أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - ومضيتَ كسرب طير














المزيد.....


ومضيتَ كسرب طير


حنان علي

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 13:56
المحور: الادب والفن
    


صحوتُ على الحزن مُنذ اللحظة الأولى, ما كنتُ انتظر إلا بزوغ الفجر على أحلامي حتى أراها تحقق, وعندما طال الليل والظلام حسبتُ إننيّ في كابوس لا ينتهي, بكيتكُ لا لشيء محدد فيكَ أو لمجرد إنيّ أنثى عاطفتها غلبتْ عقلها بل لأدرك حجم الحنين الموجود في أعماق روحي اتجاهك, ويوم بعد يوم وأنا والأحلام نمشي نرى الحياة عن طريقها ونبسط أيدينا إلى الأفق علنا نمسك بكَ, ونشموا عبق العطر الباقي في خبايا الروح مُنذ أول لقاء كان بيننا, ومضيتَ كسرب طير مسافرًا إلى الأقصى البعيد باحثًا عن أملٍ جديد, وتاركًا وراكَ أنثى كنتَ أقصى أمنياتها, بك كانت تحلو وبك كانت تنبض, مع كلّ ذلك لم تلتف إليها وسافرت روحها معك حتى ما عادتْ تعرفُ نفسها, غارقة في التفكير بيومٍ يجمعها بك تحنو عليها وتعطف وتهتم بها, وما كان منك إلا الجفاء .
اخترتَ دروبًا مختلفة عن دروبها ورفيقةً جديدة تملئ عالمك بالحياة وكانت آلَاء لك متوعدًا إليها برباط الحياة الأبدي نحو مستقبل كله أحلام وأمنيات, عشّ في عِشّكَ الذي اخترتهُ بعيدًا عني, واتركني لأيامي التي اعيشّها بلا أملٍ وموعدٍ يجمعني بكَ, مسافرةٌ أنا صوب الحياة لكني لم أكن لأنساك لولاك, أنت الآن في حلِّ مني وأنا لستُ في حلِّ منك, لأنيّ عرفتُ معنى الحب على يديكَ, وصعبٌ على الإنسانِ بعد المعرفة يجهلُ, عرفتَ سبب بكائي الآن .
امضي بلا عودة واغلق الأبواب ورائك فلا أحدًا ينتظرك بعد اليوم, مضى ما كان يجمعنا من حب وبقى ما جمعنا من ذاكرة, لم تجمعنا حتى صورة ولم نلتقِ كثيرًا ولم نبارك حبنا بموعدٍ عزيزٍ يبقى جذوة تتوهج في الذاكرة, ما كان بيننا ثلاث لقاءات سريعات خاطفات كأننا كنا نسرقها من الحياة, أ تريد كلمة حق مني, كنتَ كلّ حياتي؟ لا استطيع كبح روحي عنكَ ومسك لجام نفسي الهاربة إليك, أعرفتُ وكنتُ أعرفُ إنك لستَ لي وأنكَ نصيبها وقد رزقكما الله ثمار رباطكما لكني أحبكَ مثل أوّل مرة, واشكو فقدكَ, كنتُ أمّكَ وها أنا ادفع ثمن هذه المشاعر التي اغدقتها عليك ولم ابخل بها, فالمرض مُلازمنيّ ولا يتركني وأخذ مني أحلى ما أملك, أقنعُ نفسي بأنك رحلتَ ونسيتَ وتخليتَ وبنيتَ حياةً جديدةً من دوني, لكن صوت حبكَ أقوى مني, لماذا اكتبك؟ لماذا أحبك؟ لماذا افكر بكَ ؟ يرجع لي الصدى ولا أعرف السبب .
اختالتني الحياة مرات عدّة ولم اهتم بها لكني اليوم اذرف الدم بل الدمع على خذلانها هذا, أخذت مني الحياة وتركتني في لجةٍ لا أعرف لها قرار, عيناك لا تفارقني, ما أعجبتُ بي فكرتُ في الكتابة حتى أعبتُ على الحياة وعليك, ومن حيث لا اشاء كتبتُ عن حبي لك, يا لسخرية القدر أنت هناك غير مبالي بي وأنا هنا اخط الحب واكن الكلمات والمشاعر إليك . ما هذا الذي اعيشّهُ ؟
نحن بني الإنسان كومة مشاعر لا نستطيع كبتها طويلا, وإذا استطعنا صبرنا قليلا وجاءت لحظة فشينا بها كل ما كان مكبوت, أنت كومة وهم, أنت نسيج عقلي الباطني أنت وليد مشاعري أنت أمومتي كلها, باختصار أنت الحلم الذي اغتالني ولم يرحم قلبي .
ما لي يا ربي أنا صامتة عن الكتابة منذ أشهر لماذا رجعتُ إليها وهي تسببُ لي الحزن وتزيد من حنيني إليك, كيف لنا أن نصنع من الخيال إنسانًا؟
صدقني أنت كنتَ إنسان من لحم ودم واليوم أنت خيال في الذاكرة, ما كنتُ أعرفُ أننا نصنع المعجزات في أخيلة تعيشُ عمرًا معنا, ونركضُ نحو بكل قوانا ونحلم بها أحلام يقظة ونردد اسماءها ومسمياتها, ونلازمها فترات دون ملل أو كلل, حياتنا هي حياتنا نعيشها كما هي ولا قدرة لدينا أو قوة لتغيرها, فارتْ روحي مني هاربة ووجدُتها بين الكلمات مختبئة , ما عاد لي إلا الكلمات ادونها وأنت محض خيال ونسج وهمي عشتُ وما ازال اعيشهُ .



#حنان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام تكسرت
- أيها الحب ... ترنم
- سرّ فراشة
- قراءة نقدية في كتاب حياة الشعر في الكوفة
- موسيقى تضيء نجومها (مشاعروكلمات)
- هاتف المغيب
- غديّ
- خلف الكلمات
- ملامح الاشياء تغيرت
- على مرّ الأيام 4
- على مرّ الأيام 5
- حنايا الروح ( قصة لم تنضج بعد)
- غرام على الورق
- الضفيرة وفتاة
- سلمى أنثى الثلاثين
- إن لم تقبلني
- تراتيل صمت
- سل الفؤاد
- حلوتي
- على مرّ الأيام 3


المزيد.....




- وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه ...
- تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل ...
- تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون ...
- محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا ...
- الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا ...
- روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم ...
- كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا ...
- مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م ...
- “نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma ...
- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان علي - ومضيتَ كسرب طير