حسين التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 06:02
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
طالعتنا قناة(......) وربما قنوات اخرى غيرها بمشهد هو غاية في البشاعة ، الخبر يقول :العثور على ثمانية رؤوس بدون أجساد فى ديالى ، والصورة تقول او تنقل مشهدا لسيارة اسعاف واقفة وثمة رجل يرتدي ملابس من يعملون في دائرة الصحة ، يفتح باب السيارة المتوقفة في باحة المستشفى ، ثم يتناول الصناديق التي تحتوي على الرؤوس ، وحين يكتشف بأن العدد غير مكتمل يذهب الى السيارة كي يجيء برأس آخر ليضعه في صندوق الفاكهة الصغير ، ثم بعد ذلك تنتقل الصورة كي تطلعنا على مشهد الرؤوس من جديد ولكنها هذه المرة بغير صناديق ، أي اننا نراها مرصوفة على الأرض قرب جدار في المستشفى . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا : ماهو المبلغ الذي دفع لهذا الموظف او الجهة التي تمثله كي يؤدي دوره بهذا الاتقان في عرض رؤوس موتانا على الملأ وبهذه الطريقة المهينة حد البشاعة !!
ولو شئنا عدم الايغال بمثل هذه الشكوك والتصورات وقلنا ان الموظف كان يعمل بطريقة آلية ، وأن مشاهد الموت المتكرر قد اعمت او قتلت فيه الجانب الانساني حتى ماعاد يفرق بين رأس الشاة ورأس الانسان ، ترى هل ينطبق هذا القول على القناة التي عرضت المشهد بطريقة سينمائية هي في غاية البشاعة ، حتى ان هتشكوك لو كان حيا لأنف منها !!
القليل من الانسانية يكفي لكي يمارس الاعلامي دوره بشكل أفضل ولا يخدش مشاعر شعب بأكمله ، القليل من الانسانية يكفي كي لا نجعل من القتلة ابطلا تتصدر اعمالها شاشات الفضائيات التي توجه بثها للعالم أجمع ، سيما وان الكثير من القنوات التي تمارس مثل هذا الدور هي قنوات عراقية او عربية ، والقائمين عليها يدعون بانهم يتصفون بالوطنية وبالمواطنة في اي بعقة من شرقنا العربي المسلم من أقصاه الى أقصاه . ترى هل هذه هي الرسالة التي يحملون ؟ واذا كانوا يصرون على التعامل مع مآسينا بهذه الطريقة المهينة (وليس المهنية) ، ترى الا يحق لنا ان نتسائل عن الجهة المستفيدة من هذا التوجه البشع وكم يدفع للفضائيات لقاء مثل هذه المشاهد ؟
والتي ربما تسلي نفوسا متخمة بالبترول أو الأحقاد على شعبنا .
#حسين_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟