علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 20:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاتهام الذي يوجهه البعض إلى المتظاهرين والمنتفضين التشرينيين بأنهم تضامنوا مع أحزاب الفساد ضد حكومة علاوي غير صحيح وهو افتراء محض! المتظاهرون وقفوا ضد تكليف علاوي والسوداني والعيداني ...إلخ، لأنهم لم يلبوا الشروط والمواصفات التي طرحوها وما يزالون يكررونها، ولم يتضامنوا مع الأحزاب ضد علاوي حتى لو حاوت مجموعات منهم منحه مهلة أو السكوت على تكليفه. المتظاهرون في انتفاضة تشرين الباسلة هم الذين أنهوا وجود أحزاب ومليشيات الفساد والقتل عمليا على الأرض، وأحرقوا مقراتها في عدة محافظات فتحولت الى عصابات سرية للخطف والإحراق والاغتيال. وإذا كانت بعض الأحزاب والكتل قد وقفت ضد علاوي لأنه لم يلبِ مطالبها المصلحية في المغانم والنهب فرفضته كما رفضه المتظاهرون فهذا ليس تضامنا ولكنه "تلاقي شكلي" في الموقف وليس في الأسباب والمضمون، والفرق كبير جدا بين الحالتين والموقفين.. وحتى لو مررت الأحزابُ حكومةَ علاوي أو من سيأتي بعد علاوي فلا شيء سيتغير من حيث الجوهر بالنسبة للمتظاهرين والانتفاضة، لأنهم، ولأنها مستمرة ومصرَّة على شروطها وعلى مواصفات رئيس الحكومة المؤقتة التي طرحتها طالما لم تصل - الانتفاضة - بعد الى الزخم وميزان القوى اللذين يسمحان لها بفرض بديلها الوطني الذي تريده، وهي تصرُّ حاليا على مطلبها الرئيس وهو التغيير الجذري لنظام الحكم القائم على أساس المحاصصة الطائفية سواء كانت حزبية أو تكنوقراطية. وهي ستكون قادرة فعلا على إنجاز هذه المهمة عندما تقدم بديلها السياسي والإداري ممثلا بمجالسها الشعبية ولجانها الميدانية في الشوارع والمدن المنتفضة مستقبلا، وكلما أنجزت هذه الخطوة وشكلت مجالسها مبكرا كان الانتصار أقرب وأسرع وأرسخ!
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟