أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - أوهن البيوت














المزيد.....

أوهن البيوت


ثامر الحجامي
كاتب

(Thamer Alhechami)


الحوار المتمدن-العدد: 6504 - 2020 / 3 / 2 - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وصف القران الكريم " بيت العنكبوت " بأوهن البيوت، رغم إن أبحاثا علمية أثبتت أن خيوط شبكة العنكبوت هي من أقوى الحبال على وجه الأرض.. لكن طبيعة العلاقة الأسرية لهذه الحشرات تختلف عن غيرها، فالأنثى تقوم بأفتراس الذكر بعد أن ينتهي من تلقيحها، وعندما يفقس البيض يقوم بالتغذى على أضعفها، وما أن يقوى حتى يقوم بإلتهام الأم ! لتنتهي عندها السلسلة الوراثية بين الآباء والأبناء.
على العكس من ذلك طور البشر علاقاتهم الأسرية والإجتماعية، لتكون مثالا للترابط والتلاحم، المعبر عن سمو الفكر البشري، وإدراكه لعظمة الروابط الإنسانية بين بني أدم.. والتي تطورت الى علاقات إجتماعية وقبلية، تجمع البلدان والشعوب تحت مسميات متعددة، حتى أصبحت تلك البلدان تتباها بعظيم ترابطها وتوحدها تجاه ما يعتريها من مخاطر ومشاكل.
لطالما كانت تأتي التهديدات للشعوب عبر ضرب نسيجها الاجتماعي ومحاولة تكسير اواصر الروابط بين فئاتها المتعددة بإستخدام أساليب شتى، فالدولة العثمانية ربطت الخيول في مساجد الشيعة في محاولة لاهانتهم والاستصغار من مذهبهم، وفعل الانكليز أضعاف ما فعله العثمانيون ( وما زالوا ) بلضرب الأواصر الإجتماعية وتغيير المفاهيم الثقافية لشرائح المجتمع العراقي.
جاء نظام البعث الفاشي، الذي تجاوز الاخرين ودخل الى البيوت، ليضرب الروابط الاسرية في الصميم، فعمل لجعل الزوجة تسجل أحاديث زوجها والوالد يقتل ولده الهارب من حروب النظام الطاحنة، وزادت الهوة الطائفية والقومية بين شرائح المجتمع العراقي، فأصبح إبن "العوجة" ينادي إبن الناصرية " بالشروكي" ويتعامل معه تعامل السيد مع العبد..
بعد عام 2003 عمد المحتل الى زيادة حجم الخلافات، حتى تحولت الى حرب دامية تطورت الى اشكال متعددة، لم ينطفئ سعيرها إلا مع نهاية عام 2017، وما زالت معاناتها وتأثيراتها مستمرة الى يومنا هذا، بل إن الخوف من عودتها ما زال حاضرا، رافق ذلك خلافات سياسية حادة، وتعدد الولاءات الحزبية المرتبط بعضها بجهات خارجية، وغاب الكثير من المفاهيم الوطنية والإجتماعية، التي تجعل المجتمعات والشعوب متماسكة قادرة على مواجهة التحديات.
خلال عملية الصراع مع عدو الخارج، والتدافع بين مكونات الداخل، مع تحريض سياسي من أجل مصالح حزبية، غابت مفاهيم كثيرة تمثل قوة للمجتمع العراقي وتماسك مكوناته، فأصبحت الوطنية سبة لمن ينادي بها، وصار الولاء للخارج محل فخر للبعض! وأختلفت الأغلب في مفهوم السيادة وتفسيرها، فيعتدى على القوات العراقية بصواريخ أجنبية، ولكننا نشاهد من يبرر ذلك، ويستشهد قادة عراقيون داخل العاصمة بإعتداء غاشم، فنجد من يستنكر ومن يبرر! وإعتداء على سفارات وقنصليات دول، هناك من يستنكر وآخر يبرر! وإنهاء وجود القوات الاجنبية على الاراضي العراقية، يدافع عنه البعض ويهاجمه البعض الآخر!
دستورنا ينتهكه الحكام أكثر من المحكومين، حكومة وجودها من عدمه، وبرلمان يعيش في سبات تحميه الكتل الكونكريتية، الأحزاب تتكالب على مغانم السلطة ، قوى التشدد واللادولة متحكمة في ما بقي من الدولة، ممسكة بمصادر المال والسلاح ومتحكمة بالمال والنفوذ، فأحالت بيتنا الى ما يشبه بيت العنكبوت.



#ثامر_الحجامي (هاشتاغ)       Thamer_Alhechami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهادة وحدها لا تكفي
- جريمة لا يعاقب عليها القانون !
- الأهم من قانون الإنتخابات
- على من نطلق النار ؟
- فاسيلي في بغداد !
- القانون فوق الفقراء
- الهجرة الى كوكب الصين
- المعارضة تتكلم نيابة عن الحكومة !
- تناقضات الوضع العراقي
- خصم شريف خير من صديق مخادع
- الخطاب المعارض للحكومة
- هجوم الصراصير
- سانت ليغو قانون أم لعبة ؟
- أنا قافل عليك !
- مخدرات في مدينتي
- قوانين مسكوت عنها!
- الحكومة العراقية وتحدي المعارضة
- جراح سبايكر وضماد برهم
- أجراس تقرع وآذان صماء
- العراق ودوره في لعبة المحاور


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الصين تستضيف اجتماعا للفصائل الفلسطينية
- برلماني روسي: موسكو لن تشارك في أي قمة سلام بشروط أوكرانيا أ ...
- نيجيريا والإمارات تتفقان على استئناف الرحلات الجوية وإصدار ا ...
- أوربان يدعو رئيس المجلس الأوروبي إلى استئناف العلاقات مع روس ...
- بايدن ينتقد مرشح ترامب لمنصب نائب الرئيس ويتهمه بالتملق للأث ...
- السلطات الأمريكية ستجري تحقيقا في تعامل الأجهزة الأمنية مع م ...
- عدد المصابين بفيروس حمى النيل في إسرائيل يحطم رقم قياسيا مسج ...
- دونيتسك: أكثر من 189 ألف قذيفة أطلقتها قوات كييف منذ فبراير ...
- أوربان: في حال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية سيعمل فورا كوس ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ثامر الحجامي - أوهن البيوت