أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرحمن البيطار - كِتابَه في يوم الحُب عن الجِدار الحديدي كمفهوم صهيوني إستعماري عنصري بامتياز















المزيد.....


كِتابَه في يوم الحُب عن الجِدار الحديدي كمفهوم صهيوني إستعماري عنصري بامتياز


عبد الرحمن البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 6503 - 2020 / 3 / 1 - 14:05
المحور: القضية الفلسطينية
    



في مقالتها المعنونة ” الحائط الحديدي لخطة القَرْن ” الذي نشرته الدكتورة ” غبريئيلا برزين ” في جريدة “إسرائيل هيوم ” في يوم ٩ شباط ٢٠٢٠، وهي خبيرة في الفلسفة العربية والصهيونية وعضو ادارة معهد جابوتنسكي ، كَتَبَتٍ غبريئيلا تقول :
( مناحيم ) ” بيغن الأب كان من تلاميذ زئيف جابوتنسكي الذي وضع سياسة ‘ الحائط ( الجِدار ) الحديدي ‘، والتي تبناها أيضا رئيس الوزراء الأوَّل ( لدَولة إسرائيل ) وزعيم ماباي ‘دافيد بن غوريون ‘.
أما حزب ماباي فهو اٌختصارٌ لـ “حزب عمال أرض إسرائيل “، وهو حزب يساري إشتراكي إسرائيلي صهيوني تأسس في ثلاثينات القرن الماضي بقيادة ” بن غوريون ” ، واٌتّحد في الستينات من القرن الماضي مع حزب المعراخ ، ويُعتبر السَّلَف الأساسي لحزب العمل الإسرائيلي الحالي ، وتريد كاتبة المقال أن تقول بأن مبادىء ” الحائط الحديدي” لجابوتنسكي ، لم يأخذ بها عُتَاة اليَمين الإسرائيلي الصّهيوني فحسب ، بل حتى القادة المؤسسين للكيان الصهيوني المحسوبين على اليسار الإسرائيلي وحركة العُمّال الإسرائيليين الصهاينة .
تقول غبريئيلا في مَقالَتِها :
“بمفاهيم عديدة ، فإن المبادىء التي يَغْرِسها ‘مُخَطَّط ترامب’ تُعيدُ إلى البَحْث في النّزاع مع العرب ، الذين أصبحوا في هذه الأثناء فلسطينيين ‘ مَبادىء الحائِط الحديدي ‘ ”
أما المبادىء التي عنتها الكاتبة في مَقالَتِها ففقد لَخَّصتها على النحو التالي :
” … ومن الآن فصاعداً ، فإنَّ الإعتراف بحقنا في البلاد ، وحقنا في أمن لا مُساوَمة فيه ، هما شرطان لازمان قبل كل إتفاق “.
وتقول غبريئيلا :
” لقد تُوقع جابوتنسكي الرَّفض الثابت من جانب الفلسطينيين لكل فكرة السيادة اليهودية في حدود بلاد إسرائيل “. وتُضيف بأن جابوتنسكي ؛
” ما كان بحاجة إلى مُنظمات حقوق السّلام كي يعترف بالمشاعر القومية للعرب . فقد كان اعترافه واضحاً :
‘ كل شَعْب من سُكّان البلاد ‘ [وَهوَ تعبير يميزهم عن ( أصحاب البلاد ) كما تقول ]…يَرى في بلاده وَطنه القومي ، وهُناك يُريدُ أنْ يكون رَبَّ بَيتٍ مُطلَق …. وهو لنْ يَسمح بإرادته الطيبة بإدارة إقتصاد البيت ، ليس فقط لأصحاب بيت جُدُد بل وحتى لشركاء جدد ‘ “.
وتستدرك الكاتبة وتقول :
” ولكن جابوتنسكي يَعرف أيضاً بأن الصِّدام بين الموقف العربي والصهيونية مُحَتَّم . ” ، وفي ذلك تَستَنطِق جابوتنسكي بالقول بأنه ولذلك :
” فلا يمكن للصهيونية أنْ تَعرِض ‘ أي تَعويض عن بلاد إسرائيل ‘ ، وتَعيش فقط ‘ برعاية قُوة واقية …’ ‘ حائط حديدي ‘ لا يكون بوسع السُّكان المَحليين إختراقه “.
وتنتهي الكاتبة الى تلخيصه مقاصد جابوتنسكي ومفهومه بالقول:
” إنَّ ‘ الحائط الحديدي ‘ جدير بأن نفهمه كمبدأ يسعى إلى الإتفاق “.
وتَقتَطِف الكاتبة من مقال جابوتنسكي عن “الحائط الحديدي ؛نحن والعرب” والذي نَشَرَه في ١١ تِشرين الثاني العام ١٩٢٣ ( أي ، بعد ستة سنوات من صدور وعد بلفور والاحتلال البريطاني لفلسطين ، وبَعْدَ سنة من إقرار ‘عُصْبَة الأُمم’ لصك الانتداب البريطاني على فلسطين ) الفقرة التالية ، وفيها يَصِف جابوتنسكي الظُّروف ” التي يبدأ فيها العرب التّفاوض مَعنا بصدق في مسائل عملية، مثل إعطاء الضمانة ضِد دَحْر أقدامهم من البِلاد أو في موضوع مساواة الحقوق ، أو بشأن كيان قومي مستقل ” ، وتقول بأن جابوتنسكي فَهُم ” بأن مُوافقة العَرَب ستتحقق كنتيجة للحسم فقط ؛ حَسْم يُفتَرَض أنْ يكون مُتَرجَماً الى اٌنعطافة صادِقة في الوعي فيها ‘ يُسَلِّمون بالقَدَر ، ويَجتهِدون حتى لأن يَفهموا العَدالة التاريخية لهذا القَدَر’ “.
نعم، يتكرر كثيراً في هذه الأيام ، العودة الى مقال ” جابوتنسكي” حول ” الجدار ( أوْ الحائط) الحديدي ؛ نحن والعَرَب “، والإستشهاد بمقولاته وبالمبادىء التي أرسى أُسسها ، وأرى أنه من الضروري في هذه المرحلة أن نُبْحِر معاً في قراءة لمقال جابوتنسكي والإطلاع مُباشرة على فحواه والمَبادىء التي طَرَحها فيه ، والتي أثَّرَت ووَجَّهَت مِقْوَد السياسة والمواقف الإسرائيلية الصهيونية منذ عشرينات القرن الماضي وحتى تاريخه، اَي على مَدار قَرْنٍ من الزمان . وقد وَجَدتُ ترجمة أعَدَّها الكاتب ياسين عز الدين للمقال الذي كَتَبَه الكاتب بالروسية ، وهي ترجمة عن النص الإنجليزي للمقال ،
وفيها ، نجد جابوتنسكي يَبدأ مَقالَه بالقول أولاً:
“لنَعُد إلى برنامج “مؤتمر هلسنكي”، بما أنّي أحد الذي ساهموا بصياغته، ولستُ راغِبًا بالتشكيك في المبادئ الواردة فيه.”
وعَن ” مؤتمر هلسنكي ” ، فقد كتب المُتَرجِم الأستاذ ياسين عز الدين يقول :
” …هو مؤتمر عَقَدَته ‘الحركة الصهيونية الروسية’ في عاصمة فنلندا- هلسنكي عام ١٩٠٦ ، وَوَضَعَت فيه الأُسس العَمَليّة لعَمَل الحركة الصهيونية، والقائم على تحسين أوضاع اليهود في روسيا وجميع دول العالم، والمُطالَبة بحقوقهم المُتساوية ومَنْحِهم الحُكم الذّاتي، بالإضافة للعمل على تَشجيع الهجرة إلى فلسطين للوُصول في نهاية المطاف لقيام الدولة اليهودية في فلسطين” .
لنَعد بعد هذا الإستدراك الى مَتن مقال جابوتنسكي، وفِيه يُتابع مَقاله بالقول :
“البرنامج يَضمن المُواطَنة المُتساوية وحق تقرير المصير، وأنا مُقتنع أنَّ أي حُكْم مَوضوعي سَيَقبل هذا البرنامج كأساس للتعاون السِّلمي بين أي دولتين جارَتين.
لَكنّه مِنْ غَير المَنطقي التّوقع من العَرَب أنْ تكون لديهم العَقلية الموضوعية، وفي هذا الصراع هُم ليسوا حكامًا بل أحد الأطراف المتصارعة.
في النِّهاية سُؤالنا الرئيسي(هو)؛ هل سَيَقبَل العَرَب، حتى لو كانوا يُؤمنون بالتعاون السِّلمي، هل سَيَقبلون بأنْ يكون لهم “جيران”، حتى لو كانوا جيرانًا جَيِّدين؟ في البَلَد الذي يَعتَبِرونَه لهم؟ ”
يُجيب جابوتنسكي على التساؤلات التي أثارها في مَقالِه الذي كَتَبَه في تِشرين الثاني من العام ١٩٢٣، فيقول :
“حتى أولئك الذين يُحاولون إثارة إعجابنا بعباراتهم الرائعة لا يَجرؤون على الإنكار أن التّجانس القومي هو مُلائِم أكثر من التّنوع الطبيعي.
لِذا لماذا سَتَكون هُنالك أُمّة مُنْسَجِمة مع عُزْلَتها سَتَقبل (مُهاجرين) إلى بلدها حتى لو كانوا جيرانًا جَيِّدين بِغَضِّ النَّظَر عن عَدَدهم؟
سَتُجيبُكَ (هذه الأمة) بـ: لا نُريد عَسَلَكُم، ولا نُريد لَسَعاتكم”.
يعود جابوتنسكي الى صُلْبِ فِكْرته ، ويقول:
“بَعيدًا عن هذه المُشْكِلة المَبدئية، نسأل ؛
لماذا سَيَقبَل العَرَب “برنامج هلنسكي” أو أي برنامج لدولة مُخْتَلَطِة القومية؟
ويُجيب :
“الوصول إلى ذلك هو طَلَب للمستحيل. نظرية سبرينجر عُمْرها أقل من 30 عامًا، ولا تُوجد أي أُمّة بما فيها الأُمم الأكثر تَحَضُّرًا، وافَقت حتى الآن على تَطبيق هذه النظرية بأمانة في أرض الواقع. فحتى ‘التشيك’، تحت قيادة ماساريك – المُنَظِّر الأول للحُكم الذاتي، لَنْ يَقبلوا بذلك”.
نُلاحِظ في مَتْن المَقال إستعمال جابوتنسكي لمُصطلح ” العَرَب” ، ويَتعين أنْ نتذكر هُنا أن مقال جابوتنسكي قد كَتَبه في العام ١٩٢٣، أي بَعد أن جَرى وَضْعٍ اتفاقية سايكس بيكو ( المُوَقّعة في أيار ١٩١٦) مَوْضِع التطبيق ،وتقسيم أراضي بلاد الشام وهوية سكانها العرب السوريين الى سوريين ، ولبنانيين ، وأُردنيين ، وفلسطينيين ، وبَعْدَ نجاح فرنسا وبريطانيا إجهاض الثورة العربية الكبرى ومشروع الدولة العربية السورية، وبالرُّغم من نحاح خُطّة التقسيم وإنشاء الهويات العربية الفرعية، فإن جابوتنسكي بَقِيَ يُشير الى أصحاب فلسطين بمصطلح سكانها العَرَب.
وحَول مَوقِف العَرَب( ويَقصد هُنا الفلسطينيون العرب ) مِنْ ذلك ، يقول جابوتنسكي:
“أمّا العرب بِمَنْ فيهم مُثقفوهم ،فلَم يَسمَعوا بهذه النّظرية( نَظَرية الحُكْم الذاتي ) ، لَكِن حتى هؤلاء المُثقفون يَعلَمون أنَّ الأقلِّيات تُعاني في كل مكان: المَسيحيون في تركيا، المُسلمون في الهند، الإيرلنديون تحت الحكم البريطاني، البُولنديون والتشيك تحت الحُكم الألماني، والآن( أي بعد الحرب العالمية الأولى التي انهزم فيها الألمان ) الألمان تحت الحكم البُولندي والتشيكي، وهكذا. لهذا يجب أن يكون المرء مُلَوَّثًا بالخطابات البلاغية ليتوقع من العَرّب أنْ يُؤمنوا بأنَّ اليهود، من بين كل شعوب الأرض سَيُثبِتون قُدْرَتهم، أو على الأقل يُحاولون، …لتحقيق فِكْرة لَمْ تَنجح بها أُمّة من قَبْل كانت لديها سُلْطة أكبر بكثير”.
ويعود جابوتنسكي ليؤكد ؛
“وإنني إِذْ أؤكد على هذه النقطة، ليسَ لأني أُريد من اليهود التّخلي عن ‘برنامج هلنسكي’ كقاعدة لتسوية مُؤقَّتة. بل على العكس نحن – على الأقل كاتب هذه السُّطور – نُؤمن بهذا البرنامج بقَدْر إيماننا بقدرتنا على ترجمته إلى أرض الواقع في الحياة السياسية، رغم أنَّ جميع الحالات السابقة قد فَشِلَت. لكنّه الآن عَديم الفائدة بالنسبة للعَرَب”.
وينتهي جابوتنسكي الى التأكيد على أنْ العَرّب :
” لَنْ يَفهموا ولنْ يَضعوا ثقتهم في مبادئه: لَنْ يَكونوا قادرين على تقدير أهميتها “.
يُتابع جابوتنسكي مَقالِه ، فيقول :
“ثانيًا:
بما أنّها عديمة الفائدة، فهيَ ضَارّة.
مِنْ غَير المَعقول كَم سَذاجة اليهود في عالم السياسة. يُغلِقونَ أعينهم عن أكبر قواعد الحياة بديهية:
لا تمشِ نصف الطريق إلى الذين لا يريدون لقاءك”.
يستطرد جابوتنسكي ، ويقول:
“هُنالك مِثال تقليدي في رُوسيا القديمة، حيث تَوَحَّدَت إحدى الشّعوب المُضْطَهدَة من أجل شَنِّ حَمٍلة صَليبية ضِدَّ اليهود مُعْلِنَة مُقاطَعتهم وذَبْحِهم، وفي نفس الوقت كانَت هذه الأُمة تُقاتِل من أجلِ الحُصول على اٌستقلالها الذّاتي، دون أي مُحاولة لإخفاء نِيّتها إستخدام إستقلالها الذّاتي من أجل إضطهاد اليهود، بشكل أسوأ من الماضي.
مع ذلك فالسّاسة والكُتّاب اليهود – بما فيهم اليهود القوميون (الصّهاينة) – إعتبروا أنَّ من واجبهم دَعْم جُهود الإستقلال لأعدائهم، مِنْ مُنْطَلَق أنَّ الإستقلال قَضِيّة مُقَدَّسة.
مِنَ المُثير للإنتباه كم أننا نحن اليهود نعتبر واجبنا الوقوف وأداء التحية كلما عُزِفَ النّشيد الوطني الفرنسي، حتى لو عَزَفَه ‘هامان’ (وزير فرعون) نفسه، وحتى لو حُطِّمَتْ رُؤوس اليهود بشكل مُرافق للعَزٍف. أخْبِروني عن رجل مُتَحَمِّس للديموقراطية ، وكان يَقوم لأداء التحية كلَّما سَمِعَ النشيد الوطني الفرنسي كأنه جندي في إستعراض عسكري، وفي أحد الأيام قامَ اللصوص باٌقتحام مَنْزِله، وقام أحدهم بعَزْف النشيد الوطني الفرنسي” .
ويخلص جابوتنسكي الى الإستنتاج ، فيقول :
” مِثْل هذا الشيء ليس أمرًا أخلاقيًا بل كلام فارغ. المُجتمع الإنساني مبني على المَنفعة المُتبادَلة، إذا أَلغَيْتَ مَبدأ التّبادلية يُصبح الحق شيئًا باطلًا.
كُل إنسان يَمُر من جانب نافذتي في الشّارع يَسْتَحِق الحياة ما دام يَعتَرِف بحَقّي في الحياة، لكن إن كان مُصَمِّمًا على قَتْلي، لا أستطيع أنْ أعترف له بحق الحياة. وهذا صحيح أيضًا فيما يتعلق بالشُّعوب، وإلا سَيُصبِح العالم غابة للوحوش البرية، حيث لا يُباد فقط الضعفاء ، بل أيضًا أولئك الذين لديهم أدنى قدر من المشاعر”.
“العالَم يَجب أن يكون مكانًا للتعاون والنوايا الجيدة. إذا كُنّا سنعيش ، فلنَعِش كلنا بنفس الطريقة، وإذا كُنّا سَنموت فلنَمُت كلنا بنفس الطريقة. لكن ليس هنالك أي جانب أخلاقي في أنْ تَكون مُتْخَمًا من الشَّبَع، بينما الآخرون يَموتون من الجوع. هنالك إمكانية أخلاقية واحدة، ومن جانب إنساني، يَنْطَبِق على حالتنا هذه بالتحديد:
إذا قَدَّمنا بجانب ‘برنامج هلسنكي’ تَنازُلات من كل الأنواع، بما فيها رَغبتنا بالمُشارَكة في مُفاوضات تَشكيل دَوْلة عَرَبية رائِعة من المُحيط للخَليج، سَيكون مُمكنًا فقط إذا إعترف العَرَب بقيام ‘دولة يهودية’ في فلسطين. عَرَفَ أجدادنا ذلك بشكل جيد، والتّلمود يُعطي تعليمات قانونية واضحة –لها علاقة مُباشرة بموضوعنا هذا “.
وعلى ذلك ، يَسوق جابوتنسكي مثالاً على هيئة قِصّة بالقول :
“رَجلان يَسيران مع بَعضهما البعض في الطريق، ويَجدان قطعة من الملابس، أحدهما يقول:
‘أنا وجدته فهو لي’، والآخر قال:
‘ليس صحيحًا أنا وجدت الملابس وهي لي’.
قام القاضي الذي إحتكما له بشق القِطْعة إلى نِصْفَين ، وأعطى كلًا منهما جزءًا.
لكِنَّ هنالك جانبًا آخر للقصة، وهي أنَّ أحدهما كان مُصِرَّاً على مَوقفه ، بينما أراد الآخر أن يُظْهِر الشهامة وقال:
‘نحنُ وَجدنا القِطْعة مع بَعْض ، ولهذا أطلب فقط نِصْف القطعة، والنصف الآِخر للرَّجل الثاني’،
لكِنَّ الرجل الثاني يُصر على أنه وجدها أولًا ، وهو يَسْتَحِق كامل القطعة وحده. في هذه الحالةِ، فالتّلمود يُوصي القاضي الحَكيم أنْ يَقول بطريقة تَخْذل الرجل الشَّهم:
‘هنالِكَ إتفاق بينكما على نِصف قِطْعِة الملابس، فالرَّجل الأول يَعترف بأنها للثاني، وبالتّالي فقط القِطعة الأُخرى هي مَحَل الخِلاف، وبالتالي سَنُقَسِّم هذا النِّصف إلى جزأين، وهكذا يَأخذ الرجل العَنيد ثلاثة أرباع القطعة، بينما الرجل الشّهم أخذ ربعها فقط”.
ومن قصته، يستخلص جابوتنسكي الدرس الذي ينبغي تعلمه ، فيقول ؛
“مِنَ الجَيِّد أنْ تَكون رَجُلًا شَهْمًا ، لكن لا يُوجد سَبَب لتكون غَبِيَّاً، عَرِفَ أجدادنا ذلك ،لكننا نَسيناه”.
من السِّياق الذي قدَّمَ فيه فِكرته ، توصّلَ جابوتنسكي الى القوِل :
“يَجب أنْ نَستوعب، بما أننا لا نَمْلِك الوَعي الكافي في هْذا المجال، أنَّه لا يُوجد الكثير الذي يُمكِن أنْ نَتنازَل عَنه للقومية العربية (حركة التحرر العربية)، بدون تَدْمير الصهيونية.
لا يُمكننا التَّخلي عن جهودنا لإنجاز أغلبية يهودية في فلسطين، ولا يُمكننا أنْ نَسمَح لأَي تَحَكُّم عَرَبي في هِجْرتنا أو الإنضمام لفِدرالية عَرَبية. حتى أننا لا نَستطيع دَعْم الحركة العربية (للتّحرر من الإستعمار)، حيث أنها مُعادِية لنا حاليًا، وبالتّالي ، فإننا جميعًا (اليهود)، بما فيهم أصحاب الخِطابات المُتعاطِفة مع العَرَب، سَنكون مَسرورين بكل هَزيمة تَتكبدها حركة (التحرر العربية) ليس فقط في المَناطق المُجاورة بشَرْق الأُردن، وسوريا بل أيضًا في المَغْرِب. وهكذا سَيَبقى الحال مُستقبَلًا، لأنّه لنْ يكون مُمكنًا غير ذلك، إلى أن يأتي اليوم الذي يُجبر “الجدار الحديدي” العَرَب ليأتوا إلى تَسوية مع الصّهيونية مَرّة واحدة وللأبد”.
بعد هذا التقديم ، يَنتقل جابوتنسكي الى الجزء الثالث من مَقالِه ، وتبرير مفهوم ” الجدار الحديدي ” فيقول :
“ثالثًا:
لنَأخُذ بعين الإعتبار، للحظة بَسيطة، وُجْهِة نَظَر أولئك الذين يَعتَقِدون أنَّ هذا غير أخلاقي (أي الجدار الحديدي).
سَنَتَتَبّع جُذور الشّر إلى هُنا – أي أننا نسعى لاٌستعمار بَلَدٍ ضِدَّ رَغْبة سُكّانه، بكلمات أخرى بالقُوّة. كل شيء آخر غَيْر مَرْغوب به يأتي مِنٌ هذا الأَصل لا يُمكِن تَجَنُّبه بشَكل بَديهي.
ماذا يُمْكِننا أنْ نفعل إذاً ؟”
يُجيب جابوتنسكي على هذا السؤال، بالقول :
“أبْسَط طريقة هو أن نَبْحَث عن دَوْلة أخرى لنَسْتَعْمِرها، مثل أوغندا،
لكن إذا نَظَرنا بِشَكلٍ أقرب إلى الموضوع سنجد نفس الشر موجوداً هناك أيضاً. فأوغندا لها سُكانها الأصليون، الذين سيُقاوِمون المُستعمرين، بوَعي أو بدون وَعْي، مثل كل الأحداث في التاريخ.
صَحيح أنَّ هؤلاء السُّكان الأصليين سُود، لكن ذلك لن يُغير الحقيقة الأساسية، أنّه إذا كان من غير الأخلاقي إستعمار بَلَدٍ ضِدَّ رَغْبة سُكانه الأصليين، فسَيكون غير أخلاقي إن كان السكان سوداً مثلما هو كذلك مع البيض (العرب).
بالطّبع الرّجل الأسود قد لا يَكون مُتَقَدِّماً بما فيه الكفاية ليُرْسِل الوُفود إلى لندن، لكن سَيَجد عما قريب بعض الأصدقاء البيض طَيِّبي القلب، الذين سَيُعَلِّمونه ماذا يفعل.
بالتّالي ، إذا كان هؤلاء السكان الأصليون عاجزين بشكل مُطْلَق، مثل الأطفال، فسيكون الوضع أسوأ. فإنْ كان الإستعمار عِبارَة عَنْ غَزْو وسَرِقة ، فأسوأ الجرائم هي سِرْقة الأطفال عَديمي الحَوْل والقُوّة، بالتالي فاٌستعمار أوغندا سيَكون غير أخلاقي، والإستعمار في أي مكان بالعالم مَهما كان سَيكون غير أخلاقي. لَمْ يَعُد هنالك جُزُر غير مَسْكونة في العالَم، في كل واحة هنالك سُكان أصليون يَسكنونها منذ أزمنة سَحيقة، والذين لن يتسامحوا مع غالبية من المُهاجِرين أو غَزْو خارجي. لذا إنْ كان هنالك شَعب بلا أرْض في العالَم، فإنَّ حُلْمَه بوطن قومي ِسَيُصبِح حُلمَاً غير أخلاقي، أولئك الذين لا أرض لَهم يَجب أنْ يَبقوا بلا أرض إلى الأبد. لا يُوجد مَكان شاغِر في كَوْكَب الأرض . هكذا تقول الحُجَّة الأخلاقية”.
يَبْني جابوتنسكي في الفقرة التالية كيانية مفهومه ، فيقول :
“مِنْ وُجْهِة النَّظر اليهودية، فالأخلاق لها وَجْه مُثير للإهتمام. إنها تَقول أّنَّ تِعدادنا نَحنُ اليهود يبلغ (١٥) مليون مُشَتّتين حول العالم( في العام ١٩٢٣) ، نِصفهم اليوم حَرْفياً بلا مَأوى، وفُقراء وبُؤساء مُطارَدون. تِعْداد العَرَب يَصِل إلى (٣٨) مليون( في العام ١٩٢٣) ، يَسْكُنون في المَغْرِب والجزائِر وَتُونس وطَرابلس (ليبيا) ومِصْر وسُوريا و(الجَزيرة) العَرَبية والعِراق- مساحَتَها بَعيداً عن الصّحراء تُساوي نِصْف مَساحة أوروبا. يُوجد في هذا المَكان الشّاسع (١٦) عَرَبي لكل ميل مُرَبّع، من الجدير ذِكْره على سبيل المُقارنة أنّه في صِقِلْيَة (٣٥٢) وفي إنجلترا (٦٦٩) نسمة لكل ميل مربع. ومن الجدير ذكره أيضًأ أنَّ فلسطين تُشَكِّل حوالي (١%) من هذه المَساحة”.
يُقَدِّم جابوتنسكي مُرافعته لتبرير مُطالبة الحركة الصهيونية باٌسَتعمار فلسطين، فيقول :
“لكن، إذا طَالبَ اليهود المُشَرَّدون بفلسطين، يُصْبح أمرًا غير أخلاقي ، لأنه لا يُلائِم السُّكان الأصليين( لمْ يَكُن اليهود مشردين في العام ١٩٢٣ ) . مِثْل هذه الأخلاقيات يُمكن قُبولها بين أَكَلِة لُحوم البَشَر، ولَيسَ في العالَم المُتَحَضِّر.
فالأرض ليْسَتْ لأولئك الذين يَملِكونَ أرضًا زائِدة بَلْ لأولئك الذين لا يَمْلِكون شَيئاً.
إنّها العَدالة البَسيطة أنْ تأخذ جُزْءاً من أرْضِهم، من تلك الشُّعوب التي تُعتبَر من بين مالكي الأراضي الواسِعة في العالَم، مِنْ أجل تَوفير مَكان للجوء شَعْب مُشَرَّد ومُتَجَوّل. وإذا قاوَمَت هذه الأُمة التي تَمْلِك أراضٍ واسِعة ،وهو أمْر طَبيعي جدًا – فَيَجِب القيام بذلك بالقُوّة.
العَدالة التي تُطَبَّق بالقُوّة تَبْقى عادِلة.
هذه السّياسة الوَحيدة المُمْكِنة تِجاه العَرَب، من أجل الإتفاق سيكون لنا وَقْت لنقاشه لاحقًا”.
يَمْضي جابوتنسكي ، أبو الفكر الصهيوني الإستعماري الإحلالي في مرافعته ، ويقول :
“كُل الشِّعارات التي تُسْتَخدَم ضِدّ الصهيونية: النّاس يُريدون الديموقراطية، حُكْم الأغلبية القَوْمِيّة، حَق تقرير المَصير، والتي تَعني أنَّ العَرَب كَوْنَهم في الوقت الحالي الأغلبية في فلسطين، يَمْلِكون حَق تَقرير المَصير ، وبالتّالي سَيُصِرُّون على أنْ تَبقى فلسطين بلداً عربياً. الديموقراطية وحَق تقرير المَصير مَبادئ مُقَدَّسة، لَكنَّ مَبادِئ مُقَدّسة مثل مَشيئة الخالِق لا يَجِب إستخدامها بطريقة تافِهة من أجل الإحتيال وتَحقيق عَدَم العَدالة”.
ويُنْهي جَابوتنسكي مرافعته ، بوَضْع تعريفه الصّهيوني لـمبدأ ” حق تقرير المصير ” فيقول:
“مَبْدَأ حَق تَقرير المَصير لا يَعني أنّه إذا كان أحد ما إستولى على قِطْعة أرض سَتَبقى بحَوْزَتِه للأبد، وأولئك الذين طُرِدوا بالقُوّة منْ أرضه يَجِب أنْ يَبقوا دائماً بلا وَطَن.
حَق تَقرير المَصير يَعني المُراجعة – مُراجَعة تَوْزيع الأرض بين الأُمم بحَيث أنَّ تِلك الأُمم التي لديها الكثير يَجِب أنْ تَتنازَل عن بَعض مِمّا لديها إلى تلك الأُمم التي لا تَملِك الكِفاية أو لا تَمْلِك أيَّ شَيء، بحيث يَكون للجَميع مَكان ما ليُمارِسوا حَقّهم في تَقرير المَصير. وبما أنَّ العالَم المُتَحَضِّر إعترفَ اليوم بحَق عَودة اليهود إلى فلسطين، مما يَعني مَبدئياً أنَّ اليهود مُواطِنون وسُكّان في فلسطين، إلا أنهم طُرِدوا مِنْها وحَق عَوْدَتهم سَيَكون عَمَلِيّة طويلة الأَمد، مِنَ الخَطأ الإدّعاء بأنَّ السُّكان المَحليين لديهم الحَق برَفْض السّماح لهم بالعَوْدة وبنَفْس الوَقت أنَّ هذه هي “الديموقرطية”.
ديموقراطية فلسطين مُكَوَّنَة من جُزأين من السُّكان، المَجموعة المَحليّة، وأولئك الذين طُرِدوا منها (أي اليهود)، والمجموعة الثانية عددها أكبر ( وعددهم في العالم في العام ١٩٢٣ هُو ١٥ مليون نسمة)” .
خاتمة اليَوْمِية :
لقد عَرَضتُ في هذه اليومية مقال جابوتنسكي ، ومفهومه الصهيوني العنصري لَحِقَ تقرير المصير ليهود العالم على حساب شعب آخر وفي ارضه، وعَرضت مبادىء ” الجدار الحديدي ” ومفهومه ، ودوره في سَعْي الصهيونية لفرض التصور والرؤية الصهيونية لمشروع استعمار فلسطين وإقامة كيان عنصري على ارضها ،… وعَرَضت مُرافعة صَهيوني متمرس على مطالبته إقامة الدولة اليهودية العنصرية في فلسطين ،…
إنَّ أهمية مقال جابوتنسكي تنبع أيضاً ليس فقط في مُحتواه ، ولكن ايضاً في توقيت صدوره ونشره ( في ١١ تِشرين الثاني ١٩٢٣ – شهر تِشرين الثاني هو شهر البُؤس الفلسطيني ) ، ويَجب أن يبقى القارىء مُتَيَقِّظاً لحقيقة أن هذا المقال قد نُشِر في بدايات عَمَلية وَضْعٍ المشروع الصهيوني مَوْضِع التطبيق عندما كانت فلسطين مُحتلة من قبل أعظم قُوة على الارض في ذلك الوقت ( بَريطانيا – القوة العُظمى المنُتصرة في الحرب العالمية الاولى ، والتي أصْدَرَت وعد بلفور في تِشرين الثاني ١٩١٧، وعُمان على استصدار قرار بتطبيقه من عُصْبة الأُمم ، وهي المنظمة الدولية التي أنشئتها الدول المنُتصرة في الحرب العالمية الاولى بَعد العام ١٩١٨)، وتبع أهميته كذلك من حَقيقة ان مبادىء الجدار الحديدي هي ذات المبادىء التي لا تزال الحركة الصهيونية العنصرية ودولتها في فلسطين تَعْمَل فِي هداها لاستكمال المشروع الصهيوني والذي كان جابوتنسكي ينادي في إقامتها على الارض المُمْتَدة حول ضفتي نهرالأُردن .

وللحَديث بَقِيّة



#عبد_الرحمن_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع إدوارد سعيد في رحلة علاجي 3/3
- مع إدوارد سعيد في رحلة علاجي 2/3
- مع إدوارد سعيد في رحلة علاجي
- قضايا مسكوت عنها في النضال الفلسطيني
- مسودة أولية حول -مشروع الحل الديمقراطي للمسألتين اليهودية وا ...
- حول شعار - أعيدوا الجنسية الأردنية للمقدسيين-
- رد على الصديق فهد .. وتأكيداً على قرار التقسيم رقم 181
- الحلقة العاشرة : إستئناف رحلة الإبحار في تفاصيل ودقائق الموق ...
- الحلقة التاسِعة : إستئناف رحلة الإبحار في تفاصيل ودقائق المو ...
- الحلقة الثامِنة : ما هي التطورات المتعلقة بقرار تقسيم فلسطين ...
- الحلقة السابعة : إستئناف رحلة الإبحار في تفاصيل ودقائق الموق ...
- الحلقة السادسة : إستئناف رحلة الإبحار في تفاصيل ودقائق الموق ...
- إستئناف رحلة الإبحار في تفاصيل ودقائق الموقف الأمريكي من قرا ...
- عن الموقف البريطاني من قرار التقسيم وتفاصيل اجتماع توفيق ابو ...
- المطلوب بخصوص قضية اللجوء الفلسطيني واللاجئين الفلسطينيين
- الحلقة الثانية : قراءة في تفاصيل الموقف الامريكي من قرار الت ...
- - كَلَّات - مَلِك البلاد ، و -الغد- وصفقة القرن ....!؟ هكذا ...
- قراءة في تفاصيل الموقف الأمريكي من قرار التقسيم رقم ١& ...
- رسالة الى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
- وقائع استجواب -بومبيو-: لا حل دولتين.. وضم الضفة الغربية -لإ ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد الرحمن البيطار - كِتابَه في يوم الحُب عن الجِدار الحديدي كمفهوم صهيوني إستعماري عنصري بامتياز