أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - للواقع وجهة أخرى














المزيد.....


للواقع وجهة أخرى


مزهر جبر الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 16 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحى. لكنه لم يزل.. سمعت الجملة التى لم تكتمل، كأنها قادمة من مكان بعيد؛ كان الصوت الذي بثها، فيه، الكثير من الرقة والدفء، صوت انثوي، شجي. ثمة اصوات اخرى في المكان، بدت لي غير واضحة بالمرة، لكنها سرعان ما اختفت وعم المكان سكون من الرهبة والخوف والترقب. في رأسي، تدوي الكثير من الاصوات مع مشاهد صوتية، كثيرة ومتناقضة لايربطها رابط، تتدافع في مسامعي مع القليل من المشاهد الصورية، مشوشة على اشد ما يكون عليه، التشويش.. خرجت من غرفة الأساتذة التى لم يكن فيها غيري، أذ، لم يحضر البقية في هذا اليوم، الوقت كان قد اقترب من الساعة الحادية عشر ظهرا او ان الوقت كان قريبا من الظهر، ساعة يدي، تشير الى هذا الوقت؛ لم أتفجأ بالسكون والهدوء، منذ بدأت التظاهرات والكلية يسود فيها السكون والصمت، كان كل شيء هادئا جدا، ممرات الكلية شبه فارغة إلا من بعض الطلبة هنا وهناك، وكذلك الحدائق الصغيرة المنتشرة بين الممرات، على غير ما كانت عليه، من الضجيج التى تحدثه حركات الطلاب والطلبات وحوارتهم، في مثل هذا الوقت من كل صباح، قبل أيام.وأنا امر، بعد أن خرجت من غرفة الاساتذة، من امام باب الكافتريا من غير ان ألتفت إليها او الى بابها، لأني كنت على يقين من ان لا أحد فيها، في هذا الوقت كما هو وضعها، الذي صارت عليه، منذ ايام.: أستاذ مصطفى. فوجئت بصوت دكتور وسام، صديقي، يناديني. كان يقف على عتبة باب الكافتريا،عندما عبرته ولم أنتبه له أو لم ألتفت إليه، أصلاً.: حالته غير ميؤس منها........لن حاو ل م رة أخر..ى....... عاد الصوت الشجي مرة أخرى، يرن في أذاني، لم تكن الجملة واضحة كما كانت عليها، الجملة السابقة. كان الصوت كما الطنين الماتع لفراشة طائرة أو مجموعة من الفراشات، تحلق بالقرب من رأسي، كان الطنين يعود ومن ثم يختفي بسرعة. بغتة كما الحمامة التى قذفت بها الرياح العاصفة، كنت قد ارتفعت الى الاعلى، لم ابصر اي شيء سوى، بعد برهة، رأيت أعمدة من نار ودخان، تتصاعد وتلتف من حولي. وصوت استاذ وسام؛ يلومني على عدم الانتباه له، حين بدأ يشرح لي الوضع من وجهة نظر علم الاجتماع السياسي: عندما افكك الوضع الذي وصل إليه، الوطن، أخذ في الاعتبار جميع معايير علم الاجتماع السياسي أو الاسس العلمية التى يقوم عليها الربط بين المجتمع وما ينتج من سياسة او سياسيين وبين علم السياسة، في أحايين كثيرة؛ يتكفل السياسيون وبرامجهم في أعادة صياغة المجتمع، صياغة قهرية، تتناقض كليا مع طبيعة المجتمع وما تحَصل عليه، عبر عقود، من تطوير وتنوير.لايمكن لظرف الواقع، أن يأتي من فراغ، لابد في هذه الحالة من عوامل وعناصر فاعلة ولها تأثير في صيرورة ظرف الواقع هذا، مع هذا، لايمثل هذا الواقع؛ الحقيقة التى تظل قوية وفاعلة، تحت سطح الاحداث وصيرورتها، للحقيقة صيرورة متناقضة تماما مع صيرورة ظل ظرف الواقع هذا، في الحركة والفكرة وبوصلة الاتجاه. لذا، ما أن يضعف ويتفكك السطح الذي يتحرك عليه، ظرف الواقع الذي تخادم ويتخادم مع عناصر وعوامل كينونته مع الحوامل الوضعية المجتمعية، سالفة الذكر..من هذا المدخل بالامكان فهم وتفكيك، الحراك الشعبي في البلد، حراك، لم يحدث، عبر عقود مديدة، ما يماثله، بالمطلق.: شفتاه تتحركان..سمعت هذا الصوت الرقيق، رقيق بافراط، رقيق حد الدهشة. المؤسف قلت مع نفسي تقول جملة واحدة غير مكتملة ومن ثم تصمت صمتا تاما.وددت ان اسائل نفسي عن السبب، لكني لم اتمكن من أن أسألني، فقد مسكني من كتفي، صديقي، دكتور وسام، عندما خرجنا من البوابة الواسعة للكلية، سرنا معا الى سيارته المركونة بالقرب من البوابة، وهو يقول: لنذهب الى ساحة التحرير.في نيتي اعداد دراسة عن التظاهرات،عليه تراني أذهب إليها باستمرار كي اقف على حقيقتها حتى تكون دراستي عنها واقعية وموضوعية وعلمية في آن واحد.لذا تراني ادون ملاحظاتي عنها وأنا في ميدانها..لاأزال معلق في الفضاء بين الدخان والنار. لم ابصراي شيء، جميع الاشياء والمعالم اختفت من امامي ولم يعد فيها، غير الاصوات التى اسمعها بين الفينة والفينة، الصوت الوحيد الذي ظل راسخا وثابتا؛ هو دوي الانفجار الذي حتى هذه اللحظة التى أنا فيها اسبح في السماء بين فتائل النار وسحب الدخان. حين وضع صديقي رزمة الاوراق والقلم والهاتف الجوال في حقيبته، قال لي: لنذهب الآن. أنصت بقوة وبكل ما في مسامعي من تركيز على ساحة الجلجلة وما يصطخب فيها من هتاف.. من المؤسف أني على الرغم من تركيزي على الاصوات، لم اسمع ما تقول بوضوح، ربما السبب هو اختلاط مخارج الاصوات مع أخرى غيرها، أكثر صخبا منها. قلت مع نفسي. الصوتان الوحيدان اللذان كانا واضحان هما؛ صوت المرأة الرقيق، كنسمة ربيع، وصوت صديقي: أغلق الباب، الباب لم يغلق..فتحته ومن ثم أغلقته بقوة. ما أن أدار صديقي محرك التشغيل، حلقت بي أجنحة السعير الى السماء العميقة. في مكاني المعلق في الفضاء، لم أر صديقي، ولم أر اي شيء سوى، طنين الاصوات كأنها ناطة من قاع بئر شديد الظلام، أو أنها صاعدة نحوي من العمق السحيق لقعر جب.: دكتورة هيفاء، سوف يبقى على هذه الحالة ربما ساعات وربما ايام وربما أسابيع وربما اشهر وربما أكثر..



#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سُهَادٌ في الليل
- لقاء البرهان ونتنياهو ما له وما عليه
- مخاطر التدويل للوضع في العراق
- ايران الدولة حاجة ستراتيجية امريكية وليس ايران النظام..
- الربط، ربطا عضويا، بين تصفية القرن وما جرى وما يجري في المنط ...
- المشروع الامريكي الاسرائيلي لبلقنة العراق
- النفط والغاز حاجتان ستراتيجيتان امريكيتان
- مجزرة القوات الامريكية في العائم، هل هي لمحاربة الارهاب ام ه ...
- انتفاضة الشعب العراقي واللحظة التاريخية المتاحة الآن لنهوض ع ...
- خطة الولايات المتحدة لدفع خصميها، الاتحاد الروسي وجمهورية ال ...
- قراءة في موازنة وزارة الدفاع الامريكية، النوايا والاهداف
- قراءة في كتاب الزمن المستعمل للكاتبة البيلاروسية، سفيتلانا إ ...
- قراءة في كتاب فتيان الزنك للكاتبة البلاروسية، سفيتلانا..
- اعطاب ناقلات النفط...اسقاط الطائرة الامريكية المسيرة، عالية ...
- قراءة في المجموعة القصصية، كتاب الحياة، للقاص عبد الامير الم ...
- التوتر شديد التوتر بين ايران والولايت المتحدة،ماذا؟ والى اين ...
- تراجيديا الليالي المعتمات
- قراءة في رواية المخطوطة الشرقية للروائي واسيني الاعرج
- عالم تتحكم فيه، امريا لهو عالم فيه الكثير من القسوة والظلم
- النظام الاشتراكي في فنزويلا بين الاستقلال والعقوبات الامريكي ...


المزيد.....




- قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها ...
- فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط ...
- حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز ...
- قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف ...
- أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن ...
- اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح ...
- بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال ...
- أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل ...
- بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز ...
- الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مزهر جبر الساعدي - للواقع وجهة أخرى