أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - عن سيكولوجية الإنسان الشاطح














المزيد.....


عن سيكولوجية الإنسان الشاطح


السعيد عبدالغني
شاعر

(Elsaied Abdelghani)


الحوار المتمدن-العدد: 6498 - 2020 / 2 / 24 - 00:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


والشطح في دليل انسحار بمعني ، دهشة خالقة تريد ترادفها من تجريدي بولادة رموز غير حبيسة .يصير الشطح لا ينتهي نتيجة شطط الخلايا في ورشة القريحة.
تحليل نفسي للانسان الشاطح .


الإنسان الشاطح هو الإنسان الذى يترك مخيلته ومخيلة غيره و إنتاجها لتكون هى أساس وجوده ويبتعد عن المنطق والعقلانية لأنه وجد فيهم قصورا عن فهم وإدراك مجهوله الذى ينصت له بأي اسم كان ينعته. الشطح مرتبط بالذاتية الشديدة والعلاقة مع الله بشكل محدد ، هو شخص منعزل وجوديا وفكريا وتخييليا ووجدانيا ، مبتعد عن الأنا بشكل كبير وعلائقها مع الاخر وعلاقاتها . ملتصق بالكلية والكيان والوجود والعدم المجردين. يعبر عن شطحه ولا يقصد نفسه الاناوية بل النفس الكلية التى تتسع لكل الاحتمالات فى الأفعال والآراء والأحداث والانفعالات . يصل إلى هذه المرتبة من تعذب فى إثبات الأفكار ونفيها فى آن واحد من العقل ومن وجد شعوريا فى بيئه باطنية مرهفة ومن تأمل حتى وجد نفسه فوجدها مبهمة لا تتصل بأي موجود . نابشة فى هذا الذى لا يمكن ان يفسر ولا يمكن ان يعلل. من تأمل حتى وصل إلى درجة إدراك ماهيات أدوات وجوده ولا يوجد مهرب من ذلك الا بالطوباوية أو بالانتحار .
ترك الوجود للمخيلة يجعل الشاطح يشعر مشاعر غير الأساسية، مشاعر فائضة مددية من اي ضوء فى نفس هذا الشاطح اما الله او الطبيعة .. الخ . لا تصير ولا تقتدى ولا يمكن ان تمنهج ولا يمكن ان تخضع لأي علمنة ولا إلى أي درب له نهج تاملي ، هى استمرار طويل فى عزلة لمدة طويلة ، لا تُكتسب من اي معرفة أو قراءة وتأتي بعد التيه الشديد الشامل الحقيقي والتأمل فى الأبعاد والتأمل الذى يفيض مشاعر وأفكار وتخييلات وهذا التأمل الذى هو عمل المخيلة يرمى هذا الشاطح إلى أماكن ليست لها إشارات للوصول لها . هو يُفِق باطنيا فى مكان محدد به رؤية لبعض الأشياء ، لا يعرف اين هو ولا كيف أتى ؟ وان حاول التعليل سيخرج من هذه الحالة ولن يستطيع الوصول لاي شىء وهذا لا أقصده شيئا لاماورائيا بل انه عدم الاحاطة بكل المدركات النفسية التى اخذها والمدركات الباطنية على مر حياته .
الإنسان الشاطح إنسان مرتبط بالطوباوية بشكل كبير والطوباوية هى التخطي والنفاذ إلى كل تعددات احتمالات الانسلاخ والتكوين والكونية المكتشفة أدبيا والتى لم تكتشف بعد . والشطح يكون أدبيا بالصاق الأنا التى يعبر عنها من خلال اللغة بالكلية الإلهية نتيجة الامتزاج اللانهائي مع النبش فى السر ، لا السر ، لأن السر لا يُدرك لأنه مجرد والمجرد يكون فى البين بين الماهية وبين ما جرد ولا يختلف هذا الذى جرد لأنه يوصل إلى نفس المنطقة . الوصول للماهية والسؤال عنها من خلال الكثير من الأفكار والمشاعر يؤدى إلى الجنون لأنه يمسخ العقل وعندما يمسخ يهدد ذلك البقاء لأنه يدمر شعوره بالزمن والمكان فيبتعد الشاطح لكى يستمر فى لذة الشطح لا لخوفه.
لا يخاف الشاطح من التابو الأعظم وهو الحياة ، لا يخاف أن يموت أو أن يقتل لأنه لديه يقين شعوري بالابدية في ابعاد أخرى أو بالعود الذى سيكمل فيه بهذا الباطن الذى لديه أو بباطن آخر فى النبش، هذه الإرادة فى النبش لا تُضاهى وتوازى لدى العادي قيمة إرادة البقاء. والإرادة يحددها المطلق الذاتي الذى يحس ويستنفذ فى التأمل وهو أكبر واعي مظنون لديه القدرة الكلية والمعرفة الكلية أي هو الله .
الشاطح لامنتمي لأي شىء ولا لأي مجتمع ، هو مجهول يلتهب لديه إرادة فى البقاء للتصريح عن وجوده فى نفسه . موجود فقط لكى يشعر أنه موجود وليس عدم ولكن بعد الوصول إلى هذه الدرجة من الشطح يصير وعيه منتفى طيلة الوقت .وفى الوقت الذى يكون واعيا فيه يكون فى مخيلته لهذا هو حي فى جو من السريالية طوال الوقت . والسريالية فى معناها العميق هى المجاز أي الشعر ، لهذا الشاطح شعري حتى وان لم يكتب الشعر وأقصد بشعري هذه الحالة من الهيام. ولأنه تائه فهو باحث بالضرورة عن كل شىء والتيه ليس عقليا فقط وأقصد التيه العقلي بعد الشطح وانتهاء مدته سيجر طبيعيا إلى محاولة التعليل والفهم ، ولكنه قد حسم الأمر بالمطلق المجهول الذى يذهب له لما يتأمل وهو تائه وجدانيا هذه الحركة المنتجة لمشاعر النشوة طوال الوقت . اتخاذ اللاطمانينة والمؤرقات المعتادة عند الإنسان العادي اعتيادية ولا تؤرقه، هو كينونة أخرى بلا وجود أي غرائبية فى كيانه وبالنسبه له. ولا وجود لغرائبية فى وصفه لاي شىء مهما كان غريبا فى عقول الاخرين لان بديهياته مختلفة .
هو من أدرك لانهائية كل شىء .



#السعيد_عبدالغني (هاشتاغ)       Elsaied_Abdelghani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة - ضوء الشمس على جسدك هيروين لعينى المتصورة فزاعات الكو ...
- قصيدة - فى داخل قلبي بعيد راحل نحوكِ-
- قصيدة - خن كلك إلا وجدانك -
- قراءة فى لوحات مانويلا صبح
- قراءة فى شعر مرزوق الحلبي وديوانه - فى مديح الوقت - السعيد ع ...
- رسالة شعرية 1 إلى قاسم حداد
- شذرتان لأنطون آرتو ترجمة السعيد عبدالغني
- جورج سانتيانا قصيدة - ربما لازال هناك فوضى حول العالم- ترجمة ...
- ايجور بالاتسكي قصيدة - عدمي - ترجمة السعيد عبدالغني
- سري تشينموي _ قصيدة المطلق _ ترجمة السعيد عبدالغني
- نص - أنا الشوكي -
- نص- هل الكون يريدني أن ادرككِ؟ هل الكون يريدكِ أن تدركيني؟ -
- قصيدة - الديمومة تمنع الاشتهاء بعنف وتطرف -
- نص - عراء كامل الصقيع والهامشية -
- نص - أنا الحفار المطلق لكل هاويات العالم -
- نص - من يترافع عن العارف سوى ألمه ؟ -
- نص - لا تغفر لى واظلمنى بغضبك -
- نص - كيف أحارب السلطات بالفوضى ؟ كيف أحاربها بالافكار والمشا ...
- قصيدة -فى الرأس يطوف الكون سكرانا ، كطبيعة كل شىء-
- قصيدة - أتذكر عشتار تخرج من التاريخ المغطى واوروك الجميلة لر ...


المزيد.....




- هذا الكاتب أكل في أفخم مطاعم العالم وهذه أفضل الوجبات التي ت ...
- المغرب.. غزارة الأمطار تغرق شوارع طنجة
- مأساة تزلج تتكرر بعد 63 عاماً، حادث طائرة واشنطن يعيد كابوس ...
- عضلة أنسجة اصطناعية تنمو مع القلب.. حل علمي مبتكر قد يعالج ا ...
- بيسكوف: -بريكس- لا تعتزم إصدار عملة موحدة بل منصات استثمارية ...
- -ترامب لن يستسلم-.. تعليق إسرائيلي على الضغوط الأمريكية على ...
- مشاهد قريبة وجديدة للحظة تصادم مروحية عسكرية بطائرة ركاب فوق ...
- أمريكا تحذر لبنان: لا مكان لـ-حزب الله- في الحكومة الجديدة
- باشينيان يقترح تعديل نص النشيد الوطني الأرمني ويحدد -القافية ...
- تقنية حديثة تكشف أسرار مدينة مفقودة عمرها 600 عام مدفونة تحت ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - السعيد عبدالغني - عن سيكولوجية الإنسان الشاطح