|
عودة مصر للنظام الملكي .. هل هو الحل ؟
صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 10:57
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
لم تخطر ببالي أبدا تلك الفكرة كواحد من أبناء مصر المهمومين بالبحث عن مخرج من المحنة الشائكة التي تعيشها مصر وشعبها تلك المحنة التي توقفها في مفترق طرق بين نظام فاسد استشري به الفساد وتمكنت الشيخوخة ، سواء من النظام ككل ، أو ورأس النظام الطيار العسكري الديكتاتور العجوز .. ورغم ذلك يتشبث ويصر علي التشبث بالسلطة الي آخر قطرة في كرامته.. والي آخر نفس في حياته والنظام العسكري المباحثي البوليسي القائم بمصر يطرح أمام شعبها أحد خيارين : اما أن يبقي محتملا وصابرا باستمرار علي الجوع والفقر والخراب والنهب لمصر وممتثلا لاغتصاب وتعذيب أبنائه وانتهاك أدبياتهم بأقسام الشرطة وفروع الأمن ، واغتصاب بناته من الصحفيات علي قارعة الرصيف بالشارع ، وضرب القضاة بالأحذية وسبهم وسحلهم سحلا بالأرض .. اما أن يبقي شعب مصر قابلا كل ذلك أو : يتركهم النظام لللاخوان المسلمين يعيدون مصر الي مثل ما كان عليه حال شعب اليمن منذ خمسين سنة مضت ، وربما الي ما كان عليه حال شبه الجزيرة منذ 1400 سنة .. ولا يترك النظام أمام شعب مصر خيار ثالث .. فحتي المعارضة الكرتونية التي نصبها النظام نفسه في عهد السادات .. دمرها بمؤامراته الأمنية حزبا وراء آخر .. واليسار المستقل منقسم علي نفسه ومفكك ، ومن يحاولون لم شمله هم غارقون كطبيعة المثقفين في التنظير والتفكير ، ومنهمكون في الخلاف حول الصيغ والتعابير والألفاظ والجمل والعبارات الأنسب والأضبط والأليق والأكثر لياقة ، والنقد ونقد النقد .. وأغلب الظن أن مناقشاتهم البيزنطية لن تتوقف الابعد أن يفاجأوا بأن الاذاعة والتليفزيون المصريين يذيعان التكبيرات والتسبيحات والحمد والصلاة والسلام علي خير الأنام ابتهاجا بتسلم جماعة الاخوان المسلمين للسلطة بمصر ، وسيفيقون ان أفاقوا علي مبادرة الاخوان لكل فصائل اليسار المصري بقبول الاستتابة واعلان نبذهم للكفر وعودتهم الي حظيرة الايمان أو اقامة حد الله عليهم .. حسب أحكام الشريعة الشريفة : السمحاء ... ما هو المفر من بطن حوت حكم العسكر والمباحث والشرطة ولصوص الحزب الوطني الذي يلتهم قوت مصر وشعبها من ناحية وبين أخطبوط جماعة الاخوان المسلمين الذي يتفرس في لحمها وشحمها ويعد خطة كيفية الانقاض بأذرعه نحو عيني مصر ليحل فيهما الظلام ثم مد أذرعه لحاضرها وماضيها وتاريخها وآثارها وفنونها ليسحقها سحقا ، اعلاء لكلمة الله وتسبيحا بحمده.. .. ما الحل اذن للخروج من وسط هذين الوحشين ؟ كنا قد طرحنا في مقالات سابقة اقتراح تسليم النظام للسلطة لائتلاف من المعارضة تحت ظل دستور علماني يضمن الوجود والعيش لكل التيارات والعقائد والطوائف والقوميات مقابل عدم الملاحقة القانونية لرموز النظام علي ما ارتكبوه من جرائم وعدم فتح ملفاتهم بعد تسليمهم للسلطة حقنا للدماء كما طرحنا امكانية خروج كمال أتاتورك مصري من الجيش الغارق في بلهنية من العيش الرغد الذي يغدقه عليه النظام الاجرامي كرشوة للضبط كبارا وصغارا لسيدوا أفواههم ويغمضوا أعينهم / كما الديوث / عما يحدث لوطنهم ولأبناء شعبهم .. ولكن تلك مجرد أمنيات قد تتحقق أو لا .. ولكن ما فوجئت به ولم يكن يخطر ببالي هو ما جاء بمقال بعنوان " الملكية التي نريدها " وجدته منشورا باسم : أحمد حسنين ، بصفته ممثل الهيئة التأسيسية للحزب الحضاري المصري / الذي لم أسمع عنه من قبل ، وكذلك ليس لي سابق معرفة بالأستاذ أحمد حسنين ... واسمحوا لي بنقل تلك المقتطفات من المقال الذي يمكن قراءته بالكامل علي هذا الربط http://www.copts-united.com/wr/go1.php?subaction=showfull&id=1149533842&archive=&start_from=&ucat=118& : " ..نحن نريد قفزة كبيرة للمستقبل لا قفزة كبيرة للماضي، و لو كان ذهبي بالمقارنة بأوضاعنا الصدئة اليوم، لأن الواجب تجاه مصر يفرض علينا أن نعوض ما فاتنا في نصف قرن صدئ متعفن." "إننا نريد ملكية دستورية، مجردة من كل السلطات التنفيذية و التشريعية، تملك و لا تحكم، تتجمع عندها كل الأمة المصرية، لكنها لا تتدخل في عمل الأمة. فتصبح رمزا لمصر الواحدة." الملكية التي نسعى إليها، هي ملكية وظيفية، يؤدي فيها الملك وظيفة تنيطها الأمة إليه، و هي المحافظة على الإستقرار، و حفظ منصب رأس الدولة و القيادة العليا للقوات المسلحة في منأى من الوقوع في يد مغامرين عسكريين أو طغاة مستبدين فاسدين أو متأسلمين تكفيريين. الملك الذي نعمل لعودته، ملك يعمل لدى الشعب و لأجل الشعب، و ليس له حقوق مادية إلا راتب معتدل، ثم بعد ذلك هو كباقي أفراد الشعب، له ما لهم و عليه ما عليهم. يذهب في أيام العمل الرسمية لمقر عمله، فلا مساكن فخمة و لا منتجعات فاخرة و مزارع شاسعة و مراتع صيد مترامية الأطراف، و لا يقضي جل وقته متنقلا من منتجع إلى مصيف، متبطلا، كما هو الحال مع الطاغية العسكري الحالي. نريد ملكية تشبه الملكية السويدية، و لكن أفضل منها. ملكية بلا ألقاب طنانة، موروثة أو غير موروثة، و بدون أسر إقطاعية تتحلق حولها، فقد ولى عهد الإقطاع إلى غياهب التاريخ، و ليس لأي من الأسر الإقطاعية السابقة حقوق على الشعب المصري. إننا نعمل من أجل تأسيس ملكية مصرية دستورية، تفوق الملكية السويدية في بساطتها، تلك البساطة التي ستكون سببا لنهضة مصر من كبوتها، حين يرى الشعب أن مليكهم ليس في حقيقة الأمر إلا واحدا منهم. أحمد حسنين ممثل الهيئة التأسيسية للحزب الحضاري المصري تراث - ضمير - حرية - إستعيدوا مصر ====== كان هذا هو ما اقتطفناه من مقال السيد « أحمد حسنين « والمشكلة في رأيي ليست في أن يكون اسم مصر مملكة فدول راقية مثل بريطانيا والدانمارك والسويد اسمها مملكة .. ولا في أن تكون مصر اسمها : امبراطورية .. ، فاليابان بكل عظمتها وارتفاع مستوي معيشة شعبها اسمها امبراطورية وحاكمها لقبه " الامبراطور " ، ولا حتي في أن يكون اسم ونظام مصر هو " السلطنة " أو حتي : السلطانية ... ولكن المهم هو كيف يمكن أن يكون حال مصر وحال شعبها ؟ مثل اليمن أم مثل اليابان ؟ مثل الصومال أم مثل السويد ؟؟ هذا هو بيت القصيد .. أما تعليقنا علي المقال فكان علي النحو الآتي :
دعوتكم تلك هي : أفضل من السقوط ببالوعة الاخوان المظلمين
وأرحم من الوقوع في بئر انقلاب عسكري أحمق آخر وأفضل من أن يتم توريث مصر للخنزير نجل الخنزير ان نظام ملكي دستوري علماني متحضر يمكن بعد النهوض والتقدم والاستقرار التحول عنه بدون عناء ، الي نظام جمهوري ان اقتضي الأمر .. أما الخلاص من سرطان حكم عسكري آخر أو الخلاص من ايدز حكم الاخوان المسلمين ، لو أصابنا فتلك معضلة كمعضلة الشفاء من الايدز أوالسرطان حمي الله مصر ووقاها كل الشرور وبارك في كل من يفكر لها في الخلاص ويحلم لها بالنهوض والسلامة
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اللائحة الداخلية لجماعة الاخوان المسلمين
-
المفعول القوي للاستغفار و : محنة الأطباء العرب ..
-
عقلية الرجل المتخلف وفتنة النساء
-
رد علي القطب الاخواني دكتور أبو الفتوح
-
القضاة المزورون : شكرا لكم
-
تبعية بلا معارك ولا فروسيات ولا خسائر
-
مصر في مهب الريح
-
ماذا يحدث بأحشاء مصر ؟؟؟
-
الي نساء السعودية : صور الرجال بالصحف ألاتفتنكن ؟؟؟
-
وزير الزراعة المصري وحل مأساة فلاحي الاصلاح الزراعي
-
-جماعة الاخوان المسلمين- فرع : اتحاد الأطباء العرب
-
الاخوان شغلوا مصر بالبهائيين .. ..
-
تضامنوا مع الكاتبة -هالة حلمي - بطرس الشهيرة ب - هالة المصري
...
-
اضطهاد البهائيين بعد المسيحيين في مصر
-
القذافي يحرف معاني القرآن ويقلبها
-
اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الكون
-
الأقوال غير الرشيدة لفضيلة المرشد ..
-
تضامنا مع صحيفة الأيام البحرينية
-
دكتور جابر عصفور وزيرا للداخلية المصرية
-
لا تبحثوا عن ملائكة تتولي السلطات في مصر
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|