أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - متى يصبح الدين أفيونا للشعوب- 2














المزيد.....


متى يصبح الدين أفيونا للشعوب- 2


أيمن عبد الخالق

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 22:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


متى يصبح الدين أفيونا للشعوب – 2
في المقالة الأولى أشرت إلى أن البحث العلمي الموضوعي في تحليل مقولة ماركس كعالم اجتماع " الدين أفيون الشعوب" يحتاج إلى تقديم بعض المقدمات العلمية التي في مقدمتها حقيقة الإنسان الذي يمثل قمة الكائنات الحية، والذي منه ومن فاعلياته وأنشطته الاجتماعية تتشكل الشعوب والمجتمعات البشرية التي قال ماركس أن الدين أفيونها ومخدرها، وبالتالي فالبحث عن طبيعة الإنسان الانطولوجية والابستمولوجية يُعد مقدمة ضرورية لمعرفة كيفية تأثير الدين عليه سواء كان بالإيجاب أو السلب، ولن اعتمد في تحقيق هذه المسألة ـ كما هي العادة ـ إلا على مااعتمده الفلاسفة العقليون من المنهج العقلي الفلسفي الموضوعي الذي يضمن لنا الواقع بعيدا عن الظنون والأوهام
فقد أثبت الحكماء بمنهجهم العقلي أن الإنسان يتألف من جزئين، جزء أصلي معنوي مجرد وهي نفسه وروحه التي تمثل حقيقته الإنسانية السامية، وجزء مادي عنصري وهو جسمه الطبيعي، وأن روحه قد تعلقت بجسمه من أجل التكامل الإنساني في هذه الحياة الزمانية المؤقتة، وبالتالي فالجسم يعتبر آلة استكمال الروح في البعدين المعرفي النظري، والأخلاقي العملي، كما سأبين ذلك لاحقا.
فالإنسان يأتي إلى هذا العالم كصفحة بيضاء ليس فيها أي كمال حقيقي، إلا القدرة على التكامل بعد ذلك، بعد أن جهزه الباري تعالى بكل مايحتاجه في هذا السبيل من قوى نفسية إدراكية ومحركة، ووهبه الإرادة والاختيار، وسنشير إلى هذه القوى النفسانية بنحو مختصر يتناسب مع عمومية البحث.
أما القوى المدركة فهي الحس والعقل، حيث يدرك الحس ظواهر الأشياء الخارجية من الأشكال والألوان والأنغام والروائح والطعوم، ويحفظ صورها في الخيال، ومعانيها وذكرياتها الجزئية في الذاكرة بحيث يستدعيها متى شاء.
وأما العقل فيدرك المعاني العامة التي في الأشياء وعلاقاتها ببعضها البعض، و المنتزعة من الحس والمحفوظة في الخيال والذاكرة، مثل الإنسانية والحرية والسلام والعدالة والمساواة، ليقوم بعد ذلك بتحليلها وتركيبها والحكم عليها في النهاية إما بالإيجاب أو السلب.
ومن هنا نفهم أن الحس وظيفته تأمين المواد المعلوماتية الأولى التي يحفظها الخيال والذاكرة، ليعمل عليها العقل بعد ذلك ويكتشف النظريات العلمية ويبني المنظومة الفكرية للإنسان، ولذلك يقول أرسطو من فقد حسا فقد علما.
وقسم الحكماء أيضا العقل إلى عقل نظري وظيفته التفكير والتخطيط والبرمجة واتخاذ القرارت، وعقل عملي وظيفته التدبير والتحكم في أفعال الإنسان الاختيارية، والتي تحركها قوى الشوق والإرادة.
ولكم أطباء النفس قسموا عقل الإنسان إلى عقل واعي لتحليل وفرز وفلترة المعلومات وسموه بالحارس الأمين لذهن الإنسان، وعقل باطن يختزن كل الصور والمعاني والمعلومات التي أدخلها الحس وأنتجها العقل وصنعتها البيئة، والتي بدورها تشكل شخصية الإنسان وتتحكم في تصرفاته وقراراته ومواقفه المختلفة، ويمكن تسميتها أيضا بالمخيال الذي يحرك أغلب الناس، وهو الذي يتلاعب به في الغالب الساسة الانتهازين وأكثر رجال الدين الساعيين للسيطرة على الرأي العام عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وسأتكلم عنه لاحقا بنحو من التفصيل.
ومن الواضح أن جسم الإنسان بما يشتمل عليه من الجوارح الخمس من العين والأذن والأنف واللسان يُعتبر المنفذ الوحيد الذي تتدفق من خلاله المعلومات الأولية التى تدخل إلى ذهن الإنسان، وهذا هو الدور المعرفي الذي يلعبه الجسم في التكامل المعرفي للإنسان، أما الدور الأخلاقي الإنساني فإنّ جميع مايريده الإنسان في هذه الحياة من تصرفات وأعمال اختيارية إنما يتحقق من خلال أعضاء جسمه...ومن هنا نفهم معنى كون الجسم آلة لاستكمال الروح في هذه الحياة.



#أيمن_عبد_الخالق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يصبح الدين أفيونا للشعوب
- صناعة الجهل-3
- صناعة الجهل-2
- صناعة الجهل -1
- علاج التعصب عند طلبة العلوم الدينية
- أزمة الموضوعية عند طلاب العلوم الدينية
- أزمة الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية - 2
- مشكلة الموضوعية عند طلبة العلوم الدينية والإنسانية - 1
- صراع العقل واللاهوت الحلقة الأخيرة
- صراع العقل واللاهوت-6
- صراع العقل واللاهوت 5
- صراع العقل واللاهوت 4
- صراع العقل واللاهوت 3
- صراع العقل واللاهوت - 2
- 1. صراع العقل واللاهوت
- مواجهة السياسة الرأسمالية للقضاء على الضمير الإنساني
- المواجهة العقلية لسياسة التهديد الرأسمالية
- سبل مواجهة سياسة التعقيد والتشكيك الفكري للرأسمالية
- سبل مواجهة سياسة الإلهاء الرأسمالي - 2
- سبل مواجهة سياسة الإلهاء الرأسمالي 1


المزيد.....




- مصر: جدل بسبب تصريحات قديمة لوزير الأوقاف عن فتاوى الشيخ الس ...
- ماذا بقى من القواعد العسكرية الفرنسية في أفريقيا بعد انسحابه ...
- محكمة روسية تدين مواطناً هولندياً بتهمة الاعتداء على ضابط شر ...
- كله إلا سارة.. نتنياهو ينتقد وسائل الإعلام دفاعًا عن زوجته: ...
- يورونيوز نقلا عن مصادر حكومية أذرية: صاروخ أرض جو روسي وراء ...
- إطلاق نار في مطار فينيكس خلال عيد الميلاد يسفر عن إصابة ثلاث ...
- إعادة فتح القنصلية التركية في حلب بعد 12 عاماً من الإغلاق
- بوتين: روسيا تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا
- ماذا تنتظر عمّان من الشرع و ترامب؟
- -يديعوت أحرونوت-: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أيمن عبد الخالق - متى يصبح الدين أفيونا للشعوب- 2