أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - مقاربات يهودية لصفقة ترامب...لكنها كاشفة















المزيد.....

مقاربات يهودية لصفقة ترامب...لكنها كاشفة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 13:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


أعتقد أن من أهم حالات الرفض التي واجهت صفقة ترامب–كوشنير– نتنياهو هو الرفض الذي جاء من قوى يهودية صهيونية وقوي يهودية تقدمية، وإن تباينت حيثيات الرفض من قبل هذه الأطراف المختلفة، وهو تباين قد يصل حد التناقض، لكنه في كل الأحوال يعري هذه الصفقة، سواء في الاتفاق مع بعض خلاصاتها أو عبر مفهوم المخالفة لبعضها، كونها تكشف أن الصفقة تنفي الحقوق الوطنية الفلسطينية تماما.
ففي الوقت الذي رفض فيه البعض الصفقة انطلاقا من موقف مبدئي ارتباطا بعدم مشروعيتها، هناك من يرفضها بدعوى أنها تمكن الفلسطينيين من استمرار وجودهم في فلسطين، حتى لو كان ذلك في بانتوستانات منفصلة، هي عبارة عن أشلاء وطن.
هذا الموقف المغالي في تطرفه من الصفقة رغم أنها تستهدف شطب القضية الفلسطينية أرضا وشعبا، يتبناه غلاة قوى اليمين، فوزير المواصلات الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، من تحالف "إلى اليمين"، يقول، إن "خطة ترامب ليست جيدة"، ولكن لماذا ليست جيدة في نظر سموتريتش؟ هي ليست جيدة في نظره لأنه يوجد في نهايتها" إقامة دولة فلسطينية، رغم أن ما تعرضه الخطة ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالدولة، ومع ذلك يقول الوزير المتطرف إن هذا أمر لن نسمح بحدوثه في أي حال".
رفض هذا الوزير الصهيوني يعود حسب خرافات توراته إلى أن "فلسطين كلها هي أرض إسرائيل"، ولذلك فهي لهم حسب زعمه "ولن نتنازل عن أي سنتمتر منها". وهو يعتبر أن هذا الموقف "صحيح صهيونيا وأخلاقيا ويهوديا وبالتأكيد أمنيا، مثلما يشهد تاريخ 100 عام من الصهيونية".
كذبة الدولة التي تعرضها الخطة اعتبرها حزب أتباع الحاخام الفاشي، مئير كهانا، منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي "عوتسما يهوديت" برئاسة إيتمار بن غفير،" صفقة سيئة وخطيرة تجلب إلينا دولة فلسطينية تشكل خطرا على دولة إسرائيل وتسلم مناطق من أرض إسرائيل.
وإذا كان الوزير المتطرف سموتريتش يرفض صفقة ترامب، وهو رفض يعود إلى كونه ينفي أي وجود للفلسطيني في وطنه فلسطين ابتداء، استنادا إلى الخرافة الأيديولوجية، فإن رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" الإسرائيلي السابق يورام كوهين، يضيف إلى الجانب الأيديولوجي في رفضه حل الدولتين البعد الديمغرافي والأمني، فقال إن الصفقة تعني" حلول كوارث على بلادنا وعواقب وخيمة".
لذلك عبر الجنرال يورام كوهين، عن ذعر من نتائج الصفقة رغم أنها طوت صفحة حل الدولتين كما يقول إلا أن مصدر ذعره ومن موقعه الصهيوني المعادي، لأن ابتعاد حل الدولتين حسب تقديره، لا يمنع أنهم يسيرون في اتجاه كارثة أخرى، كما يقدر وهي الدولة الواحدة، دولة واحدة وجديدة.
وإذا كان انتقاد كوهين للخطة يعود لخوفه من الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين في ذاته وأينما وُجد؛ فإن الصهيوني يوسي بيلين، وزير العدل الإسرائيلي الأسبق، فإنه يرفض الصفقة كون الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط "صفقة القرن"، بزعم أنها معادية لإسرائيل.
ولكن المفارقة في مقاربة بيلين مفاوض اتفاق أوسلو في رفض خطة ترامب تنطلق من كونها في الواقع خطة معادية لإسرائيل، لأن مصلحة بلاده الحقيقة أن تكون هناك دولة ديمقراطية يهودية في إسرائيل والخطة لا تسمح بذلك.
ومأخذ بيلين على الصفقة أنها لم تستمع أو تنظر إلى الطرف الفلسطيني، وهو أمر وصفه بـ"غير المعقول"، وأن الخطة هي من طرف واحد، وبأنه لا يمكن الاحتفال بشكل أحادي الجانب.
وفي قراءة سَمَّت الأشياء بأسمائها قالت منظمة جي ستريت J Street، وهي مجموعة ليبرالية مؤيدة لإسرائيل، عن خطة ترامب "هذه ليست خطة سلام، إنه سلام مزيف، وأضافت "ستطبق إسرائيل قوانينها على غور الأردن وعلى الجاليات اليهودية في يهودا والسامرة هذا هو تعريف للضم. هذه خطة إلحاق، وليست خطة للسلام.
فيما ذهب رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق ايهود أولمرت إلى عقد مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يرفضان فيها صفقة القرن لأنها لا تحقق الحد المطلوب، مذكرا أنه وعباس كانا قد اقتربا من التوصل إلى اتفاق على حل سياسي منذ عشرة سنوات مضت،
وإذا كان رفض تلك القوى من منطلق صهيوني أيديولوجي فإن هناك قوى يهودية رفضتها من منطلق فكري وسياسي، وهو ما عبر عنه اليهود الأرثوذكس المناهضون للصهيونية في الولايات المتحدة برفضهم لخطة السلام المزعومة لأن الخطة تعمّق الأزمة، كما تتجاهل فلسطين.
كما شددوا في بيان لهم على أن خطة ترامب المزعومة «تشريع وتقنين للقمع الذي تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، أي أنها لا تهدف لحل القضية الفلسطينية»، مؤكداً ضرورة إعادة حقوق الفلسطينيين، وأضاف البيان إن: «السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط هو إعادة كافة الحقوق للشعب الفلسطيني، ووقف الاحتلال بشكل فوري، وفي هذه الحالة يمكننا العيش في استقرار وسلام مع جيراننا الفلسطينيين، كما سبق أن فعلنا قروناً من الزمان، ودون ذلك فلا يمكن لأي خطة أو صفقة أن تحقق السلام بالمنطقة».
فيما قال السيناتور اليهودي في مجلس الشيوخ برني ساندرز إنه يرفض خطة ترامب؛ كونها «غير مقبولة، ولن تؤدي سوى إلى استمرار الصراع». وأضاف على «تويتر»: «أي صفقة سلام يمكن قبولها لابد أن تتسق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة».
ووصفت إميلي ماير Emily Mayer، الشريك المؤسس لجماعة "إن لم يكن الآن" IfNotNow ، وهي جماعة يهودية تقدمية، الخطة بأنها "مفلسة تمامًا". وقالت ماير لنيوزويك "هذه حيلة سياسية لكلا الزعيمين لصرف الانتباه عن إساءة استخدامهما للسلطة، تهدف إلى مساعدة نتنياهو في الفوز بالانتخابات". وأضافت "إن الخطة بحد ذاتها هي خطة للاحتلال والسيطرة العسكرية الإسرائيلية الدائمة، وليست خطة للسلام.
وتذهب ماير إلى القول إنها ببساطة استمرار لاستراتيجية ترامب منذ دخوله منصبه: حرمان الفلسطينيين من حقوقهم وحرمانهم من إدارة دولتهم، وحتى من هويتهم".
كما صرحت الحاخام اليسىا وايز Alissa Wise المدير التنفيذي المشارك لـمنظمة "صوت اليهود من أجل السلام" لمجلة نيوزويك بأن إدارة ترامب كل "قراراتها تتناقض بالفعل مع القانون الدولي بشأن عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وضم هضبة الجولان ووضع مدينة القدس، في حين تعمل إدارته بخفض كميات هائلة من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ".
وأضافت وايز: "ستعمل هذه الخطة على توسيع نطاق تمكين إدارة ترامب من سرقة الأراضي الفلسطينية واستمرار إخضاع الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم الإنسانية. وأي خطة يتم إعدادها دون دعم ومشاركة الفلسطينيين هي منحازة منذ البداية."
بينما قال هالي سويفر Halie Soifer، المدير التنفيذي للمجلس الديمقراطي اليهودي الأمريكي في بيان أصدره، "إن حل السلام القابل للحياة يتطلب مساهمة من الجانبين. وأكد "إذا تعلمنا شيئا من مفاوضات السلام خلال العقود الثلاثة الماضية، فهو أنه لا يمكن فرض حلول من الخارج. يجب الاتفاق عليها بشكل متبادل بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية.
وفي الختام مع أننا نعتقد على ضوء كل ذلك أن مواقف بعض اليهود أفضل كثيرا من مواقف بعض النظام الرسمي العربي، لكن ليس هذا هو المقصود من هذه المقاربة، فالمقصود هو كشف أن هذه الموقف اليهودية على تباينها، وسواء انطلقت من مواقف أيديولوجية تنفي الوجود الفلسطيني، أو مواقف تطالب بحل أقل انحيازا، أو مواقف مناصره للحقوق الفلسطينية، فإن أهمية هذا الرفض على تنوع منطلقاته، هو في كونه رفضا كاشفا لبؤس هذه الخطة؛ التي عبرت عن رؤية عقل سياسي يقفز عن الحقائق والمنطق والقانون وكل الشرعيات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ويتماهى وبشكل مَرَضِي في مصالح الكيان الصهيوني الغاصب، وبما يخالف عشرات القوانين الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها تجريم الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، في حين أن من أبجديات علم السياسة أن مفهوم الحل هو كونه حلا يتطلب موافقة الطرفين، وهو ما تجاهلته خطة ترامب، فهو قرر مع شريكه نتنياهو، ثم أتى إلى الفلسطينيين يطالبهم بالتوقيع على نفيهم لأنفسهم، وهذا السلوك بقدر ما يعكس العنجهية وعقدة التفوق والاتكاء على فرط القوة، فهو بالتأكيد يعكس في وجهه الآخر درجة لا بأس بها من الغباء السياسي.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات / صلاة استخارة...!/ الواقعية المعكوسة
- البرهان...خطوة لقاء نتنياهو بلا برهان
- الصفقة المستحيلة... -فلسطين ليست عقارا يسوقه السمسار الرئيس- ...
- مشاكسات أيهما الأحمق؟ .... -لعم- للتنسيق الأمني...!
- الصفقة المستحيلة... -فلسطين ليست عقارا يسوقه السمسار الرئيس- ...
- مشاكسات ... عدالة أمريكية...! تقدير مصري للصفقة...!
- الحوار...مفتاح حل تناقضات قوى المجتمع الواحد
- مشاكسات / انتخابات ... دور مشبوه
- مشاكسات.... غضب أمريكي... سفير أم ناشط سياسي؟
- العنف...بين السلوك الغريزي والثقافة المكتسبة
- مشاكسات / تبرؤ...! عقل السمسار...!
- العناد السياسي ...وصفة لغياب العقل
- مشاكسات...تبرير العدوان... لغة مفارقة...!
- الديمقراطية...التداول...وليس التمكين
- مشاكسات / ديمفراطية المحاصصة ... وارث زعامة..!
- في جدلية العلاقة بين الديمقراطية والمواطنة
- مشاكسات ...السارق يريد تعويضا ... النفوذ الروسي يقلق واشنطن!
- نظرية المؤامرة بين التفكير التآمري والتفسير التأمري
- مشاكسات أحلام الشاطئ الرابع ... بين الحماقة والمراهقة..!
- -حب ترامب -...جعل حل الدولتين -مستحلا-


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - مقاربات يهودية لصفقة ترامب...لكنها كاشفة