أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد عيسى - الصراخ في الشوارع مفيد لإسماع الصوت، لكنّ للفوز شروطاً














المزيد.....

الصراخ في الشوارع مفيد لإسماع الصوت، لكنّ للفوز شروطاً


سعيد عيسى
كاتب - باحث

(Said Issa)


الحوار المتمدن-العدد: 6505 - 2020 / 3 / 3 - 22:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تلت الحكومة اللبنانيّة الحاليّة بيانها الوزاري، ناقشه بعجالةٍ من سنحت له فرصة الكلام من النوّاب، ثمّ نالت الثقة توكيداً لشرعيتها الدستورية على الأقل، إنّما دونها والشرعيّة الشعبيّة مسافة. وإنصافاً، دون شرعيتها يقف مئات آلاف اللبنانيين معترضين، يؤمّون الساحات والشوارع، معترضين عليها، تسميةً وتكليفاً، وعلى كلّ من سعى من السياسيين القابضين على ناصية الحكم والبلاد حينًا من الدّهر.

من الطبيعيّ أن يقف معها ويدافع عنها، من سمّاها ودعمها من متنفّذي السلطة وأركانها وتابعيهم، سياسةً وجمهوراً، قناعةً أو مهادنةً، وأن يتنحى جانباً، إنّما على ناصية الانتظار، صيادو الفرص السياسيّة، فيقفوا في منزلة بين منزلتين، فإذا نجحت مالوا نحوها، وإن فشلت أدبروا عنها ورذلوها، وكذا بالنسبة للمعارضة الشعبيّة، المعبّرة عن نفسها بالانتفاضة في الشوارع والساحات، المستوطنة فيها، ملامسةً الأشهر الأربعة، مطالبةً بتغيير البنية ومحتواها السياسيّ والاقتصاديّ، رافعة راية فئات اجتماعيّة، جلّها من الشباب والفئات الوسطى، ساعيةً لتسنّم سدّة السلطة ومآلاتها، في مسعى منها لقيامة جديدة للبلاد ومعها العباد، الواطئين أراضيها قهراً، وتغالباً، القابعين بلا حول ولا قوّة.

إذا كان مشكّلو السّلطة سائرين على ما رسموه للبلاد، قانعين بحكومتهم العتيدة، ساعين لتوكيد غلبتهم على معارضيهم، ناظرين إليهم بازدراء، غير مكترثين لتحرّكاتهم، لا يلقون لهم بالاً، فما هو حال المعارضين، كيف سيتعاملون مع الواقع، في ظلّ حكومة باشرت العمل، من دون التفاتة لمطالبهم، إلا ظاهريّاً، دون ملامسة لجوهر ما يطلبون، فهي (أي الحكومة) لها برنامجها وخططها، هو ليس بعيدًا عمّن زكّاها وأعطاها الثقة، كيف سيستمرون في معارضتها، هل بالاستمرار في النزول إلى الشوارع وإبقاء الخيم منصوبة في الساحات، أو بالاحتجاج أمام مصرف لبنان، أم بالمؤتمرات الصحفيّة بين الفينة والأخرى، للحديث عن فساد هنا أو هناك، في هذه الإدارة العامّة أو تلك، عن هذا السياسيّ أو ذاك؟ هل سيكفي هذا للوصول إلى التغيير المنشود، أم هناك برامج وخطط أخرى تلاقي ما استجدّ في السياسة والسّلطة التنفيذيّة.

السّلطة قالت كلمتها، نفّذت ما ارتأته، غير عابئة بمعارضيها، أكّدت قوّتها وفوقيتها وتعاليها، في سعيٍ منها لإبراز ضعف معارضيها، تحاول بين وقت وآخر، بما لها من خبايا لدى جمهور المعارضين، توجيه بعضهم بحسب أهوائها، فتسيّرهم للتظاهر، أو للاعتصام، نحو أمكنة لها في من يقيمون عليها غاية، بعضها لدفعهم للتسليم بما ترسمه، أو انتقاماً منهم، في لعبة ذكيّة، تبدو فيها (السّلطة) أنّها تنفّذ ما يطلبه المعارضون، لكنّها هي المستفيدة الفعليّة، ومن جانب آخر تحاول إعطاء صورة للجمهور المعوّل على التغيير مفاده أنّ ما تتأملون منهم أن يسيروا بكم نحو غاياتكم، لا حول لهم ولا قوّة، وأنا ههنا أحكم، وهم، ليس بمقدورهم شيء، سوى الصّراخ ليس أكثر.


إنّ التّغالب بطبيعته يفضي إلى رابح أو خاسر، ومن لديه القوّة والسّلطة والنّفوذ يتعامل مع الوقت بملكيّة خاصّة، هكذا هي السّلطة، خبيرة بعلم الوقت، لديها لغاية اليوم ما يكفي مما تقدّم (نفوذ ووقت)، لكن المعارضة ليس لديها الكثير منهما، لا بل ليس لديها من النّفوذ السّلطويّ شيء، إنّما لديها من الوقت الكثير، لكن كيف لها صرفه وأين؟ صرفت منه الكثير في الشّارع، ويمكنها الصّرف بعد، لكن إلى متى يمكنها الاستمرار إذا لم تحقّق نقلة نوعيّة في سعيها للتغيير، وغاية السّلطة منعها من ذلك، وهي تستطيع، على الأقل في الأمد المنظور، لكن في إمكان المعارضة أن تكسب على السّلطة جولات، إذا سعت لتنظيم نفسها، وأقلع بعضها عن جفاء بعض، واتّحدت في بوتقة واحدة، فراجعت ما قامت به لغاية اليوم، وحدّدت نقاط ضعفها وقوتها، فنسجت تحالفًا وطنيًّا، عابراً للأراضي اللبنانيّة كافة، لا تستثني منه أحداً، وكفّ بعضها عن التعالي على البعض الآخر، وساروا سواسية نحو أهداف حدّدوها معًا بدقة ومضوا إلى ما يريدون، فالصّراخ مفيد لإسماع الصوت، لكنّ للفوز شروطاً.



#سعيد_عيسى (هاشتاغ)       Said_Issa#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الّلعب على الوقت
- السّلطة تراجع أوراقها فقط: كلام الانهيار لا يعنيها
- الديمقراطيّة التي لم تغيّر شيئا
- نقاش جديّ في اقتحام المصارف اللبنانيّة
- في الطريق نحو أتون المعركة: أسئلة لا بدّ منها
- الثقة هي من يوقف الاحتجاجات في الشوارع
- بيان -لجنة الدعم الدوليّة للبنان-: إعادة تشكيل للسلطة في لبن ...
- اختلاط المفاهيم: الشّارع اللبنانيّ وأهواء البعض
- صراع ثنائيّات: تفسير لما جرى وما سوف يجري في لبنان
- السّلطة الموقوفة بين تخوين المنتفضين أو محاولة امتطائهم
- المجالات الهوياتية: الشباب يعيد تعريف المُشتَرَكات
- الشباب المنتفض : موقوفون بين الليبيراليّة والراديكاليّة.. وب ...
- انتفاضة الشباب اللبناني: لغة مغايرة وقطيعة إيديولوجيّة مع ال ...
- أبعد من سقوط حكومة في لبنان: سقوط القوى السياسية الحاكمة
- الفقراء يستعيدون وسط مدينة بيروت
- لا حاجة للحوار لدى السّلطة اللبنانيّة: هي تُضمر عكس ما تُبدي
- قراءة أوّليّة للإجراءات الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء ال ...
- الهاشتاغ بين ضفتين (١)
- النماذج التنمويّة الفاشلة، الدور إذن للشباب
- تعميم مصرف لبنان بخصوص المشتقات النفطية والأدوية والقمح: الخ ...


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - سعيد عيسى - الصراخ في الشوارع مفيد لإسماع الصوت، لكنّ للفوز شروطاً