أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال الجزولي - البَشِيرُ وارْتِبَاكُ الدَّلَالةِ بَيْنَ المُثُولِ والتَّسْلِيم!














المزيد.....


البَشِيرُ وارْتِبَاكُ الدَّلَالةِ بَيْنَ المُثُولِ والتَّسْلِيم!


كمال الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 6508 - 2020 / 3 / 8 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)
الدَّلالة الاصطلاحيَّة لـ «مُثُول» أيِّ متَّهم أمام المحكمة المختصة بنظر قضيَّته هي حالة ظهوره، «طوعاً»، في الغالب، أمامها، بينما دلالة مصطلح «تَّسليمه» تعني، في كلِّ الحالات، «حمله»، حملاً، على ذلك الظهور بوساطة سلطة ما.
(2)
في الأوَّل من أكتوبر2014م «مَثَل» الرَّئيس الكيني أهورو كينياتا أمام المحكمة الجَّنائيَّة الدَّوليَّة. وقد سدَّد هذا «المُثول» صفعة قويَّة للقرار الذي أصدرته قمَّة الاتحاد الأفريقي المنعقدة بأديس أبابا، في 12 أكتوبر 2013م، مدفوعة من نظام البشير البائد، تحرِّض على رفض التعامل مع هذه المحكمة بذريعة استهدافها «العنصري» لرؤساء القارَّة وحدهم، قبل أن يتعضَّد هذا القرار، لاحقاً، من قمَّة مالابو، بغينيا الاستوائيَّة، أواخر يونيو 2014م، والتي اعتمدت بروتوكول «المحكمة الأفريقيَّة لحقوق الإنسان والشُّعوب» الذي ينصُّ على «عدم محاكمة الرُّؤساء الأفارقة أثناء مباشرة مهامهم الرِّئاسيَّة»!
وكان كينياتا، ونائبه وليام روتو، مطلوبَيْن للمحكمة الجنائيَّة الدَّوليَّة، تحت طائلة اتهامهما بتدبير عمليَّات قتل لبعض مواطنيهما في ملابسات انتخابات 2007م. وعلى حين كان مفترضاً أن «يَمثُل» كينياتا أمام المحكمة في 12 أكتوبر 2013م، وتأخَّر «مُثُوله» إلى مطلع أكتوبر 2014م، فإن روتو «مَثَل» أمامها في سبتمبر 2013م. ورغم فشل قمَّة أديس أبابا المار ذكرها في إصدار قرار كان قد أشيع توقعه، وقتها، بانسحاب الدُّول الأفريقيَّة الـ 34 الأعضاء في المحكمة الجَّنائيَّة الدَّوليَّة، انسحاباً جماعيَّاً، منها، إلا أن القمَّة أصدرت قراراً آخر بتحدِّي الملاحقات القضائيَّة للرُّؤساء الأفارقة أثناء وجودهم في مناصبهم، خصوصاً الرَّئيسين السُّوداني البشير، والكيني كينياتا.
لكن تلك القمَّة التي كانت قد أعلنت عدم اعترافها بالمحكمة، اتخذت، في ذات الوقت، خطوة غاية في الارتباك عندما طلبت من مجلس الأمن الدَّولي «تأجيل» محاكمة كينياتا، بموجب المادَّة/16 من نفس «نظام روما الأساسي» الذي تعمل المحكمة بموجبه، وهدَّدت بأن «الاتحاد»، حال عدم استجابة مجلس الأمن لطلبها، «سيستخدم وسائل بديلة للتَّأجيل!»، مع العلم بأن المادَّة المذكورة لا تلغي إجراءات المحاكمة، وإنَّما تسمح، فقط، بتأجيلها لمدة سنة قابلة للتَّجديد، إذا قرَّر مجلس الأمن ذلك، وطلبه منها. وعقب الاجتماع صرَّح تواضروس أدهانوم، وزير الخارجيَّة الإثيوبي، للصَّحفيِّين بأن على الرَّئيس كينياتا، إذا لم يستجب مجلس الأمن للطلب، عدم «المُثُول» أمام المحكمة!
ومن هنا جاءت الصَّفعة، حيث لا مجلس الأمن الدَّولي «استجاب» للطلب، ولا الاتِّحاد الأفريقي استخدم «وسائل» بديلة، ولا كينياتا امتنع عن «المثول» أمام المحكمة!ّ
(3)
وخلال مفاوضات السَّلام التي جرت بجوبا، عاصمة دولة جنوب السُّودان، بين السُّلطة الانتقاليَّة في جمهوريَّة السُّودان وبين حركات دارفور المسلحة، تمَّ «الاتِّفاق»، ضمن ملف العدالة في تلك المفاوضات، على «إجراء» بشأن البشير، الرَّئيس المخلوع، ومن معه من المتَّهمين في جرائم دارفور، في ما يتعلق بمطالبة المحكمة الجَّنائيَّة الدَّوليَّة بهم. غير أن أتباع النِّظام البائد، فضلاً عن بعض عناصر المكوِّن العسكري في السُّلطة الانتقاليَّة، راحوا يمضمضون أفواههم بحُجج تعارض هذا «الإجراء»، جذريَّاً! لذا يلزمنا، أن نعرض للارتباك الاصطلاحي في بيان السَّيِّد محمَّد حسن التَّعايشي، عضو مجلس السَّيادة، والنَّاطق الرَّسمي باسم الوفد الحكومي المفاوض، والذي أعلن خبر «الاتِّفاق»، مستخدماً مصطلح «المُثول»، بدلاً من «التَّسليم»، في تعيِّين «الإجراء» الذي «اتُفِقَ» عليه! وذلك، في رأينا، خطأ فادح، إذ أن «المثول»، كما سبق أن أوضحنا، هو فعل المتَّهم، لجهة «ظهوره الطَّوعي» الذي يتوقَّف على «إرادته» الحُرَّة، فلا يُعقل أن يُعلَّق على شرط «الاتِّفاق» حوله، سواء مع المتَّهم نفسه، أو مع أيَّة جهة أخرى، بعكس «التَّسليم» الذي يعني فعل السُّلطة، لجهة «حَمْل» المتَّهم «حَمْلاً» على «الظُّهور» أمام المحكمة!
بالخلاصة، فإن قصد السَّيِّد التَّعايشي قد انصرف، في ما هو واضح، إلى دلالة «الاتِّفاق» على «التَّسليم»، لولا أنَّه استخدم، خطأ، مصطلح «المُثول»، مِمَّا أربك المطلوب، وأخلَّ بالمعنى، وأشرع الأبواب على مصاريعها أمام جدل يكاد لا ينتهي!
***



#كمال_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَوَامِشٌ عَلَى لِقاءِ البُرْهانْ ـ نَتَنْيَاهُو!
- تَسْلِيمُ البَشِير!
- يَوْمَ حَرَّرْنَا الخُرْطُومَ مِنْ .. سِجْنِ كُوبَر!
- الأَنَا والآخَرُ والمَسْكُوتُ عَنْه!
- الأَنَا والآخَر والمَسْكُوتُ عَنْهُ!
- العَدَالَةُ الانْتِقَالِيَّة بَيْنَ الوَاقِعِ السُّودَانِيِّ ...
- العَدَالَةُ الانْتِقَالِيَّةُ بَيْنَ الوَاقِعِ السُّودَانِي ...
- رِسَالةٌ إِلى وَزِيرَيْ الدَّاخِليَّةِ والعَدْلِ والنَّائِبِ ...
- توثيق لتجربة شخصية آخِرُ حِيَلِ الإِسْلَامَوِيِّين!
- يفتوشينكو في الخرطوم
- نموذج مفضوح للمتاجرة بالدين
- بوشكين الإريتري
- في حلم استعادة الوحدة 6
- في حلم استعادة الوحدة 5
- حُلْمُ اسْتِعَادَةِ الوُحْدَة3ِ
- حُلْمُ اسْتِعَادَةِ الوُحْدَة4
- فِي حُلْمِ اسْتِعَادَةِ الوَحْدَةِ (1)
- فِي حُلْمِ اسْتِعَادَةِ الوَحْدَةِ (2)
- إِزْدِوَاجِيَّةُ السُّلْطَة!
- العدالة الانتقالية (4 4)


المزيد.....




- رئيس وزراء اليابان يخطط لزيارة الولايات المتحدة ولقاء ترامب ...
- ترامب يعلق على تحطم الطائرة في فيلادلفيا: المزيد من الأرواح ...
- الدفاعات الروسية تسقط 9 مسيرات أوكرانية غربي البلاد وتدمّر ز ...
- -فوكس نيوز-: إيران تخفي تطويرها النووي تحت ستار برنامج فضائي ...
- استخباراتي أمريكي سابق يتحدث عن حرب مع المكسيك -قد تتحول إلى ...
- OnePlus تكشف عن هاتفها الجديد ومواصفاته المميزة
- اكتشاف ارتباط بين النظام الغذائي وسرعة الشيخوخة البيولوجية
- أول هجوم على قوات الاحتلال منذ بدء توغلها في سوريا
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع في دارفور
- جامعة أميركية تعلق عمل مجموعة مؤيدة لفلسطين عامين


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال الجزولي - البَشِيرُ وارْتِبَاكُ الدَّلَالةِ بَيْنَ المُثُولِ والتَّسْلِيم!