أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - المليشيات الطائفية ومخاطر الحروب الاهلية















المزيد.....

المليشيات الطائفية ومخاطر الحروب الاهلية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 19 - 16:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تمر الدولة العراقية ومنظومتها السياسية بأزمة وطنية تتجسد بازدواجية وظائفها الأمنية بسبب هيمنة المليشيات المسلحة على سير الحياة السياسية ومشاركتها الدولة العراقية في وظائفها الأمنية – العسكرية.
-- يتبدى التناقض بين الدولة الوطنية والمليشيات المسلحة في مفاصل كثيرة أجدها في العناوين التالية –
أولا-- تسعى الدولة الوطنية لتحقيق وظائفها الأمنية الداخلية والخارجية انطلاقا من القوانين الوطنية وسريانها في الحدود الجغرافية المعترف بها دولياً.
ثانيا – بالضد من ذلك تمارس المهام الأمنية للطائفية السياسية استناداً الى رؤيتها المذهبية واطرها الأيديولوجية ذات التعاليم الفقهية الطائفية.
ثالثاً – تقوم الدولة الوطنية بوظائفها الأمنية الأساسية طبقاً لمهامها الوطنية المتمثلة بصيانة الامن الوطني والدفاع عن سيادة البلاد الوطنية وتطور تشكيلتها الاقتصادية –الاجتماعية.
رابعاً-- بالعكس من وظائف الدولة المشار اليها تقوم المليشيات المسلحة ذات المرجعية الحزبية بممارسة نشاطها استنادا الى تعميم وصايتها الطائفية المرتكزة على تعاليمها الفقهية وتقاليدها الدينية المقدسة.
خامسا –انطلاقا من هيمنتها السياسية والقانونية على مواطنيها في حدودها الدولية تقوم الدولة الوطنية بوظائفها الادارية – الأمنية العامة بينما تمارس الفصائل الطائفية المسلحة عملياتها الارهابية - الاغتيال السياسي , استخدام العنف المنفلت , الاعتقال الكيفي - ضد المعارضين لنهجها الطائفي معتمدة بذلك على الإرهاب المنفلت المترابط مع توجهاتها السياسية .
ان تداخل الوظائف الأمنية بين الدولة الوطنية والمليشيات المسلحة ودورها بمعاقبة المواطنين المطالبين بإرساء دولة العدالة الاجتماعية وسيادة القانون تجد انعكاسها على اضطراب الدور الأمني- السياسي للدولة الوطنية.
ان الإشكالات الناتجة عن تشابك الوظائف الامنية بين مؤسسات الدولة الوطنية وبين الفصائل الطائفية المسلحة يحلينا الى تأكيد موضوعة مفادها ان تداخل الوظائف الأمنية بين مؤسسة الدولة الوطنية وبين الفصائل الطائفية المسلحة يحمل أخطاراً جسيمة على دور الدولة واستقرار تشكيلتها الاجتماعية والتي اجدها بالعنوانين التالية --
-- تهدف الدولة الى بناء مؤسساتها العسكرية وأجهزتها الأمنية انطلاقا من هيمنتها السياسية وسيطرتها على مواطني تشكيلتها الاجتماعية.
-- تسعى الطائفية السياسية الى توزيع سلطة الدولة الوطنية على أقاليم متعددة تتحكم في ادارتها معتقداتها الطائفية المتجاوبة ومصالح الطبقة الكمبورادورية والشرائح المالية المتسيدة في البناء الطائفي لتشكيلة الأقاليم السياسية.
- تهدف الوظائف الأمنية للمؤسسة العسكرية الى صيانة وتطوير الامن الوطني وتطوير المهام الدفاعية للدولة الوطنية بينما تعمل الطائفة السياسية على إشاعة الإرهاب والاعتقال السياسي الكيفي المناهض لأية رقابة قانونية.
ان الموضوعات المشار اليها تشترط تحديد نتائجها على الدولة الوطنية وتأثيراتها على بناء وتماسك تشكيلتها الاجتماعية.
الطائفية السياسية ومخاطر الحرب الاهلية
-- ان تهميش الدولة الوطنية وتشكيلتها لاجتماعية وتحويلها الى أقاليم طائفية يحمل في طياته مخاطر سياسية – اجتماعية تتمثل بالموضوعات التالية–
1-- تقسيم وحدة الدولة السياسية الى أقاليم طائفية تتحكم في مساراتها الفتاوي الفقهية وأحكام المذاهب الطائفية وما يحمله ذلك من مخاطر انهيار الدولة الوطنية واندلاع الحروب الطائفية.
2 --- تقسيم وحدة الدولة السياسية الى أقاليم مستقلة يفضي الى تحويل النزاعات الاجتماعية الطبقية الى نزاعات أهلية وما ينتجه ذلك من تفتيت الوحدة الوطنية والطبقية لتشكيلة البلاد الاجتماعية.
3-- –سيادة الطائفية السياسية في أقاليم الدولة الوطنية تقود الى اشعال الحروب الاهلية والنزاعات الاجتماعية بين الأقاليم الطائفية مفضيه الى -
أ – استبدال المؤسسة العسكرية الوطنية بفصائل طائفية مسلحة وما ينتج عن ذلك من تفتيت وحدة البلاد السياسية وانهيار تشكيلتها الاجتماعية.
ب- انهيار المؤسسة العسكرية وسيادة الفصائل المسلحة على القيادة السياسية يفضي الى اندلاع الفوضى السياسية ونشوء الصراعات الاهلية.
ج -- غياب المؤسسة العسكرية الوطنية يؤدي الى الحروب المذهبية وما ينتج عنه من تعرض البلاد ال التفتت والتقسيم العرقي والمذهبي المتواصل.
د –النزاعات الاهلية بين الأقاليم تقود الى ربط سياسة البلاد الطائفية بسياسة الدول المجاورة وما يعنيه ذلك من تدخلات خارجية في النزاعات الوطنية.
ان المخاطر المشار اليها تترافق معها اخطار كثيرة أهمها--
أولا - اشتداد الإرهاب السياسي – الفكري -الطائفي في البنية الطائفية المرتكز على سيادة اللون الواحد الفكري – المذهبي.
ثانيا – تزايد النزعات العسكرية والروح الهجومية وما تجره من حروب داخلية بين الفصائل المتناحرة في الأقاليم الطائفية.
ثالثا_- تزايد التدخلات الخارجية في الشأن الوطني وما يجره ذلك من استنزاف لمواد البلاد الوطنية وما ينتجه من فقر وبطالة وصراعات اجتماعية.
ان المخاطر المحدقة بمستقبل العراق السياسي لا يمكن الفكاك منها الا بتبني مشروع بديل وطني ديمقراطي مرتكز على مشروع الوطنية الديمقراطية.
– الدولة العراقية ومشروع الوطنية الديمقراطية.
يرتكز الفكر السياسي الناظم لمشروع الوطنية الديمقراطية على الموضوعات الفكرية – السياسية التالية--
- إقامة دولة وطنية -ديمقراطية مستقلة.
1- بناء الدولة الوطنية الديمقراطية يرتكز على تحالفات القوى الطبقية الفاعلة في التشكيلة الاجتماعية وضمان مصالحها الوطنية - الاجتماعية.
2-يرتكز تحالف القوى الطبقية على برامج وطنية - ديمقراطية هادفة الى صيانة الدولة الوطنية من التقسيم والتبعية والتهميش.
3-- تعمل الدولة الوطنية على ضمان نشاط الأحزاب الوطنية المرتكز على الشرعية الديمقراطية لبناء السلطة السياسية.
–مناهضة الوصاية الدولية عبر –
أ--- تعزيز السيادة الوطنية واستقلال الدولة العراقية عبر إقامة علاقات وطنية تستند على احترام المصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤن الوطنية.
ب– إقامة اقتصاد وطني يعمل على تلبية المصالح الأساسية للطبقات الاجتماعية الناشطة في الدورة الإنتاجية المناهضة للتبعية والتهميش.
ج – إقرار قوانين وتشريعات وطنية عاملة على تكريس الضمانات الاجتماعية لغرض تطوير بناء الدولة الوطنية واستقرار تشكيلتها الاجتماعية.
د– بناء سوق اجتماعي يلبي الحاجات الأساسية للطبقات الاجتماعية الفاعلة في التشكيلة الاجتماعية الوطنية.
-- يعتمد برنامج الوطنية الديمقراطية على ركيزتين اساسيتين أولاهما صيانة الدولة الوطنية من التبعية والتهميش التي يحملها الراس المال المعولم, وثانيتهما تكريس التوازنات الطبقية التي تكفلها الدولة الوطنية عبر تطوير سوقها الاجتماعي.
ان الموضوعات السياسية – الاجتماعية التي يحملها مشروع الوطنية الديمقراطية كفيلة بإبعاد العراق عن كوارث الحروب الاهلية والنزاعات الدولية ووضع تشكيلته الاجتماعية على طريق السلام الاجتماعي والتنمية الوطنية واحترام انتماء المواطن المذهبي ورؤيته السياسية في مستقبل دولته الوطنية الديمقراطية .



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة الراسمالية والفكر السياسي للأحزاب الاشتراكية
- المؤسسة العسكرية والمليشيات المسلحة
- بناء الدولة الديمقراطية والشرعية الانتخابية
- الوطنية العراقية وبناء الدولة الديمقراطية
- الرأسمالية المعولمة وروح العسكرة والعدوان
- الدولة الوطنية-الديمقراطية والمليشيات المسلحة
- الانتفاضة الشعبية والطائفية السياسية
- الوطنية الديمقراطية والطائفية السياسية
- لطائفية المذهبية وتناقضات بنيتها السياسية
- الطائفية السياسية ومخاطر النزاعات الأهلية
- الدولة الوطنية والطائفية السياسية
- التشكيلة الاجتماعية العراقية وتغيرات بنيتها الطبقية
- الدولة الوطنية والكفاح الوطني الديمقراطي
- التوسع الراسمالي وبناء الدولة الوطنية
- موضوعات حول الدولة الوطنية وشكل بنائها
- وحدانية التطور الرأسمالي ودور اليسار الاشتراكي
- النزعة الكسموبولوتية والطائفية السياسية.
- العقوبات الاقتصادية الأمريكية وخراب الدولة الوطنية
- العلاقات الدولية والنزعة الكسمبولوتية
- العولمة الرأسمالية وكفاح اليسار الاشتراكي


المزيد.....




- الجبهة المغربية ضد قانوني الاضراب والتقاعد: ضع استثنائي يطبع ...
- -يحابي الأثرياء-.. بايدن يسارع بالهجوم على -نائب ترامب-
- من اليمين واليسار.. كيف انتشرت الشائعات عن محاولة اغتيال ترا ...
- القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية: إشادة بالطالبة المتف ...
- -صدمة اليسار-.. هل تحتاج أوروبا إلى مراجعات أيديولوجية؟
- شبيبة النهج الديمقراطي العمالي تدين السلوك الأرعن لعميد كلية ...
- بيان احتجاجي: المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الانسان ...
- «انقطاع الكهرباء».. بين تخفيف الأحمال وبيزنس الطاقة المتجددة ...
- كرم الأغنياء وإيثار الفقراء.. تنافس قبلي في موريتانيا لدعم ا ...
- «أمن الدولة» تقرر حبس 70 شخصًا على خلفية دعوات «ثورة الكرامة ...


المزيد.....

- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ
- لماذا يجب أن تكون شيوعيا / روب سيويل
- كراسات شيوعية (الانفجار الاجتماعي مايو-يونيو 1968) دائرة ليو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مقدّمات نظريّة بصدد الصراع الطبقيّ في ظلّ الإشتراكيّة الفصل ... / شادي الشماوي
- ليون تروتسكى فى المسألة اليهودية والوطن القومى / سعيد العليمى
- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - المليشيات الطائفية ومخاطر الحروب الاهلية