سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 00:35
المحور:
مقابلات و حوارات
عندما كنت اقرا امس عن انتحار كارولين فلاك مقدمة برنامج حب الجزيرة الانكليزية ذهبت فى جولة تفكير فى الحياة .
اول ما تذكرت مسرحية اعتقد ان مؤلفها ارمنى عنوانها اهلا بك الى هذا العالم او شىء من هذا القبيل .اى انها كلمات للترحيب بطفل ولد حديثا.لكن من يدرى كيف تمضى الحياة !!!
يقول ابو العلاء المعرى
ان حزنا فى ساعة الموت
اضعاف سرور فى ساعة الميلاد!
امر محزن رؤية امراة جميلة مثل كارولين كانت تقدم برنامجا ناجحا و متابعا من قبل الكثيرين تنهى حياتها بهذا الشكل.
قرات عن مشاكلها .يبدو انها خليط من مشاكل عاطفيه و ربما مهنية .و يبدو انها وصلت لقناعة ما انها خسرت كل شىء و هو امر مؤسف لان الامر كما اراه ليس كذلك .لكن من يدرى كيف يفكر البشر عندما يقعون فى ازمات قوية .
لكن ماذا نستطيع ان نفعل ازاء هذه الامور؟ عرفت حالات انتحار منها حالة كنت اعرفها جيدا لامراة عرفتها اعواما طويلة و كانت زميلة لى.
.كانت قد حاولت الانتحار فى المرة الاولى لكن تم انقاذها .كانت بالفعل امراة متميزة بكل معنى الكلمة . كانت امراة رقيقة بلا حدود , بل كنت اعتقد انها ملاك جاءت بالخطا الى الارض .
و ذات مرة دعيتها لنتحدث فى الداون تاون.و اتذكر اننا التقينا فى مقهى غيناريوس على الطابق الثانى و هو مقهى اغلق منذ حوالى خمسة عشرة عاما.
جلسنا بضعة ساعات نتحدث و كنت مقتنعا من خلال حديثها انها ستنتحر عاجلا ام اجلا.كانت فكرة الانتحار مسيطرة على تفكيرها الى درجة لم تجدى كل محاولاتى للتاثير عليها .اخر اللقاء قلت لها بنبرة غضب تذكرى ما اقول ان انتحرت لن اسامحك ابدا ..
انتحرت بعد حوالى عامين من هذا اللقاء .تم احراق جثمانها و ذهبت فى الجنازة و كان يوما سيئا و بارد جدا لا انساه منذ حوالى خمس و عشرين عاما .كانت فكرة حرق جثتها تبدو رهيبة لى.
اعرف ايضا حالة انتحار لامراة اخرى و كنت اعرفها معرفة سطحية و قد تعرفت عليها من خلال اختها التى كانت ممرضة عملت فى فلسطين فى مجال التضامن..كانت امراة فى غاية الجمال و كانت ناجحة فى حياتها و كانت تبلغ ذلك الوقت بحدود السادسة و العشرين .
و ذات يوم اخبرتنى اختها انها انتحرت .ذهبت للتعزية و لم افتح الموضوع لانى اعتقد ان من الافضل ان يظل المرء صامتا فى مثل جو كهذا .
عندما يتحدث المرء مع اصدقاء نرويجيين حول هذا الامر .يكونون عادة مقلين فى كلامهم .ربما معهم الحق .لان المرء عادة لا يعرف ما الذى يقوله سوى كلمات من نوع هذه هى الحياة !هل حقا هذه هى الحياة اتساءل ؟لا ادرى و لكنى اعرف انها قد تكون قاسية فوق الاحتمال لمن يعانى المشكلة .و بالرغم من عدم تاييدى للفكرة لكن اقول لنفسى ما الذى يعرفه المرء عن هواجس الانسان حين يقع فى ازمات كبيرة لا يجد او يهى له على الاقل ان لا سبيل لحلها
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟