|
رسالة مفتوحة ..
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 09:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رسالة مفتوحة الى : ساحات التظاهر والمحتجين والمعتصمين السلميين ، وتنسيقيات انتفاضة تشرين الأول 2019 م في محافظات العراق . الى القوى الديمقراطية والوطنية العراقية . الى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة . العراق ومنذ سنوات يعيش أزمات كبيرة وخطيرة ، تعرض نتيجة ذلك الى نكبات وأهوال وفواجع مدمرة ، نتيجة تحكم الفاسدين والجهلة والمرابين وسماسرة السياسة . هؤلاء الفاسدون أنتجوا لشعبنا ، نظام قمعي دكتاتوري ظلامي ، لا يصلح حتى مع أي شكل من أشكال النظم البدائية والأبوية والإقطاعية . هذا النظام المتسلط على رقاب الناس منذ 2006 م وحتى الساعة ، ونتيجة جهلهم وفسادهم وظلام ثقافتهم وتخلفهم ( ثقافة دولة الإسلام السياسي المتخلف ) ، هذا النظام أنتج لنا الفقر والجهل والمرض ، وغياب الأمن والخدمات وتوقف عجلة الاقتصاد والصناعة والزراعة ، والانهيار المريع في مؤسسات الدولة والمجتمع ، والمساس بالمنظومة القيمية والأخلاقية والاضطهاد والتغييب للمرأة وللحريات والحقوق وللديمقراطية . الملايين خرجت تسعى لاستعادة الوطن ، والكرامة والحقوق والحياة الحرة الرخية السعيدة . منذ أشهر خمسة مضت !.. هذه الملايين المتسمرة في ساحات التظاهر ، قدمت قرابين بالنفس والنفيس ، فسقط صريعا أكثر من 700 قتيل وأكثر من 27000 ألف جريح ومعوق ومصاب ، بأيدي مكافحة الشغب والميليشيات الطائفية التابعة لأحزاب السلطة . بالرغم من كل تلك الضحايا ، فلن تصغي السلطات الحاكمة المتنفذة ، الى صوت العقل والمنطق ، للاستماع الى مطالب المتظاهرين السلميين ، ولن تنفذ أي من تلك المطالب المشروعة والعادلة ، بل زادت إمعانا بالقمع والقتل والإرهاب والخطف والاعتقال والتعذيب والقنص . هؤلاء سياسي الغفلة ، يغيب عن سياساتهم القمعية ، أي شيء اسمه عدل ورحمة وتروي وقانون ، وما ترتكبه من جرائم يندى لها الجبين . اليوم الأول من أذار !.. هذا اليوم خرج الى ساحة التحرير ، والشوارع القريبة منها ، خرجت الملايين بمد جارف ، وهي تطالب بوطن أمن حر مستقل رخي سعيد ، فجوبهت هذه الجموع الغفيرة بالرصاص الحي وببنادق الصيد والغاز المسيل للدموع ، فسقط نتيجة هذا القمع البربري الوحشي شهيدا وأكثر من 80 مصاب وجريح واختناق بالغاز . فهل هذا النظام يريد أن يستجيب الى مطالب هذه الجموع الغفيرة ، المتواجدة في ساحات التظاهر السلمي ، ومنذ خمسة أشهر خمسة ، وفي ظروف جوية قاسية من برد ومطر ، وإرهاب وقمع واضطهاد هذا النظام وعصاباته المجرمة ؟؟.. هؤلاء لن يتزحزحوا قيد أُنملة عن مواقعهم ، ومصرين على الإبقاء على مكاسبهم ومغانمهم وسلطانهم وتسلطهم الغاشمة . هذه الثورة الجماهيرية العارمة والشبيبة الواعية من كلا الجنسين ، الذين يطالبون بحكومة مستقلة من المهنيين النزيهين ، والخبراء ورجالات دولة وليسوا بهواة سياسة . فهل هذا كثير عليهم ؟.. ألم يكن الشعب حسب الدستور العراقي بأن الشعب مصدر السلطات ؟.. إلى متى يستمر الموت والخراب والجوع وغياب الأمن على أيدي هؤلاء ؟.. لا خيار أمام شعبنا وأمام ثورته وثواره غير حكومة الإنقاذ الوطني أبدا !.. و تحتاج الانتفاضة وثوارها اليوم ، الى بلورة أهداف محددة ومكتوبة ، يتم توحيدها من قبل مختلف الساحات والتنسيقيات ، والإعلان الصريح والواضح ، بعدم شرعية النظام القائم وأحزابه الفاسدة نتيجة فشلهم في إدارة الدولة ، وتضمين هذه المطالب بقيام حكومة إنقاذ وطني ، تأخذ على عاتقها أهداف محددة للفترة الانتقالية ، والتهيئة لانتخابات عامة . ويكون من أولويات هذه الحكومة ، حل الميليشيات وحصر السلاح بيد الدولة . إصدار قانون جديد للأحزاب وطني ، ومنع قيام أحزاب على أساس ديني أو قومي شوفيني عنصري . التأسيس لمفوضية مستقلة للانتخابات ، وقانون انتخابات منصف وعادل . تشكيل هيئة من الخبراء والقضات والقانونيين والأخصائيين لمكافحة الفساد واسترجاع الأموال المنهوبة من قبل هذه الأحزاب الفاسدة الى خزينة الدولة . إصدار قانون من أين لك هذا . العمل فورا على التخفيف عن كاهل الطبقات المسحوقة من الفقراء والمتعففين والثكالى والأرامل والمشردين ، بمشاريع طموحة وعاجلة ، والعمل فورا على عودت المهجرين والمهاجرين وإعادة بناء ما تم تدميره على أيدي داعش الإرهابي والعمليات العسكرية . إعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية ، وضمان استقلالها وأن تكون مؤسسة وطنية ومهنية . تكون هوية الدولة ( دولة ديمقراطية علمانية اتحادية ) موحدة ومستقلة ، والفصل الكامل للدين عن الدولة وعن السياسة ومنع رجال الدين من التدخل في الشأن السياسي وبناء الدولة ومؤسساتها . تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة قتلت المتظاهرين، وكل من يتهم وتثبت إدانته من المنفذين لتلك الجرائم ، والمحرضين ومن أصدر الأوامر بقتل المتظاهرين والمعتصمين ، وتعويض عوائل الشهداء والمصابين والمعوقين عن الضرر الذي لحق بهم وتتكفل الدولة بعلاجهم على نفقتها . تحدد لهذه الحكومة فترة انتقالية لا تزيد عن ثلاث سنوات ، لإنجاز تلك المهمات وغيرها ، وتكون هذه الحكومة من المستقلين ورجالات دولة والأكفاء والنزيهين الوطنيين ، وتأخذ على عاتقها إضافة لما بيناه ، التهيئة لانتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة وبإشراف دولي والقضاء العراقي ومنظمات المجتمع المدني . المجد لشهداء ثورة تشرين المجيدة والعار والموت لقتلتهم الأوباش . الشفاء للجرحى والمصابين ، والحرية للمعتقلين والمختطفين . النصر حليف ثورة الشعب وثوارها الشجعان . 1/3/2020 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أذار المرأة .. والمرأة في أذار الربيع .
-
ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .
-
أي تغيير تسعى إليه الملايين الثائرة ؟
-
خبر وتعليق على ما يحدث اليوم .
-
السيدة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بغداد .
-
سلاما يا رفاق النضال .
-
يجب العمل على قيام دولة ديمقراطية علمانية اتحادية مستقلة .
-
نداء ومناشدة لممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .
-
نداء عاجل الى الرأي العام العالمي .
-
رؤيتنا للعراق الجديد / معدل .
-
رؤيتنا للعراق الجديد .
-
ما يجب أن يبقى أحد قاعدا على التل ؟!..
-
ومكروا .. ومكر الله والله خير الماكرين !..
-
السيدة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق .
-
الاغتيال والاختطاف والاعتقال والترهيب لن يمنع عملية التغيير
...
-
قانون الحياة عادل ويسير الى الأمام دائما .
-
يا جماهير شعبنا العراقي العظيم .
-
المنافقون والمُظِلون الظلاميون يكشفون عن وجههم القبيح .
-
الاغتيال والبطش ضد المعتصمين ما زال مستمرا !..
-
هذا زمن الطاعون .. الزمن الرديء !..
المزيد.....
-
جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
-
الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع
...
-
تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو
...
-
مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي
...
-
إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
-
مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م
...
-
القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
-
قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال
...
-
بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي
...
-
السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|