أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (201) معلومات المعالجة















المزيد.....

مباحث في الاستخبارات (201) معلومات المعالجة


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 23 - 09:32
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مباحث في الاستخبارات (201)

معلومات المعالجة

بشير الوندي
------------
مدخل
------------
في نطاق شرحنا لأنواع المعلومات الاستخبارية نتناول هنا نوع من المعلومات لامجال فيه للانتظار ولابد معه من التصرف الفوري لأن هذا النوع من المعلومات له اولوية واسبقية ولو تأخر التعامل مع هذه المعلومة تكون النتائج غير محمودة وتضيع فرص لاتتكرر, وهي ماندعوها بمعلومة المعالجة .
----------------------------
معلومة لها الاولوية
----------------------------
ذكرنا في مبحث ٧٦ (اسبقية المعلومة الامنية) ان هنالك اسبقيات تترتب بها المعلومة الاستخبارية بحسب اهميتها وهي كما يلي :
١ معلومات امنية .
٢ معلومات دفاعية .
٣ معلومات سياسية .
٤ معلومات اقتصادية .
٥ معلومات علمية .
٦ معلومات عامة .
هذا تصنيف امني تنظر فيه الاجهزة الاستخبارية الى المعلومة بواقعية أنَّ الأمن اولاً ضمن تصنيف المخاطر والاهمية , فالمعلومة التي تحتاج الى المعالجة قد تكون من اي نوع من المعلومات , فلايوجد نوع محدد من المعلومات التي تتم معالجتها يمكن حصره , فالاساس ان تكون المعلومة تتعلق بالامن , فكل المعلومات المفاجئة التي تتطلب تحركاً هي معلومات معالجة , فحتى معلومات اعمال الشغب او المظاهرات او الاعتصامات او الكوارث الطبيعية كالزلازل , كلها قد تنتج منها وفي مساراتها معلومات معالجة , فاعمال الشغب ينتج منها سرقة مصارف , والزلازل ينتج عنها تهدم منازل على ساكنيها , فكل تلك الحالات لابد من التأهب لها , وهذا التأهب هو جوهر الاستعداد لتلقي معلومة المعالجة .
------------------
مرونة القرار
------------------
سبق ان ذكرنا في مباحث عدة وفي كتابنا (الامن المفقود ) ان اية معلومة ترد الى الجهاز الاستخباري يتم العمل عليها استخبارياً بخمسة خطوات لغربلتها , وثم تمر بخمسة خطوات امنية للتعامل معها ومعالجتها , ففي الخطوات الاستخبارية تكون الخطوات هي:
١. الخبر : استلام المعلومة والتعامل مع مصداقيتها .
٢. الاستخبار : الاستعلام عن الجوانب الغامضة فيها .
٣. التحليل : استكشاف ابعاد المعلومة .
٤. التدقيق : وفيها يتم ملاحظة كل مايدور حول المعلومة وتطوراتها .
٥.التهديف : السيطرة على كل جوانب المعلومة بكافة الوسائل الفنية الاستخبارية , وابلاغ الجهات الامنية بالهدف لتتعامل معه بجهدها المكافح بخمسة خطوات هي :
٦. المراقبة : يراقب الجهاز الامني الهدف المعادي المراد مهاجمته .
٧.العمليات : الهجوم على الهدف وابلاغ الجهاز الاستخباري بانجاز المهمة .
٨.التحقيق : اجراء التحقيقات القانونية واستنطاق الهدف .
٩.التغذية العكسية : ابلاغ الاجهزة الاستخبارية بفحوى اعترافاته .
١٠ . الاحكام : تحويله الى القضاء لينال الحكم العادل .
ان تلك الخطوات العشر هي خطوات متسلسلة تتم وفق تسلسلها الطبيعي ولاتسبق خطوة منها خطوةً في الجدول , الا معلومات المعالجة فإنها تتجاوز كل الخطوات ويتم التعامل معها فوراً ومعالجة خطرها دون انتظار مراحل العمل الاستخباري والامني والمكافح , وبهذا يكون للمعالجة اولوية على باقي المراحل , ومثال ذلك ان ينادي طيار هليكوبتر انه يشاهد مجموعة تزرع عبوة ناسفة في الطريق السريع , فحينها لامجال الا لقرار واحد في الاوامر للطيار : اضرب الهدف , دون انتظار , وهنا لايمكن ان تمر المعلومة بالمراحل العشر الآنفة لأن المعلومة حينها تفقد قيمتها وتسبب ضرراً لايمكن تفاديه .
--------------------------
اجراءآت استباقية
--------------------------
علينا الاعتراف ان ورود معلومة مفاجئة وخطيرة تتطلب معالجة سريعة قد يشير احياناً الى التقصير الاستخباري , فلو وردت معلومة ان قيادة داعش مجتمعة الان في الراشدية , هذه معلومة تتطلب معالجة سريعة ولكنها في ذات الوقت تؤشر الى ان هنالك تقصيراً في الجهاز الاستخباري لانه لم يعلم بمقدمات هذا الاجتماع وكان غافلاً عن تحركات القادة الارهابيين للاجتماع , وفي ذات الوقت قد لاتشير معلومة المعالجة الى وجود تقصير ما .
وفي كل الاحوال , فان الجهاز الاستخباري المحترف عليه ان يكون مهيئاً للمعالجة السريعة الآنية من خلال عدة خطوات اشرنا اليها في مبحثنا ١٧٣ (التوزيع المعالج او الميداني )هي :
١. جغرافيا التهديد : يعني ان الجهاز الاستخباري يتوقع تحركات تمرد مفاجئة في الموصل بسبب ظروف امنية سابقة , او يعلم ان هنالك تمرداً في الشالجية , فلابد من وجود قطعات جاهزة للتدخل تكون قريبة من هذين المكانين .
٢. الانتشار : اي ان تلك القطعات لابد ان تنتشر بالقرب من الاماكن التي يتوقع ان تتم مهاجمتها كالبنوك والمخازن .
٣.الجاهزية : ان تتهيأ تلك القطعات بتجهيزاتها واسلحتها الخاصة بالموضوع , وان تقوم بتمرينات لسيناريوهات متوقعة .
٤. الاتصال : ان تكون اتصالاتها جاهزة سواء بإتجاه القيادة والاستخبارات اوبإتجاه عيونها , وبين القطعات.
٥. الاستجابة : ان تستجيب لأي طارئ.
٦. المعالجة : ان تهدف على العدو بالسرعة اللازمة .
فهذه مراحل الاستعداد لرفع قابلية الاستجابة من خلال معرفة جغرافيا التهديد بشكل صحيح ثم الانتشار الصحيح ثم ان تكون للقوة المنتشرة جهوزية ويمكن الاتصال معها وتذهب للمعالجة والاستجابة ثم تتم معالجة التهديد.
كما ان من مبادئ التحضر لأي طارئ اعتماداً على ان معلومة المعالجة معلومة مهمة جداً لمساسها بأمن البلد والمواطن او أمن القوات المسلحة , ومن هنا تعتمد الاستخبارات المتمرسة آلية التواصل مع مصادرها البشرية , فهي تضع مواعيد اللقاءات معهم بشكل دوري – على سبيل المثال كل شهر او شهرين او اكثر او اقل - , ولكنها تضع ايضا آلية تواصل للطوارىء , تستخدم لحالتين فقط :
1- تعرض المصدر للكشف : فاذا شك المصدر او الجهاز الاستخباري بأن الاجهزة المكافحة التابعة للعدو تتعقبه , حينها يتم إتصال الطوارئ.
2- حصول المصدرعلى معلومات تهديد ( معلومات معالجة ): اي معلومات لا تقبل التأخير وحينها لابد من ان تكون هنالك طريقة لإيصال المعلومة العاجلة , فلو كان لدى الجهاز الاستخباري عميل في اسطنبول , وتحصل على معلومة خطيرة تحتاج السرعة في الايصال , فحينها لاينتظر اللقاء الدوري وانما هو متفق على آلية لهكذا حالة فيقوم بخطوة مدروسة وغير مكشوفة لايصال المعلومة الطارئة .
ومن هنا فإن اي ضابط يتولى ادارة مصدر ( ضابط ارتباط ) , فإنه ماإن يلتقي بالمصدر فإنه يبادره بسؤالين قبل اي شيء . هل وضعك الامني جيد ؟ و هل تعرف معلومات تهددنا ؟ فهذه الاسئلة اهم من كل شيء , فالمهم أمان المصدر , وكذلك التلهف على اية معلومة عاجلة .كالاستهداف , اعمال عدائية , مخطط امني , سلاح جديد , مرض او فايروس منتشر , معلومات مسروقة , وجود جاسوس مزدوج , شيفرة مكشوفة ...وغيرها .
ويتم تثقيف المصادر والمخبرين والمتعاونين وكافة الاذرع المعلوماتية على اولوية المعلومات المتعلقة بالتهديد , فإن كان المصدر يعمل ويجمع معلومات في شان علمي وسمع معلومة ترتبط بالتهديد فهنا تكون الاولوية للمعلومة الطارئة وليس جمع المعلومات العلمية المكلف بها لأن محورية الخطر والتهديد هي في المرتبة الاولى .
كما تقوم الاستخبارات الدولية من خلال اذرعها الفنية بتعبئة كلمات ومفردات الى اجهزة مراقبة المحادثات والرسائل مثل : ارهابي , مفخخة , تفجير , قنبلة , الرئيس , اجتماع خطير , ارسلت لك كيساً من البرتقال ....وغيرها من المفردات التي تشير الى شيء ما , وما ان ترد تلك المفردة حتى يتم تسجيلها والتدقيق فيها .
وفي بعض الاحيان تعلن حالات الطوارىء في الدول للتمكن من انفاذ القانون دون ضوابط متبعة فيتم التعامل مع اي خبر بشكل مباشر لسرعة الاستجابة كالعصيان والفوضى والازمات وغيرها .
كما تجري الاجهزة الاستخبارية تطوير آليات سرعة ايصال ونقل المعلومة من المصدر الى الذراع المعني ومن الاذرع الى مركز الجمع ومن الجمع الى المكافحة , ويجب ان تعرف الاستخبارات اين تبعث المعلومة والجهة المعنية بالمعالجة , فكل الجهد العملاق للاستخبارات الامريكية انهار في لحظة , عندما انهارت ابراج نيويورك , لانها لم تستطع ان تحصل على معلومات معالجة متراكمة وغزيرة كمعلومات معالجة عن دخول ارهابيين ومعلومات عن تدرب ارهابيين على الطائرات ومعلومات عن خطف طائرات ومعلومات عن استهداف البيت الابيض ووزارة الدفاع وابراج منهاتن .
ان معلومات المعالجة خزين عملياتي كبير في اختصاص الاستخبارات العسكرية واستخبارات الميدان والمعركة فمعلومات الميدان آنية ومتغيره ومتحركة باستمرار (جاءت كتيبة مدفعية , تم استبدال قوة , جهد هندسي لزرع الغام , نشر مضادات للطائرات , انذار في قطعات العدو , تبديل قوة , وصول ذخائر مدفعية , تمرين لضربة كيمياوي , تحشيد , تبديل الشيفرة) فاغلب استخدامات الجهد الاستخباري العسكري هو في تصنيف استخبارات المعركة ضمن معلومات المعالجة.
------------
خلاصة
------------
معلومات المعالجة معلومات صادمة وغير اعتيادية وتحتاج الى تفاعل سريع واستجابة مستنفرة , ولامجال للروتين في التعامل معها , ومن هنا تتهيأ اجهزة الاستخبارية فنياً وادارياً لتلقي المفاجئآت والمعلومات الصادمة , فلامجال للاندهاش في الاجهزة الاستخبارية التي من طبيعتها ان تتوقع كل شيء , وان تتعامل بسرعة مع المعلومات التي تحتاج الى السرعة والحسم لاسيما في الاجهزة الاستخبارية العسكرية , فلجهاز الاستخباري المحترف له مجساته التي تلتقط كل شيء من مخططات العدو , اما الجهاز الفاشل هو الذي تنتشر معلومات عن احداث خطيرة قبل اسابيع واشهر من حدوثها يعرفها الجميع بينما يكون هو نائم في العسل , والله الموفق



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباحث في الاستخبارات (200) الاطاحة
- مباحث في الاستخبارات (199) المدرسة الروسية للاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات (198) معلومات الاستكمال
- مباحث في الاستخبارات (197) الفوضى
- مباحث في الاستخبارات (196) معلومات الاشارة
- مباحث في الاستخبارات (195) الاخبارات
- مباحث في الاستخبارات ( 194) مجلس الامن الوطني
- مباحث في الاستخبارات (193) قاطع المسوولية
- مباحث في الاستخبارات (192) الهيكل التنظيمي
- مباحث في الاستخبارات (191) المدرسة الاستخبارية الامريكية
- مباحث في الاستخبارات (190) تحديات القوة الناعمة
- مباحث في الاستخبارات ( 189) التشدد الديني والاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات ( 188) الحرب الباردة
- مباحث في الاستخبارات (187) الملحق الاستخباري
- مباحث في الاستخبارات ( 186) التوزيع الخاص والمقطعي والمحلي
- مباحث في الاستخبارات (185) الاستخبارات في الحرب العالمية الث ...
- مباحث في الاستخبارات (184) اسباب اخفاق التنبؤ
- مباحث في الاستخبارات (183) مخاطر اخفاق التنبؤ
- مباحث في الاستخبارات (182) التوزيع الاعلامي
- مباحث في الاستخبارات (181) التوزيع التبادلي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (201) معلومات المعالجة