أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رزاق عبود - اثخنوك الجراح يا بصرتي الجميلة














المزيد.....

اثخنوك الجراح يا بصرتي الجميلة


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1573 - 2006 / 6 / 6 - 10:03
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هكذا يتكامل مشهد العنف، يا بصرتي الجريحة، ويتعالى صخبه معريا مؤامرة الصمت، والادعاء، والسكوت، والدجل، ويصطادوك بشبكة ارهابهم، فتشملك ساحة جرائمهم، ويضمك ميدان مؤامرتهم. وتتوهج النيران في شوارع الفيحاء، وتتعالى حرائق الانفجارات اعلى من النخل، ومآذن الجوامع، وابراج الكنائس. ويطغى فيضان القتل، والاغتيال غاسلا بالدم الاحمر القاني دروب، وازقة، واسواق، ومدارس، وساحات المدينة الهادئة. وترتفع الاعلام السوداء على ابواب بيوت المدينة المسالمة منبأة بطاعون جديد. وارتفع دوي المدافع، وازيز الرصاص ليغطي على همس الحب، والاغاني الجميلة، ورقصات الهيوة، وصياح الباعة، وضجيج الاطفال، وعنفوان الشباب، وخرير المياه في بندقية العرب. انها لغة الانتقام، والثار، والحقد البربرية، وادوات الهدم الفاشية الظلامية. لينالوا من رفعة، وسمو، وسمعة المدينة الصابرة، الوادعة، المناضلة، المضربة، المنتفضة، الثائرة.

ينتقمون، ويغارون من تاج الخليج، وجوهرة الشط، ومولدالاحلام، والبساتين. يريدون جرح جبين الوطن كله، وشرخ جبهة الصمود، ولوي ذراع التحدي، وفقأ عين الحارس الامين. يريدون ازالة اكليل الشعر، والادب، والثقافة الذي يزين راس الوطن. يعملون لاطفاء الالق الذي يبعث النور، والشعاع للامل، والحياة الجديدة بلا جلادين، ولا اوصياء، ولا ظلاميين، ولا دخلاء.

البصرة منذ عرفناها، وتربينا، وتعلمنا، ونشأنا، ودرسنا بها، كانت واثقة الخطوات نحو درب الحرية، والتطور، والانطلاق. وذلك الشعب البصري المتسامي فوق الحقد، والنزاع. المتسامح الاخلاق، والطباع. الهادئ في تعامله، وعيشه، وسلوكه. المهذب في حديثه، وقوله، وتصرفاته. الشفاف المتفتح الذهن في علاقاته. الصادق في كرمه، وضيافته، وعزته، ووطنيته، وافكاره. القوي في مبادئه، ومواقفه، ووثباته، وانتفاضاته، واضراباته، ومظاهراته، ونضاله، وصموده.

جاء الغوغاء، واللصوص، والقتلة، وقطاع الطرق، والجواسيس، والمدعين، والملثمين من كل مكان ليسرقوك كما سرقوا كل الوطن. جاءوا لينهبوك، وهم يعرفون انك كنزالوطن المادي، ورصيده في النفط، والماء، والخضرة، والصناعة، والموانئ، والابداع. ومستودع الثقافة الحرة التي لا تداهن، ولا تهادن، ولا تتواطأ مع السفلة، والخونة، والعملاء، ومصاصي الدماء. ومعقل الفكر النير وقلعة الاباء. البصرة رمز في صفاء الضمير، وعمق المحبة، ونموذج الرفض الصريح، والعنيف لكل ممارسات، واساليب مصادرة الحق، وخنق الحرية، وسبي العدالة، وتشويه الجمال، وسرقة ينابيع الحياة.

جاءوا من داخل، وخارج الحدود ليسرقوك، ويغتصبوا بكارة الصفاء، والهدوء، والتسامح، والتعايش، والالفة. جاءوا يضعوا حدا لحياتك مثلما قتلوا ابناءك من قبل: ابو زيتون، وهندال، والسياب، وشاكر محمود، ومحمود البريكان. ومثلما شردوا سعدي يوسف، وعبدالكريم كاصد، ومهدي محمد علي، وطالب غالي، ونازك الملائكة، وفيصل لعيبي، والمئات، والالوف من المبدعين، والمناضلين. لكن احتجاجك الصارخ ابدا، والتمسك بتاريخ ثورة الزنج، وافكاراخوان الصفا، وارث الانفتاح، والتلاقح الحضاري، وقصائد المربد الاصيلة ضيع عليهم اكثر من مرة نية ابتلاعك، او مسخك. لكن الهجمة هذه المرة خطرة، منظمة، دموية، شديدة، قاسية، مستمرة، مداهنة، متسترة بالدين مرة، والمبادئ مرة اخرى. هجمة شاملة، ومتعددة الاطراف، ومتنوعة الاسلحة، ووضيعة الاساليب. فمن ينتصر: قبحهم ام جمالك؟ خبثهم ام صفاءك؟ حقدهم ام حبك؟ غدرهم ام وفائك؟ جبنهم ام شجاعتك؟ قسوتهم ام حنانك؟ ظلمهم ام عنفوانك؟ ارهابهم ام غناءك؟ ضجيجهم ام هدوئك؟ عربدتهم ام موسيقاك؟ كلابهم ام طيورك؟ ذئابهم ام حراسك؟ سيوفهم ام سعفك؟ مدافعهم ام نخيلك؟ فيضانهم ام ضفافك؟ نارهم ام مياهك؟ ظلامهم ام شمسك؟ قنابلهم ام تمرك؟ مفخخاتهم ام ابلامك؟ نعيقهم ام هديلك؟ صلافتهم ام وداعتك؟ سفالتهم ام نبلك؟ لثامهم ام صفاء وجهك؟ موتهم ام حياتك؟ صحرائهم ام بساتينك؟ ذباحيهم ام اطفالك؟ مذابحهم ام جداولك؟ مجرميهم ام شعرائك؟ معاولهم ام عمالك؟ عثتهم ام فلاحيك؟ بخلهم ام كرمك؟ ظلاميتهم ام تسامحك؟ حرائقهم ام منابعك؟ كوابيسهم ام احلامك؟

هل نقول وداعا لبصرة الامس الخيرة، ام ان الابتسامة عائدة لا محالة لثغر العراق الحر؟؟؟

رزاق عبود
4/6/2006



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حق ايران امتلاك الطاقة النووية ولمختلف الاغراض
- الشيوعيون يدعمون حماس والعرب والمسلمون يحاربوها
- متى يقف بريمر الى جانب صدام في قفص الاتهام؟؟
- احنه بختك يا جعفري العراق يرجع گري
- تعلموا اللقاءات الصحفية من تركي الدخيل
- تمخض مبارك فولد خرطا
- مقتدى الستياني يستعد لاحراق العراق
- لماذا لا يتبع زعماء اتباع اهل البيت سيرة اهل البيت؟؟
- جمهورية المتعة والفسنجون، وحكومة الرشوة والروزخون
- مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة
- منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!
- سلاما حزب الشهداء
- عبد ايران اللاحكيم خطر على وحدة العراق
- عنجهية صدام قادتنا الى الاحتلال وعناد الجعفري يقودنا الى الح ...
- الحرب الطائفية قائمة وزعماء الطوائف يتحاربون على الكراسي
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية هشة، العراق بحاجة الى حكومة ا ...
- وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين
- مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح و ...
- البصرة وصورة الامس
- الزبير فردوس البصرة ونجد المفقود


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رزاق عبود - اثخنوك الجراح يا بصرتي الجميلة