مازن الشيخ
الحوار المتمدن-العدد: 6495 - 2020 / 2 / 20 - 16:57
المحور:
الادب والفن
في مثل هذااليوم المصادففي للعشرين من شباط(فبراير) وقبل 26 عاما,اختطف الموت شقيقي المرحوم ستارالشيخ,عن عمريناهزال52 عاما,كان انسانا رائعا,دمث الاخلاق متنوع المواهب,فهوفنان تشكيلي,رسم لوحات رائعة نالت اعجاب الكثيرين من النقاد,وفازعام 1988بجائزة افضل بوسترسياسي في العراق,وكذلك رسم,وبمشاركة زميل له( للاسف نسيت اسمه),جدارية عملاقة اقيمت على رابية في مدخل مدينة الموصل,عبرت عن مراحل مهمة في تاريخ تلك المدينة الحضارية,كمافازت مواكبه التي كان يصممها ويسيرها في مهرجانات الربيع التي كانت تقام في مدينة الموصل,ولأحدعشرعاما متتالية,بالمركزالاول في جميع مشاركاته ,كما انه اقام عدة معارض لاعماله الفنية,ونالت,اعجاب,الملحق الثقافي الغرنسي في بغداد حيث دعاه عدة مرات الى اقامة معارضه في قاعات الملحقية,وكان حريصا على اقتناء لوحاته,وزين بهاجدران السفارة والملحقية الثقافية,واقتنى عدة لوحات بشكل شخصي واخذها معه الى فرنسا
,كان فنانا رائعا وانسانا مرهف الاحاسيس ,سريع البديهية حاضرالنكتة,يملأ كل مجلس يحل فيه بالبهجة والانس,لم يكن المرحوم مجرد مدرسا للتربية الفنية فقط,بل كان صديقا لطلابه وابا روحيا لهم,وكانوا يعشقون حصته التعليمية كما انهم كثيراماكانوا يزوروننا في بيتنا في مدينة الزهور,يناقشونه ويستمعون الى ارائه ويستشيرونه في جميع امورهم ,ويقبلون دائما بارشاداته ونصائحه,كما انه,وفي نفس يوم وفاته كان قدانتخب بالاجماع نقيبا لفناني نينوى,ولكن للاسف توفي قبل ان يعلم بنتيجة الانتخابات رغم انه كان واثقا من فوزه,حيث ان الذي جاء يبشره بالنتيجة وجده قد فارق الحياة منذ ساعة
,كما انه كان عضوا في اتحادات الادباء والمثقفين ,كتب قصصا قصيرة,ونشربعضها وفازمرة في مسابقة للقصة القصيرة,نظمتها جريدة فتى العرب ,كانت بعنوان (المراهق الخجول)
الكلام عن المرحوم كثيروطويل,متشعب,ولايمكنني ابدا ان اوفيه حقه مهما اسهبت,بل يكفي ان اقول انه ترك ورائه اثرا لاينسى,وكان يوم تشييعه حدثا كبيرا,حيث شيعته جماهير,غفيرة اغلبها كانوا من طلابه الذين كانوا يبكونه بحرقة,وامتلأت صفحات جريدة الحدباء التي تصدرفي نينوى,ولثلاثة اعداد متتالية بمشاركات من نعاه من المثقفين والفانين,عبرت جميعهاعن خليط من الصدمة والحزن ,حتى ان الاديب المعروف المرحوم انورعبد العزيز,كتب من خلال مشاركته النعي
(لوكان الموت كائنا عاقلا متزنا لما اختطف ستارالشيخ وهوفي قمة نشاطه وحيويته وعطائه الذي لم يفترولم يتوقف يوما)
يكفي ان اسمه خلد في موسوعة مشاهير نينوى للقرن العشرين(مع شقيقي الاكبرالفنان التشكيلي لقمان الشيخ)وقد كتب المؤرخ الكبير,الاستاذالدكتورابراهيم العلاف,انه,عندما كان يعد الموسوعة,كلف المرحوم بتقديم تقريرعن فناني الموصل التشكيليين,فقدم دراسة واسعة ووافية عن فرسان الحركة التشكيلية,وتواضعا لم يذكراسمه بينهم,وعندما الح عليه ,كتب عن نفسه باقتضاب
هكذا كان ستارالشيخ,انسانا طيبا متواضعا محبا للجميع ,واحبه الجميع
رحمه الله واثابه عن ماقدمه لوطنه وامته
لقد رحل عن هذه الدنيا,لكن ذكراه ستبقى راسخة في قلوب محبيه
#مازن_الشيخ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟