سامي العباس
الحوار المتمدن-العدد: 1572 - 2006 / 6 / 5 - 05:54
المحور:
الادب والفن
لربابة سلمية :محمد صادق حديد
ينوح محمد صادق حديد ..يتلوى صوته أجشّاً بجمال وحشيّ فوق السهوب المديدة لبادية السلمية.يلتف هنا وهناك معانقاً كعاشق شجيرات الشيح,فتعلق رائحتها بأغانيه ,وتستلّ من وحدتها وسط السهب الغافي ,تحت النجوم الوامضة طقوس الحزن على الحبيب والأهل والوطن..وتنوح ربابته ساكبة على قوافيه يأساً مرصعاً بخيبات الأمل ..وأسأل : من أي المآسي يغرف غناء ه المتفجع؟؟ وهل غير الربابة يصلح لمرافقة بغام الناقة على وليدها؟؟أليس هذا السواد المتمازج على نحو آسرمع تلاوين غنائه على صلة مع مزاج المدينة المجلببه بغبار التاريخ؟؟
يدخل الحجر الأبيض كنمنمة خجولة ليل البازلت في مئذنة الإمام اسماعيل,فإذا التاريخ الغافي فوق كنوز الحضارة الإسلامية يفرك عينيه لوهج التباين في المئذنة القصيدة..
وتلوك المدينة لهجتها الخاصة عبر القرون .لكنها حين تغني تستعير من البادية التي تتمطى حتى العراق ما ترشح به من هذا الأخير..
يمزج محمد صادق التلاوين الوافدة الى سلمية من الشام والعراق ليعتّق نبيذه الخاص : قوافي تتماوج كالسهب وتنحني لتشرب من عين الزرقا كما ينحني عنق أيل ,وتذيب على الحبيب من نفس ذوابه ما عمرت به من قرون : أسى يتنقط من حواف الخيبه , وصبراً يلّف كجبيرة خاطراًً مكسوراً ,وأملا يبرق كسراب لايماسك
كعا دة البدوي في القتال .
تذهب الى القرية فيرافقك صوته في مسجلة السيارة وفي الإستراحة على الطريق وفي المقهى المتخفي تحت اشجار حور عملاقه تطاولت لتسترق السمع على ما يمارسه مثقفوا سلمية في مركزهم الثقافي من تربيع للدوائر..وعند الصديق الذي يريد أن ينتصر على التخلف والاستبداد والامبريالية قبل أن يبرد إبريق المته!!
وأعجب لطول بال محمد صادق حديد على قصر نفس مثقفي سلمية..ولكنها صحبة طريق مد الله فيه وأعانه عليه وعليهم , سيما وقد تنادوا الى تكريمه بعد أن (دبّ ) الصوت فيهم أكثر هم مبادرة الى المفيد والمجدي الصديق يعرب العيسى..
لمحمد صادق حديد نرفع القبعات احتراماً لمن تحّملنا على تقلبات أمزجتنا, وعجر ثقافتنا الذي نحتال عليه كما يحتال فلاحوا الزراعة الرأسمالية على خضارهم بالهرمونات..
وللصديق يعرب العيسى كل الشكر على مبادرته النبيلة..
سامي العباس
4-6-2006-طرطوس
#سامي_العباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟