حان الوقت للفلاسفة ان يفهموا العالم من جديد

محمد أمين خيرالله

الحوار المتمدن-العدد: 6501 - 2020 / 2 / 28 - 08:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

في الواقع
اي شخص قد توغل في المجال الفلسفي
في عبارات الفلسفة،في كتب الفلسفة و في الفلاسفة انفسهم
لا بد من انهُ قد قرأ جملة كارل ماركس الشهيرة "لقد كان الفلاسفة يفسرون العالم و حان الوقت ان يغيروه"و هذا ما في معناه الذي قاله كارل ماركس
لكن
الم يكن كارل ماركس اصلا من الفلاسفة الذين فسروا العالم قبل البدء في تتغيره
و هذا ما يجعلني اطرح نظرة ماركسية يجب ان تكون مختلفة
و هي محاولة زرع النزعة الفهمية الفلسفية في الماركسية نفسها
فالماركسية اتخذت منظراً احادياً يتسم بالابتذال حالياً
و هو الكلام عن تغيير العالم
و هنا الفجوة الكبيرة في الماركسية السائدة،التي تطرح بهذه العقلية
و هي العقلية المادية الصرفة التي تركز على تغيير العالم فقط،
و الصراعات الاقتصادية و اخذ المواضيع التي تتسم بالتركيز على ما يحصل كجزء من الحركة المادية
و اعني بطرح نظرة ماركسية جديدة
ليست تلك الماركسية التي تمتزج بالعلوم الانسانية و تأخذ محاور نفسية و اجتماعية و تذبل عن حد ذلك
انا اعني بطرح ماركسية جديدة،ثورية كعادتها
و هنالك أمر دائماً ما يجعلني اصتدم بالتيار الماركسي السائد
و هو محاولة استرجاع العقل الهيغلي،ليس الهيغلي الصرف لكن تلك الهيغلية التي كان يمارسها ماركس في شبابة
الهيغلية التي تتمحور حول مشاكل العالم،ليس فهمة فقط او تفسيرة في ذلك الفضاء الميتافيزيقي
لكن لماذا اصلاً؟
لماذا ارى الرجوع الى العقل الهيغلي امراً لازماً؟
في كل مره اريد تناول موضوع ما،عن مشكلة اجتماعية مثلاً،عن مشاكل تتعلق بالسياسة و طبيعة المجتمع و غيرة
لا يمكن ان اخذها بذلك الطابع الماركسي المادي المتطرف
يجب ان اعيد النظر الى الموضوع كونه ناتجاً عن فكرة ايضاً
فلو اردت،ان أخذ التطور التنكنولوجي و ثورة الانترنت التي كان لها اثر كبير في نشوء عقلية جديدة،وهي عقلية اللاحدود
العقلية التي ترى العالم من مكان واحد
قبل ان اخذ الموضوع،على انهُ موضوع جديد سوف يخلق نوع مزلزل للسلطة و الدولة
كون السلطة و الدولة كيان ذو حدود،مكان محاط بدائرة مغلقة لا يمكن الخروج عنها
يجب ان افهم ما يدور في العقل الانساني الجديد
ان اعطي اهمية لمصطلحات مثل الفكر الخالص و الوعي و صراع الافكار بعيداً عن الصراع المصلحي و المادي
و هذا ما اوقع الفلاسفة اللينينيين و الاحزاب الشيوعية في مأزق ربما
و هو غياب الفيلسوف الذي يفسر العالم الجديد و مشاكلة و طبيعة عقلة و طبيعة صراع افكارة و ما هي افكارة اصلا
لبناء مواضيع جديدة تتعلق بالصراع الطبقي و المصلحي و الصراع المادي
لكن
ألا يعتبر هذا خرقاً لقانون المادة قبل الوعي
اي الوعي هو تشكل للمادة
في الواقع انا ارى موضعين مختلفين
كيف يمكن ان افهم العين و افهم النظر في سياق واحد؟
في العين هي عضو بيولوجي،النظر هو العملية الناتجة عن وجود العين
و بالتأكيد،التفكير في مفهوم النظر يختلف في التفكير في مفهوم العين
كذلك الصراعات الحالية و المشاكل الحالية
لا يمكن ان افكر انها مجرد عين،مجرد مادة متكونة تتصارع و تتحول من شكل الى اخر
يجب ان افهم عمليتها الفكرية
و محاولة تفكيك و تحليل المشاكل الحالية في المجتمع على انها مشاكل تحمل فكراً،تتصارع مادياً ايضاً
و يجب اخذ هذه النظرتين في نظرة واحدة جدية و حقيقية و ثورية
من اهم الاسباب التي تخلق الثورة
ليس المصلحة
لو كانت مصلحة الطبقة في وقت ما هي المسبب الاساسي للثورة،فسوف نرى ثورات سريعة الحدوث،ليست هنالك طبقة لا تريد مصلحتها
لكن التغير الفكري لتلك الطبقة،التغير الاخلاقي و التكسر الايدولوجي الذي يريه ان العالم شكل اخر ليس كما كان يشاهدة
من هنا يحصل التصادم الذي يخلق الثورة
و هنا انا اتحدث عن تصادم الفكر مع الواقع و ليس عملية الصراع الذي يتمحور حول المصلحة الطبقية اياً كانت مصلحة تلك الطبقة
يجب على الاحزاب الشيوعية و التيارات الماركسية
ان تعيد النظر الى هيغل و الهيغلية
و ترى العالم و تفسرة و تفهمة كأفكار
قبل ان تحولة الى صراعات مادية بحته و هي صراعات الطبقات وغيرها
ففي العصر الحالي نحن لا نرى فقط صراعات تتمحور حول الفائدة الاقتصادية و الرفاة
نرى صراعات اخلاقية في ميدان السياسة
و ايضاً
لا بد من اعادة تفسير السلطة و الدولة و بنى الفوقية و التحتية
طرحها كأفكار،و اعادة احياء الفيلسوف الذي يفسر العالم،
على ان يكون التيار الماركسي و الحزب الماركسي
فاهماً للعالم
و فاهماً للفكر الانساني و العقل الانساني الجديد
ليحاول التأثير علية،او مجرد فهمة حتى،فسوف يكون الأمرُ ممتعاً!

#محمد_أمين_خيرالله (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات