فاطمة ناعوت
الحوار المتمدن-العدد: 6500 - 2020 / 2 / 27 - 12:41
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شكرًا لمصرَ التي لا تنسى رموزَها وتعرفُ قدرَ رجال أعادوا لها شتاتَها من المغتصب الصهيوني، وأعادوا مكانتَها في قلوب الأصدقاء، فتردُّ لهم الاعتبارَ في الهزيع الرابع، وتُنكِّسُ أعلامَها إذْ يرحلون. شكرًا للشعب المصري النبيل الذي يحترمُ رجالاً أفنوا أعمارَهم لرفع هامة الوطن، وقاتلوا من أجل استقلاله. شكرًا للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تصدّر الجنازَ العسكريّ الرسميّ الشعبيّ المهيب، للرئيس المصري العزيز "محمد حسني مبارك”، رحمه الله بقدر ما أحبَّ ترابَ مصر. فالرجالُ يعرفون قدرَ الرجال، كما علّمتنا مصرُ صانعةُ الرجال. شكرًا للدول العربية الكريمة التي نكّست أعلامَها حدادًا على فقيد مصر الكبير.
21 طلقة أُطلقتْ في سماء مصرَ إكرامًا لجثمان الرئيس مبارك ملفوفًا بعلم مصر العزيز. ونكّستْ مصرُ أعلامَها، ورفعت راية الحداد أيامًا ثلاثة، وداعًا للفقيد الكبير الذي قال في كبرياء: (إن هذا الوطن العزيز هو وطني، فيه عشتُ ومن أجله حاربتُ، وعليه أموت.) وحقَّقَ اللهُ رجاءَه فرحل على أرض وطنه، وفي أحضان أسرته، ودُفن في ثراه الطيّب، ورثاه شعبُه وشعوبُ الدول الصديقة، وشيّعه ملايين المصريين بقلوبٍ حزينة في جناز عظيم، يليق باسم مصر ويليق بأحد قادتها العسكريين، الذين حملوا لواءها واستعادوا أرضها. رحم اللهُ الرجل الذي قال: (إن الوطن باقٍ والأشخاصُ زائلون، ومصر العظيمة خالدة.) رحم اللهُ الفريق طيار محمد حسني مبارك، صاحب التاريخ العسكري المشرِّف الذي لن ينسى التاريخُ له ولأبنائه احترامَهم للقضاء المصري وثقتهم في نزاهته وفي عدل الله، وعدم التفكير لحظة واحدة في الخروج من مصر في أحلك لحظات حياتهم، رغم عديد العروض الكريمة لاستضافتهم بالخارج من قِبل زعماء وملوك ورؤساء؛ مُفضّلين الموتَ على أرض مصر ، عن الرغد خارجها. هكذا يكون شرفاءُ الوطن الذين لا يستطيبون العيشَ إلا في ظلال أوطانهم، مهما عسُرَت أحوالُهم وضاقت طاقاتُ النور وأغلقت شرفاتُ الرجاء وأبوابُ الأمل. يثقون في أن الوطن لا ينسى من عشقوه وأعلوا اسمَه في عيون الدنيا. لهذا أنصفه القضاءُ العادل، ليرحلَ طيّبَ النفس ناصعَ الجبين، فاللهُ عدلٌ ينصفُ الصابرين. رحم اللهُ القائدَ العسكري النبيل، الذي لا يختلف اثنان على وطنيته وعشقه لتراب مصر، الذي ذاد عنه في حرب الكرامة والشرف في أكتوبر 73، ورفض كل إغراءات التفريط في "طابا"، واستعادها لنا من أنياب بني صهيون؛ حرّةً كريمة.
***
#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟