أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الحداد - عن مستقبل الفلسفة














المزيد.....


عن مستقبل الفلسفة


ماجد الحداد

الحوار المتمدن-العدد: 6495 - 2020 / 2 / 20 - 09:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تطور العلم بهذا التسارع المحموم والذي قد لايواكبه العقل من الغزارة المعلوماتية التي فُتِحت علينا من أقطار السماوات والأرض في العقود الأخيرة _ وأعني بالعلم هنا التجريبي الأمبريقي _ يزيد علينا صعوبة لإنشاء نسق معرفي كامل في قالب نظري محكم ، يضطرنا اضطرارا للعودة للمبدأ الأم وهي الفلسفة ...
فكما بدأ العلم بها ومنها سواء من انشقاقه عنها ظاهريا أو مخاضه منها في مبدأ فرض الفرضية ثم تجربتها معمليا ، واضح أننا مضطرون للعودة إليها حتى لو اعتقد غرورنا غير ذلك بسبب نجاحات الأمبريقية التطبيقية والمعلوماتية التي نشهدها ، فوصولنا لفيزياء الكم وقيمها الإحتمالية وعدم اليقين حطم الثبات المعرفي الكلاسيكي الذي أنشأه العلم إبان عصر النهضة إلى الآن ، وهو ما حدا العلماء الآن إلى إعادة استخدامها _ ولا أعلم يقينا إن كانوا يتعمدون ذلك أم بدون وعي منهم _ إلى وضع فروض عديدة متسعة التوجهات عن نشأة الكون والوجود ، ولم يستطيعوا الإتفاق على دراسة فرضية بعينها ... قد يكون ذلك لإنعدام مرتكز قياسي في تلك المنطقة المجهولة خلف جدار بلانك ، لكن أليس وضع فرضية عن شئ ما في منطقة مجهولة تنعدم فيها القياسات الإمبريقية التجريبية تخطي للإلتزام بهذا المبدأ ؟
هذا شئ لا يدعو للخجل أو التراجع ، بل يدعو لمراجعة ما اكتسبناه خطأ عن مفاهيمنا المغلوطة التي فصلت الأم عن وليدها بسبب طموحه وتحقيقه لذاته منذ لحظة المخاض ، وفي حقيقة الأمر أن الفلسفة تعاملت مع العلم في الخمسائة سنة الماضية كالربة "كي" مع ابنها "انليل" حيث تركته يلهو ويمرح ولكنه في واقع الأمر لا يفارقها .

أراها بشكل زيوس القابع في الاولمب يتابع هرقل الذي يحاول أثبات مكانتهُ.. هل هو جديد بالوصول لعالم الأولمب وهو يمتلك الكثير من الخبرات العملية

لكن الملاحظ أن العلم الأمبريقي بسبب تجرده المادي الشديد جعل الكثيرين مم العلماء وفلاسفة العلم عندما يضع فرضية ما عن نشأة الكون فلسفيا يضع في حسبانه أي فرضبة بناء على المعلومات بإستثناء فرضية الخالق ، بسبب ترسخ ذهني بين وجوده وعلاقته بالأديان ، وهي عقدة عدائية قديمة بين الكهنوت والعلم سببها اضطهاد مستمر على مدار استقرار العقيدة الإبراهيمية في الشعوب التي اعتنقتها ، وهو تكرار ملحوظ لم يسلم منه العلماء الذين ظهروا في مجتمعات الأديان الثلاثة ، لكن برأيي أن البعض تخلص من تلك العقدة وهو يعالج الأمر كما فعل أينشتين ونيلز بور على سبيل المثال لا الحصر ، ونراه يعاود إلحاحه بالظهور عندما يسمي بعض الفيزيائيون بوزون هيجز أحد الجسيمات المسؤولة عن الوجود المادي ( جسيم الرب ) وهو برأي حالة متميزة حيادية بشكل توصيفي عن وضع الخالق كفرضية احتمالية على الأقل في عشرات الفرضيات الأخرى عن النشأة ، أما استبعاده كلياً والتمسك بعدم صلاحية طرحه كفرضية بسبب صعوبة القياس أو استحالته لهو عناد نفسي لأن نفس السبب يصلح لإستبعاد الفرضيات الأخرى ، إذاً منطقيا يجب أن يوضع في المجتمع العلمي على طاولة البحث أيضا .
وقريبا جدا مهما ادعينا بأنفة العلماء سيتقابل العلم والفلسفة والعقيدة في محور ثالوثي موحّد ، بسبب هذا التداعي اللانهائي من المعلومات المتضاربة التي نتلقاها يوميا بعدما غمسنا فضولنا في هذا العالم الكمي .
وسيحدث ذلك شئنا أم أبينا أن تهيمن الفلسفة الأم على ابنها الشاب لأن اصرار الإنسان على طرح الفروض بإستمرار يقول لنا بكل بوضوح وصراحة أننا فعلا نكاد نجن لكي نعرف ونجيب عن سؤال لماذا ؟ ... لأن الإجابة عن كيف ؟ لا تشبعنا أبدا ...
فالإجابة عن كيف والإكتفاء بها تشبع الغريزة الحيوانية لدينا فقط ولا تشبع التميز الإنساني الذي ساد به الإنسان على كل ما عداه بها ...
فقط فلنعترف أننا نريد أن نعرف لماذا ...
#انسان_يفكر



#ماجد_الحداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليلة ليلة الأربعين تفرح القلب الحزين
- مباريات الكرة تجيب لنا عن اهم سؤال وجودي
- تحليل نفسي وانثروبولوجي مبسط عن ثقب الجسد
- الكونداليني ( أرواح اوزير السبعة )
- البوم العالمي للغة العربية ( تحليل جديد )
- تساؤلات عن تحليل الذرة
- الإرهاب العلماني
- تأملات في الإنتحار ... ٢
- المؤامرة
- كارل ماركس ونبوءة عصر الرعاع
- الشعراوي الملاك المتطرف
- يوم يموت الحب
- محي اسماعيل إله الموت
- وهم المخلص ( كضرورة لسياسة القطيع )
- وهم المخلص ( اثيوبيا احدى الأدوات لتحقيق نبوءات الخراب لظهور ...
- مشروع استيطاني
- هل ديانة المصري القديم توحيدية ام تعددية ؟
- ضربة مطرقة
- مفهوم اللادينية
- #صنع_في_الخارج ... #اعادة_تدوير_المستورد_والصناعة_من_الخامات ...


المزيد.....




- إسرائيل توسع عملياتها في الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية تت ...
- -هجوم- أوروبي مضاد في وجه أطماع ترامب التوسعية
- السجن 14 عامًا لجندي بريطاني سابق مُدان بالتجسس لصالح إيران ...
- كيف وقع حادث اصطدام الطائرة والمروحية في واشنطن؟ - بي بي سي ...
- حرب -لا رابح- فيها... أوروبا تتوحد سياسة ترامب الجمركية
- الاستخبارات الروسية: -الناتو- يستعد لحملة تشويه بزيلينسكي
- -حماس- تعلق على إمكانية عودة إسرائيل إلى الحرب في قطاع غزة
- رسميا.. جورجيا تسحب وفدها من الجمعية البرلمانية الأوروبية
- ملتقى سلطنة عمان للسياحة يدعو لتفعيل التأشيرة السياحية الخلي ...
- مبادرة المشري وتكالة.. هل تضع حدا لانقسام مجلس الدولة في ليب ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد الحداد - عن مستقبل الفلسفة