|
ميتافيزيقا المسوحات واعتذار واجب للزغبي وابوهلالة بين التشاءم المصري والتفاءل التونسي
حجاج نايل
الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 09:01
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
في قسم زوايا بجريدة العربي الجديد نشر السيد ياسر أبوهلالة تحت عنوان لماذا يتفاءل التونسيون ويتشاءم المصريون نقلا أو شرحا لاحد المسوحات التي أجراها مركز زغبي الأميركي للأبحاث حول نسب وأسباب تشاءم المصريين وتفاءل التونسيين ونشر بعد الاحصائيات الدالة علي حجم التشاءم والتفائل عند الشعبين والحقيقة قبل الرد علي محتوي ماجاء في زواية جريدة العربي بهذا الشأن اود التنوية الي انني حاولت جاهدا العودة الي مصدر هذه المسوحات ولم استطيع الوصول اليها ربما لجهل مني بشئون التكنولوجيا الحديثة وربما لخديعة كبري حول هذا المركز ومسوحاته الدراماتيكية فلقد دخلت علي موقع مركز زغبي الامريكي للابحاث فلم اجد اي دراسات او مسوحات علي الموقع فضلا عن انه يبدو مركز بحثي تجاري اكثر منه اكاديمي ثقافي اجتماعي فوجدت لديه عملاء ويعمل لخدمة عملاءه المحددين بالاسم وساضع هنا ما وجدته علي هذا الموقع وترجمته عن اللغة الانجليزية "من تطوير المسح والعمل الميداني ، إلى تحليل النتائج وعرض التقارير ، نقدم لعملائنا المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ القرارات الصحيحة. نحن نساعد عملائنا على توصيل البيانات المعقدة وتقديم رسالتهم إلى العالم اما فريق عمل المركز فهو كالتالي الدكتور جيمس زغبي
االدكتور جيمس زغبي هو العضو المنتدب لشركة زغبي لخدمات البحوث، إليزابيث زغبي إليزابيث زغبي هي محللة أبحاث وكاتبة اولي في مركز زغبي للابحاث سارة زغبي سارة زغبي هي المديرة الإبداعية في مركز زغبي للابحاث
الحقيقة ليس لدي تعليق مناسب علي فريق العمل بالمركز لكن ربما يفرض السئوال نفسه الايوجد باحث او كاتب او سكرتير او عامل للشاي والقهوة خارج عائلة الزغبي لهذا المركز ؟؟؟؟ مجرد تسأول
في البداية فليأذن لي السيد أبو هلالة ومركز ابحاثه ونيابة عن مائة وأربعة مليون مصري ان أتقدم له ولمركز زغبي بالاعتذار عن صدمته الكبيرة مفاجأته بتشاءم المصريين اكثر من التونسيين ونعتذ عن عدم التفاؤل والبهجة والفرح في ظل أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية شديدة البؤس في مصرنا العزيزة كيف لا نتفاءل واكثر من ثمانين الف سجين ومعتقل يقبعون في السجون المصرية يموت منهم كل يوم ضحايا إما بسبب الإهمال الطبي او التعذيب او الصقيع او الحرمان من الادوية كيف لا يتفاءل شعب مصر وهو علي حافة المجاعة والفقر والعوز ولهيب الأسعار والفواتير التي تلتهم ثلاثة ارباع دخله ناهيك عن أسعار السلع والخدمات وانهيار ما يسمي بالطبقات المتوسطة الي طبقات كادحة تكافح من اجل البقاء كيف لا يتفاءل المصريون مع الاختفاء القسري للناشطين السياسيين والحقوقيين والمنع من السفر والمداهمات اليومية علي بيوتهم وحرمان ذوويهم من معرفة أي معلومات عنهم وكيف لا نتفاءل وقد أغلقت مؤسسات المجتمع المدني أبوابها وحوصرت الأحزاب السياسية في مقارتها وإخصاء وتدجين النقابات المهنية والعمالية وكيف لا نتفاءل بطبيعة الحال علي احتكار الاقتصاد وعسكرته وتدمير القطاع الخاص وانهيار شامل في الحصول علي السلع والخدمات وحتي الاعلام والفن لا تسمع فيه الا نهيق المطبلين والانتهازيين كيف لا نتفاءل مع تعاظم حجم واموال الفساد وبناء القصور علي هذا النحو كيف لا نتفاءل وقد فقدنا اعز ما نملك نهر النيل والسياحة والاستثمارات والتفريط في الجزر المصرية تيران وصنافير وندعو الله ان لا تكون سيناء جزء من صفقة القرن القادمة فكيف بعد كل هذه الشواهد تشكل نسبة المتفائلين في مصر 20% فقط في مقابل 50 % لدي اشقائنا التوانسة نعتذر ياسيدي ان هذه النسبة سببت لكم هذا القدر من الازعاج بينما يمرح اخوتنا التونسيون في رحاب ديمقراطيتهم ومؤسساتهم العظيمة لم يسجنهم او يعتقلهم او يقتلهم النظام الحاكم هناك ولم يسرق قوتهم ولم يبيع ارضهم ولم يبني اكثر من 27 سجنا جديدا في عامين مثلما حدث في مصر ولم يخفي البعض منهم قسريا ولم يهاجر الالاف من المعارضين الي الخارج طوعا او جبرا هروبا من جحيم الموت ولاستبداد الذي يحاصر الدولة المصرية الحقيقة ان مسحكم لم يقدم جديدا ومسحكم بالفعل مثير للسخرية وهزلي اكثر مما ينبغي من حيث مضمونه ومحتواه لاننا عاجزون عن فهم المعايير العلمية الدقيقة لكل من التفاءل والتشاءم والوقوف علي الحالة المزاجية والنفسية لعينات البحث وعلي اي اسس تم اختيار مصر وتونس ولماذا مصر وتونس في هذه الظروف الموضوعية ومنذ متي يقاس وعي ومسيرة الشعوب والاوطان بالتفاءل والتشاءم ولماذا اعطاني هذا المسح انطباع وكأننا ازاء احد برامج الكاميرا الخفية هذا بالاضافة الي عدم قدرة السيد ابو هلالة علي التحكم في مشاعرة والسيطرة علي انفعالاته فلغة مقاله تنضح بالكراهية الشديدة والعنيفة لكل ما هو مصري فلقد خلط الاوراق والحابل بالنابل بين طغمة حاكمة مستبدة وبين شعب مصر العظيم وقواه المدنية والسياسية ولم يقدم كلمة واحدة للتعاطف مع شعب مصر المحاصر او حتي شباب مصر في السجون المصرية وفي ذات الوقت يعكس ماكتبه السيد ابو هلالة شحنة انفعالية طائشة لا تعبر بالمرة عن كاتب محترف يدلل علي كتاباته بالمسوحات والابحاث لاسيما اذا كان هذه المسوحات من مركز عائلي كمركز الزغبي للابحاث فلقد جرت العادة علي ان المسوحات لا تتصدي لوقائع وقضايا يدركها ويعرفها القاصي والداني ونتائجها بديهية للغاية بل دوما ما تتعرض للأسئلة الصعبة والقضايا الغامضة او غير المعروفة او المدروسة أو المؤكدة بدقة ومن ثم لم نكن في حاجة الي مسوحات تتعلق بالتشاؤم والتفاؤل لان هذا معروف ويمكن قراءته مسبقا دون مسوحات بقدر احتياجنا الملح لمعرفة لماذا لم تحدث ثورات الربيع العربي تغييرا جذريا في البني الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية في بلداننا العربية وفقا لمفهوم الثورة في العلوم السياسية والاجتماعية وكيف نجحت الثورات المضادة في اختراق النخب والجماهير. وعود علي بدء هل كان القائمين علي المسح يتوقعون نتائج مختلفة ؟؟ برغم كل الظروف والعوامل المحيطة بالمصريين هل من الطبيعي ان يبدو المصريين متفائلين في ظل هذه الأوضاع؟؟؟ أخيرا يستطرد السيد بوهلالة في مقارنة مفزعة بين الشعب التونسي وشباب ثورته عندما يتحدث عن تونس وبين سلطة الحكم والنظام السياسي والثورة المضادة عندما يتحدث عن مصر ويضعهما علي نفس المسار في رؤيته وتحليله المخل لكلا الجانبين الا انه فقد البوصلة ووضع رؤية الثوار في تونس للمستقبل في مقابلة مع إخفاقات واستبداد الثورة المضادة في مصر لا اعتقد انه يتعمد هذه المقابلة بين شعب يعيش ثورته ويسير بها خطوات الي الامام وبين نظام وسلطة حكم تمارس القهر والقمع علي المصريين ويبدو انني مدين للسيد بوهلالة باعتذار ثاني حيث انه لم يتمكن من المقاربة بين شباب الثورة المصرية والتونسية لان شباب الثورة المصرية في السجون وخلف القضبان ولم يستطيعوا ان يعبروا له ولمركز زغبي عن تفاؤلهم بالمستقبل والحقيقة لم افهم فالكاتب لم يجد ولم يري في مصر غير سلطة الحكم والثورة المضادة لم يري شبابها واحزابها ومؤسساتها التي تقاوم وتناضل لم يري أولادها وبناتها الذين خرجوا في سبتمبر الماضي وهم يدفعون الثمن الان لم يري مناضلون تجاوزا السبعين والثمانين من العمر يقبعون في صقيع السجون والزنازين في مصر الان لم يسمع عن الإضرابات العمالية والاحتجاجات الفلاحية وحراك المعارضين لم يوجد شيء واحد في مصر لفت انتباهه سوي المجلس العسكري والرئيس المصري و النظام الحاكم اتاوا – كندا 20 فبراير 2020
#حجاج_نايل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيما وراء النظرية السياسية
-
صفقة القرن قمة جبل الجليد
-
25 يناير المتاهة والحصاد المر اسئلة التاريخ
-
العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (2) السجن السياسي في مصر ب
...
-
الازمة الليبية والتدخل التركي رؤية عبثية مغايرة
-
الاريغورومحنة الهوية الهروب من جرائم الذات الي الاخر
-
العدالة في مصر الصعود الي الهاوية (1 )
-
حراك الشعوب وهن النخبة واوهام الرأس من يقود من ؟؟؟؟
-
من السجن الي المنفي ياقلبي لا تحزن صكوك الغفران والمعارضة ال
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|