أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي. - فرات إسبر - المرأة ما بين الثامن من آذار ورياض الصالحين














المزيد.....

المرأة ما بين الثامن من آذار ورياض الصالحين


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 6507 - 2020 / 3 / 7 - 13:55
المحور: ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي.
    


هل من تَغيّير على مدى قرون ؟
في عيادة طبيب الأسنان كنت أنتظر دوري .نساءٌ مختلفات الأعمار ، كنت قد أخذت ُمقعدي في زاوية وأستمع إلى الحوار الدائر بين امرأةٍ وشابة ، يبدو فرق العمر واضحا ً بينهما ولكن الحديثَ المخيف من الشابة هو الذي أقلقني ، كيف لي أن أدخلَ مع مثل هذه الشابة التي تؤيد ضرب المرأة وتحب كثيرا أن يضربها زوجها إذا أخطأت ، لأن الضرب حسب رأيها يؤدي إلى التربيةالصحيحة .! وهي بالمقابل تنال ُعقوبتها للتـتأدب َ . أبدا ً لم أن أتوقع هذا الكلام من فتاة شابة ،وهي بدورها أثارت سخط النساء الباقيات ومن حسن الحظ أنه لم يكن هنالك رجالا ًينتظرون في العيادة وإّنما فقط نساء ً .
اعترضتْ عليها بعضهن وواحدة فقط أيدتها وأخريات هززنَّ برؤؤسن استخفافا بحديثها . بدأت أمعن النظر فيها ،فتاة شابة حاصلة على دراسة ومتعلمة تؤيد ضرب الزوج لزوجته ؟
فكرت طويلا بها ولم تغادر ذاكرتي ، رعبٌ ما ينتابيُ من خطورة المرأة تجاه نفسها . !
تعددت أبواب رياض الصالحين لمؤلفه وصاحبه الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي من 631-676 هجري إلى اليوم ما زالت المرأة في هذا التشظي العقلي والنفسي تفضل ضرب الزوج لها بدلاً من الحوار والنقاش الذي يؤسس لعلاقة سليمة وصحيحة وحياة عائلية ناضجة مثمرة ، ولكن هذه الشابة لم تسأل نفسها سؤالاً مهماً ما هو شعور أطفالها عند يشاهدون أمهم تُعاقبُ وتُضرب ُمن قبل أبيهم ؟
يبدو أن الأمام أبي زكريا كان محقا ًفي تصنيفه لأبواب" النهي" في كتابة رياض الصالحين حيث وضع بابا خاصاً صنفه تحت" باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي أو زائد على قدر الأدب " .!
فهل من المعقول أن يجمع َبين هؤلاء ويؤكد بأنه لا بد من سبب ٍشرعيٍ للتعذيب، بينما في القرن الواحد والعشرين والفتاة الشابة تحمل أحدث الموبايلات وتستخدم الأنترنت وتؤيد ضرب الزوج لزوجته .!
من صحيح بخاري إلى رياض الصالحين يقولون لابدّ من سبب للتعذيب ، يا لفداحة الموضوع في فهم مثل هكذا حالات والربط بينهما !
إذا كنَّا في هذا الزمن المتقدم ،ما زلنّا نخوض في نقاشات عقيمة ما بين الحلال والحرام ما بين النفع والفائدة مابين الحق والتشريع والواجب وما يشغلنا به الفقه والحديث والروايات التي لم يعد لها معنى في هذا الزمن ولكنها ما زالت قائمة ًتشغل الأمة الإسلامية ، ومنها استئذان المرأة من زوجها للدخول للمسجد ،فلا يمكن لها الدخول إلا بعد أن يسمح لها ولا يحق لها الصوم إلا بعد إذنه وكأنه هو واسطة لها إلى الله للدخول إلى الجنة أو النار .
هذه الشابة اتمناها أن تقرأ َمقالي .ولا أدري فيما إذا كانت تقرأ . لأختم حديثي لها وأختمه فيما قاله رسول الله قبل قرون: " لا يجلدُ أحدكم امرأته مثل العبد ثم يجامعها في آخر اليوم ". يبدو أن الرسول كان مهذبا ً في حياته ومماته ، أكثر بكثير من النساء اللواتي هن أكثر غباء وأقل وعيا ًتجاه ذواتهن مع فرق الزمن والتاريخ والجغرافيا والوعي البشري الذي مر ّ بتعاقبات واختلافات على مدى قرون . فبماذا يفيدنا الثامن من آذار ، إذا مازلنا في أبواب صحيح بخاري ورياض الصالحين نتساوى ما بين الحيوان ويُقَدمُ علينا ولا نصوم ولا نصلي ولانسافر ولا نقدم النذور إلا برضى الزوج . وما زالت المرأة شؤما يجب تجنبه .
يقول أسامة بن زيد عنه ، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال :" ما تركتُ بعدي فتنة أضر ُّ على الرجال من النساء ." إذاً وبعد كل هذا ، كيف لنا أن نتعامل مع المرأة وكيف لنا أن نخرجها من أبواب رياض الصالحين وأحكام صحيح البخاري .؟



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحديقة الهندية
- المرأة بين الاغتراب والتغريب
- أحوال المرأة
- وردة باب توما
- الموت عندما كان لعبة
- العصافير التي جاءت أول الصباح
- سيرة الغائبة
- أول الملكات
- لا عريش نستظل به
- الكتاب المسافر بين الجهات
- أبواب الجنة
- من جسد الطائر
- يشدني المكان يكسرني العطر لجميلة عبد الرضا
- القطاف ُ يأس ُ الثمار
- لا أريد ُ لهذا المحيط أن يهدأ
- من الهاوية إلى عطر الحب .نيسان آخر
- قصائد تجرح العين
- الشعر صعود إلى السماء
- قديسة ٌ لا يوجد مثلها على الأرض
- نار ٌ وكتاب


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المرأة الروسية بلسان قادة الثورة الاشتراكية البلشفية (فلاديم ... / جميلة صابر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي. - فرات إسبر - المرأة ما بين الثامن من آذار ورياض الصالحين