مثنى حميد مجيد
الحوار المتمدن-العدد: 1574 - 2006 / 6 / 7 - 09:49
المحور:
الادب والفن
أمر جلل
حين تجف منابع الشعر والمقل
لا يجد المرء ما يكتبه
غير الهراء الجميل الأشل
ندبج المقالات
نقرض الكلمات
نعلك الورق
كل يوم فماذا فعلنا
ماذا فعلنا لك ياوطن
ما العمل
ماذا يقدر الإنسان أن يفعل
حين تشتد المصائب
حين يعتصر الألم
قلوبنا مثل ثمر الرمان
فلا يترك في صدورنا غير القشور نحشرج بها
حين ننزف كل يوم دمآ ، نتقيأ موتا.
بظر ؟!
سيشتمني قارئي الكريم قائلآ ـ بظر ؟
بدلآ من شعر الحب والمطر ، بظر؟
أجل ،
بظر
بظر
بظر
وكل عام حين يعشب العراق بالدماء
حين تفجر الحروف ، يكسر القلم
يبصق الأغراب في الفرات كل يوم
سأتشبث بالبظر
سأكتب عنه ، عن البظر ، وأي بظر ؟
بظر الانسة غونداليزارايس
الليبراليون سيهتفون
بئس لها من شتائم سوقية
تخدم الإرهاب
لا ياأخوة ، بل أنا أمسك بعقدة الأشياء
بشعرة الأهداب
أضع النقاط على الحروف
ما البظر إلا نقطة من النقاط
في عالم ملئ بالهراء
الحقائق الكبري
تبدأ من نقطة صغرى
المحارق البشرية
قد تبدأ من إصبع نحيل
يضغط على زر نووي أبيض جميل.
إصبع الانسة غونداليزارايس
الذي يداعب ليلآ بظرها في السر
تحت الغطاء الوثير
لأجل الأورجازم
هو إصبعها الذي يعزف ألحان البيانو
هو نفسه الذي يمسك القلم
ليؤشر ويوقع على التقارير الفدرالية
لماذا لا أكتب عن البظر
وقبلي كتب غوغول
عن أنف تمرد على صاحبه
ليدخل سلك الخدمة العامة!
ليترك صاحبه ينوح ويصرخ كطائر الشقراق
حين كسرت عشتار جناحيه
ـ أنفي ، أنفي
كما كان الطائر يصرخ ـ جناحي جناحي!.
تصوروا مجرد أنف
ذاع صيته في الافاق
فلماذا لا أكتب عن البظر
بظر انسة شهيرة تحتل جيوشها العراق
من قال أن ما أكتبه مجرد هجاء وفشار
ألهو وخمر ورؤوسنا تجتث في كل يوم بمنشار ؟
أنا نفسي
هتفت يومآ
مجدآ لتمثال الحرية
ولهذا بالذات
أكتب بكل جرأة وباس
عن بظر غونداليزارايس.
سأمت من تدبيج التراتيل والصلوات
والسفر المضني عبر النجوم والمجرات
حتى الملائكة بدأوا يمقتونني حين قلت لهم
ـ أنظروا ماء الفرات صار أحمرآ من الدماء
ما عاد صالحآ للوضوء والتطهير
ردوا علي جواز سفري الكوني بلا تأشير
ولذا فأنا أستفزهم
أستفزهم لصمتهم
فلقد بلغ سيل الدماء الزبا
ياإلهي
أحقآ فقدنا الحياء
أحقآ ؟
لقد فقدنا الحياء
في كل يوم صرنا أدلاء للغرباء
من كل حدب وصوب
نقودهم الى شاطئ النهر ،
كي يبصقوا في الفرات
أمام أنظارنا مبتسمين كالسفهاء
فأي خجل يمنعني من أن أدبج شعرآ
لبظر ، والعراق يعج بكل الزناة.
1. الأنف ـ قصة شهيرة للقاص الروسي نيكولاي غوغول
2. طائر الشقراق كسرت عشتار جناحيه حين رمته بنبال حبها ـ ملحمة جلجامش ـ ترجمة
الدكتور طه باقر ـ ص 89.
#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟