا و لم يترك غير ذكره و حسناته التي فاقت أخطائه , أمّا الثاني فقد رحل رغم أنّه لا يزال يتنفّس و يعيش بكنف أسياده ألانكلو أمريكان ألا أنّه كمن مات موتاً سريريّاً , لكن ألتأريخ يسجّل و ذاكرة المعيدي تسجّل و تتبدّل ألقناعات , وألحياة تجارب يورّثها ألآباء للأبناء وألأيّام يداولها الله بين الناس .
و المثل المصري يقول : محدّش يتعلّم الاّ من كيسو , أي للتعليم ثمنه المدفوع , وكثيراً ما يكون الثمن المدفوع غالياً و ليس رخيصاً !
أرجوا من الله أن يكون الثمن الذي دفعناه في البصرة يوم أمس كافياً لقاء الموقف الوطني الشهم الذي صرّح به رئيس الوزراء العراقي الاستاذ نوري المالكي حول ضرورة فتح تحقيق لمجزرتي حديثة و الاسحاقي و نحن معه نؤيده و نؤآزره في الذود عن حرمات أهلنا و مواطنينا , راجياً من الله أن ينوّر بصيرتنا و نتعلّم أن ليس كلّ ما يرد في وسائل الإعلام المعادية لشعبنا العراقي هو عين الحقيقة و الصواب , وان رسائل التهديد التي يروّج لها في الحرب الإعلامية هي جزء اساسي من الحرب القتالية , وخصوصاً عندما تستقر الأوضاع و تحين ساعة الاستحقاقات للتحرّر و الاستقلال و لجلاء القوات الأجنبية المحتلة .
ودمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي.
امستردام في 6-6-‏2006‏‏
e-mail:[email protected]
نداء فوق العادة !
من حكايات جداتنا ايام زمان و نحن اطفال , ان كان يتخذ شكلاً من اشكال الانتخابات في الازمنة الغابرة عن طريق اطلاق طير اسمه ( طير السعد ) و بعد تحليقه في الفضاء يحط على رأس واحد من الجماهير ليسعده بالحكم , فيصبح من حينها و ساعتها حاكماً او ملكاً للبلاد .
وأنا اقترح على الذين لم يتوافقوا لحد ألآن على وزير للداخلية ان يتخذوا من هذه الطريقة المثلى لهم وزيراً لداخلية العراق .
على أن تتوفّر فيمن يجري الاختبار عليهم مهما كان عددهم الشروط التالية : *الصدق و الاخلاص للوطن وليس لشيئ آخر .
*المساوات و عدم التفريق بين أبناء القوميات و المذاهب و الاديان من المواطنين .
*ألكفاءة والقدرة على القياد .
*الحزم و الشدة في تطبيق القوانين وعدم الرحمة مع المجرمين كائناً من كانوا .



#بهلول_الكظماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفتر عبد كور
- السعلوّة
- صايه و صرمايه
- دكة عبسي
- الى الذين ستنتف لحاهم
- نص بيضه
- الخبز اليابس
- حارف رويسه
- طهارة الجامع
- بيضات كاكه حمه
- فحل, لو نثية
- بيت شلفاطه
- مشتهيه او مستحيه
- أتحاد خلف بن امين و عليوي خريكه
- الميّت ميّتنه ... او نعرفه اشلون مشعول صفحه
- ملّه فطم
- بغداديات
- عملهه عملة جحا بباب الجامع
- عرب وين او طنبوره وين
- ديفد كمحي وشعرات الاصلع


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - بهلول الكظماوي - ما بين كريّم و صديّم