أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - مع الأديب المهجري د. جميل الدويهي في روايته -طائر الهامة-














المزيد.....

مع الأديب المهجري د. جميل الدويهي في روايته -طائر الهامة-


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6500 - 2020 / 2 / 27 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


طائر الهامة قصة أخرى او رواية قصيرة أخرى (نوفيلا) من ابداعات الأديب المهجري المقيم في استراليا د.جميل الدويهي.
طائر الهامة تسميه العرب ب "البومه"، وهو طائر سيء الصيت ورؤيته تبعث على التشاؤم لدي الكثير من الناس.
كيف لا يسمي روايته ب "طائر الهامة" (بومة النحس) وهي تتحدث عن المآسي التي حلت بلبنان في الصراع الدموي المدمر الذي سقط ضحيته مئات والاف اللبنانيين من كل المجموعات التي تشكل المجتمع اللبناني؟
الرواية هي ميلودراما عنيفة جدا ومحزنة جدا يعيدنا فيها الكاتب الى أيام سوداء من تاريخ لبنان، أيام لا تنسى وتبقى ذكراها المؤلمة في الذاكرة الجماعية كحد لا يجوز تكراره مرة أخرى مهما تعددت الأسباب.
بأسلوبه الراقي ولغته التعبيرية القصصية الجذابة يرحل بنا الكاتب بين سطور روايته واحداثها الدرامية المؤلمة، التي تشعل ذكريات تثير الحزن والالم لمن عاصر تلك الفترة السوداء من التاريخ اللبناني.
اولا بودي الإشارة الى الأمر الأكثر أهمية في الأدب القصصي او الروائي، وهو قدرة الكاتب على اثارة دهشة القارئ، وجذبه للأحداث التي يرويها، وهنا نحن امام قلم متمكن من مهنة السرد القصصي، وقادر على جذب القارئ من الأسطر الاولى، وهذا هو الجوهر في الكتابة القصصية او الروائية. فورا يجد القارئ نفسه جزءا من الأحدات، يتألم مع ابطال الرواية ويغضب من الذين ارتكبوا الحماقات المختلفة وحولوا حياة الملايين الى اتون من نار وبحار من دماء.
فكرة القصة بسيطة جدا. فخلفية الرواية هي احداث العنف التي عصفت باهل لبنان وجعلتهم فرقا متصارعة، طبعا السرد يلعب هنا بالتفاصيل وأسلوب تقديمها للقارئ ليبقى القارئ يلهث وراء الأحداث لمعرفة النتيجة النهائية، وهنا نشهد القلم المبدع وأسلوب عرض الأحداث دون ان ينقطع القارئ عن ارتباطه ببطلي قصته وبالأخص الطبيب رياض وحبيبته التي تزوجها سعاد.
طبعا لا انوي الدخول بالتفاصيل فهي تمتد على مساحة النص بصفحاته ال 112 لكني ساتناول الفكرة المركزي التي بنيت الرواية على أساسها.
يبدا د. جميل الدويهي روايته مع تفجر العداء بين اهل البلد الواحد وأصبحت الرصاصة أسلوبا للتعامل بدل الحوار، فيقوم والد سعاد حسب القصة بقتل والد الطبيب رياض، فهل هذا يمنع الحب بين أبناء الجيل الجديد؟
طبعا النهاية تكشف ان القاتل شخص آخر.. مما يسقط الاعتراض على الزواج.
تمتعت بالمستوى الراقي لتفكير بطل القصة د. رياض ، وحبيبته / زوجته فيما بعد سعاد، كيف يحاولون التخلص من ارث الماضي وبناء حياة جديدة، او الأصح القول بناء لبنان الجديد، لبنان المحبة ونبذ العنف.
ملاحظتي السلبية هنا ان الكاتب د. جميل الدويهي حل عقدة الإشكالية بزواج رياض وسعاد
بانه بين في نهاية النص ان القاتل شخص آخر غير والد سعاد، مما يجعل العلاقة الزوجية مقبولة أيضا من ام رياض التي اعترضت على زواج ابنها من ابنة قاتل زوجها.. لكنهما تزوجا رافضين موقفها.
اعتقد ان الجيل الجديد بعد الحرب المدمرة، عليه ان يشق طريقة بعقل منفتح ويدفن الام الماضي ويبني لبنان الجديد المتآلف الرافض للصراع والقتل على الهوية.
ربما أراد الكاتب تسهيل موضوع عودة العلاقات الطبيعية بين والدة طارق وعائلة سعاد المتهم والدها بقتل والد طارق والذي انكشفت براءته في نهاية الرواية بعد زواج رياض وسعاد. لأن الهدف ليس نجاح قصة حب ولدت بين شابين من عائلتين بينهما دم، انما طرح موضوع لبنان الجديد المتعافي والمنطلق لبناء وطنه مخلفا وراءه كل الآلام والترسبات التي ظلت في القلوب.
طبعا هذا رأي شخصي، الرواية مليئة بالأحداث التي تشد القارئ وتثير لديه تساؤلات، تبقى طي الكتمان حتى تنكشف في نهاية النص.
طبعا هي لعبة قصصية، واللعبة في هذا النص الميلودرامي ربما فرضت على الكاتب هذه النهاية .. انا شخصيا أرى ان الواقع اقوى دائما من الدافع الشخصي. كان يمكن إيجاد نصف حل.. لكنه قرار المؤلف. وفي روايته طائر المهانة، نجح بجذب اهتمام القارئ واثارة دهشته في أسلوب السرد وتطوير فكرة الحدث، واللغة القصصية الجميلة وهي من مضامين القصة الناجحة.
طبعا ليس سرا ان الكاتب في روايته وطريقة حل إشكالية الحب بين رياض وسعاد، يحلم بسيادة المحبة بين كل اللبنانيين. وهو حلم كل انسان يتجذر بوطنه حتى لو كان على بعد الاف الكيلومترات عن ارضه.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة نقدية بدون نقد وبغياب الناقد الجاد
- الفصل الثالث للمسرحية الانتخابية: هل من بديل في النهج بدون ف ...
- لنقد الأدبي كمعيار فكري وابداعي وفلسفي
- الإبحار الى حافة الزمن مع الأديب د. جميل الدويهي
- صفقة القرن: هل هي تغطية أيضا لتاريخ النكبة المرعب؟!
- حق الشعب الفلسطيني هو حق قومي وليس ديني
- يوميات نصراوي: في ذكرى وداعك: ستبقين أمي ..!
- صراع سياسي في كوستاريكا
- يوميات نصراوي: مدمن الخمر والقس
- يوميات نصراوي: الطريق الصعبة الى الاستقلال الفكري
- القصة القصيرة عند الأديب الفلسطيني نبيل عودة هل هي نوسطالجيا ...
- علي سلام هو رئيس بلدية الناصرة.. والصورة تعبير شكلي
- يوميات نصراوي: شاعر من هذا الزمان
- التفكير الانديكتيفي
- مجتمعات بلا ثقافة لا مستقبل لها!
- -بنات الرياض- رواية إخترقت الجدار
- هل توجد تقنيات جاهزة لكتابة القصة القصيرة؟
- ما قبل الثقافة، ما بعد الثقافة
- هل لدينا حداثة حقا؟
- نقدنا وفلسفة النقد الغائبة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - مع الأديب المهجري د. جميل الدويهي في روايته -طائر الهامة-