أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشعر في -كتاب الوجه- هكذا تكلم ريشهديشت- للشاعر محمد حلمي الريشة














المزيد.....

الشعر في -كتاب الوجه- هكذا تكلم ريشهديشت- للشاعر محمد حلمي الريشة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6497 - 2020 / 2 / 22 - 12:11
المحور: الادب والفن
    


أن يقدم الشاعر كتاباً يغلب عليه الومضة، فهذا أمر صعب، ويحتاج إلى مجهود استثنائي، بخاصة أنه يضم خلاصة رؤيته/ تجربته كشاعر في هذا الكتاب، والجميل في الومضة أنها مكثفة وخاطفة، وتأتي بشكل ولغة سلسة، لكن الفكرة عميقة ونافذة، هناك أكثر من موضوع وفكرة في الكتب، لكن مهنة محمد حلمي الريشة كشاعر، جعلت موضوع الشاعر والشاعر هو الغالب على بقية المواضيع، ولا أبالغ أن قلت إن "كتاب الوجه" يمكن أن يكون من الكتب المهمة لتثقيف الشعراء، لكثافة المقاطع المتعلق بالشعر والشعراء، والرؤى التي يطرحها للقراء.
الشِّعْرُ لَا يُلْقَى.. الشِّعْرُ يُقْطَفُ؛
بِشِغَافِ الْقَلْبِ، وَلَا يُعْرَفُ !(ص20)
يستوقفنا فعل "يلقى"، فالإلقاء هنا ليس مواجهة الجمهور، بل له معنى آخر، القطف، الذي يحتاج إلى مجهود من المتلقي ليحصل على ثمرة الشعر، وكما أن الشاعر يؤكد على أن الشعر لا يُعرف من الشاعر، وعلى من يقطفه أن يكتشف فائدة وجمال هذا الثمر.
اِقْرَأْ...
مِنْ قَبْلِ أَلَّا تَرَى إِلَّا بِعُكَّازٍ،
وَمَاءُ الْعَيْنِ يَصْدَأْ !(ص21)
حكمة القارئ المتمرس لمن لا يقرأ، فهو ينذرنا ويرشدنا إلى أهمية القراءة، والجميل في الفكرة الشكل الذي قدمت به، "عكاز" بدل نظارة، يصدأ بدل ضعف النظر، لهذا نجد أثر الحكمة أقوى على القارئ وأكثر فاعلية..
الْحُرُّ مِثْلُ قَلَمِ الرَّصَاصِ؛
كُلَمَّا بَرَيْتَهُ-
كُلَمَّا صَارَ مُدَبَّبًا أَكْثَرَ !(ص29)
أدوات الشاعر القلم والورق، من هنا نجده يركز على ذكر أدواته، وحتى إذا صرفنا النظر عن الفكرة التي تحملها الومضة، تبقى الألفاظ المجردة: "قلم رصاص، بريته، مدبباً"، لها أثر على القارئ، وكأنه بها يدعو القارئ للتقدم منها واستخدامها، وهنا تجتمع الفكرة والألفاظ معاً في خدمة المعنى الذي أراده الشاعر.
الشِّعْرُ؛ أَرْقَى لُغَةٍ، كِتَابَةً وَقِرَاءَةً، لِلتَّحَدُّثِ مَعَ الذَّاتِ. (ص34)
أيضاً نجد أدوات الشاعر حاضرة: "الشعر، أرقى، لغة، كتابة، قراءة"، من هنا يكون الأثر الذي ستتركه الومضة على القارئ يأتي من الفكرة ومن خلال الألفاظ.
بُحَيْرَةُ الشَّاعِرِ ضَيِّقَةٌ..
قَارِبُهُ فِي أَعْمَاقِهَا..
مِجْذافُهُ لَا شَرِيكَ لَهُ..
رُؤْيَاهُ إِلَى حَيْثُ لَا يَرَى !(ص41)
يبدو للوهلة الأولى، أن الشاعر تخلّى عن أدوات الشعر، فلا نجد قراءة ولا كتابة ولا قلماً، لكن نجد "بحيرة، قاربه، مجذافه"، أعتقد أن القارب والمجذاف لهما علاقة بالبحر، وهذا البيت القصيد، الشاعر يقدم أدواته بصورة مستترة، بالإيحاء، فبحور الشعر هي الأسس التي يعتمدها الشاعر في شعره، وإذا أخذنا "الأعماق" نصل إلى عمق الشعر، وعدم سطحيته، بهذا الشكل يوصل الشاعر فكرته عن الشعر وكتابته الشعرية.
مُعْظَمُ الشُّعَرَاءِ جُبَنَاءُ؛ لِأَنَّهُمْ يَشْتَهُونَ تَجْرِبَةَ المَوْتِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ وَاحِدَةٍ، وَلَا يَسْتَطِيعُونَهَا انْتِحَارًا! (ص49)
يتناول الشاعر طبيعة/ نفسية الشعراء، فمن خلال تجربته اكتشف هذه الحقيقة، ضعف الشعراء أمام الموت، لكن، الموت يرعب بطبيعته، فلماذا ذكر الشعراء فقط؟ المشاعر المرهفة للشعراء، والإنسانية النبيلة والتي تصل إلى مرتبة النبوية، تجعلهم يفكرون بالموتى أكثر من غيرهم، لهذا وصفهم بالجبناء، طبعاً هناك شعراء انتحروا، مثل "يسنين، مايكوفسكي، خليل حاوي". الحقيقة أن الشاعر يتناول الواقع بطريقته الخاصة، ورغم (شح) الشعر السياسي عند الشاعر، إلا أنه عندما يكتب عن السياسي يكون الشعر هو الأساس، فلا يقدم لغة أو أسلوباً ضعيفاً، بل يبقى محافظاً على اللغة.
زَهْرَةً بِلَاسْتِيكِيَّةً كَانَتْ
تِلْكَ الَّتِي حَطَّتْ عَلَيْهَا
نَحْلَةُ الرَّبِيعِ ا لْ عَ رَ بِ يِّ! (ص61)
جمالية الصورة في النحلة والزهرة، والخيبة كانت في "بلاستيكية"، وعندما قطّع كلمة "العربي" أراد بها أن يشير إلى تفسخ وتشرذم الواقع العربي، ليس الرسمي فحسب، بال أيضًا أدوات التغيير، من هنا يوصل الفكرة من خلال الألفاظ ومن خلال الشكل.
فِي الْقُدْسِ-
طَاعِنٌ بِالسِّنِّ..
حَفِيدُهُ-
طَاعِنٌ بِالسِّكِّينِ.. (ص79)
تركيب المقطع متشابك، القدس والطاعن في السن، يشير إلى العراقة والأصالة، لكن "حفيده"، عندما وصفه طاعناً بالسكين، أحدث دهشة/ صعقة عند القارئ، فرغم قلة الكلمات إلا أن الفكرة تصل بطريقة سلسة وصادمه في ذات الوقت، فالفكرة التي جاءت في آخر كلمة "بالسكين" خاطفة، تتماثل مع عملية الطعن السريعة والصادمة للمحتل.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناء القصيدة عند سمير التميمي -رأيت الحقيقة
- اللغة والألم في -القرص المربع- كميل أبو حنيش
- حلم فلسطين
- مناقشة مجموعة قصصية بعنوان رقصة الشحرور
- عديقي اليهودي، القسم الثاني محمود شاهين
- عبود الجابري تكرار
- رقصة الشحرور مصطفى عبد الفتاح
- عديقي اليهودي رواية فكرية تاريخية سياسية محمود شاهين
- محمد داود -عيد الحب-
- كبوة القراءة والكتابة
- سوريانا وسهى وأنا -على وهج الذاكرة- عيسى ضيف الله حداد
- نبوءة الشاعر في ديوان -عيون الكلاب الميتة- عبد الوهاب البيات ...
- مناقشة كتاب ديوان شعر «في مديح الوقت»
- كميل أبو حنيش لقد صرت أبا رسائل من القلب
- في مديح الوقت -مرزوق الحلبي-
- الأنثى في -مدينتنا- نزهة الرملاوي
- سورية والدين
- الشاعر والمرأة والواقع كميل أبو حنيش -صفا فؤادي-
- التقديم الناعم في رواية -قلب الذئب- ماجد أبو غوش
- ياسين محمد الباكي -أين هم-


المزيد.....




- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشعر في -كتاب الوجه- هكذا تكلم ريشهديشت- للشاعر محمد حلمي الريشة