أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - النفاق البورجوازي














المزيد.....


النفاق البورجوازي


سعيد زارا

الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 15 - 17:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


" لدى البورجوازيين اتجاه الحيوانات حنان ملائكي، انهم يشعرون مقربين اكثر الى الحيوانات من العمال." بول لافارغ


من بين السلوكيات الاستهلاكية التي عممتها البورجوازية الوضيعة بعد تسيدها هو تعميم امتلاك حيوانات الرفقة من قطط و كلاب ... و الزيادة في مصاريف رفاه هذه الحيوانات، فقد انفق مواطنو امريكا الشمالية على ما يلزم رفقة هذه الحيوانات لهم ما يزيد عن 43 مليون يورو سنة 2017 و خلال نفس السنة صرف مواطنو اروبا الغربية ما يفوق عن 25 مليون يورو ، و المصاريف على هذا النوع من الرفقة في تزايد مستمر. تحظى حيوانات الرفقة بحنان و اهتمام من لدن مالكيها لم و لن تحظ به من جنس فصيلتها، فهي محمية من طرف القانون حيث سوء المعاملة يؤدي بصاحبها الى غرامة مالية تصل الى 750 يورو في فرنسا، و تنعم بلقاحات كل سنة ومتابعة طبية و ابعد من ذلك منها من ينعم بالتجميل و معاينة الطبيب النفسي المختص.

تؤكد العديد من الدراسات ان مالكي حيوانات الرفقة يتمتعون بلياقة بدنية احسن من غيرهم و انهم اقل توترا. لكن لكي تنعكس رفقة هذه الحيوانات بمثل هذه الفضائل يتوجب على مالكيها ان يكونوا مسبقا مهيئين لهذه الفضائل و هو ما يعني ان الناس الذين لا يبدون اهتماما لرفقة هذه الحيوانات لا ينعمون بهذه الفضائل بعد امتلاكهم لها. البورجوازية الوضيعة الان و هي الطبقة السائدة في العالم اجمع تدفع بالإنسان الى الانغلاق عن نفسه و تغرقه في الفردانية فأدوات انتاجها الوضيعة تجعل منها عدوة لكل انتاج جمعي و بالتالي لكل تفتح الانسان عن الاخر، فلا غرابه اذن ان يلقى الانسان الفرد الحالي عزاءه في رفقة الحيوانات لعله لن ينخدع في شعوره الحنون نحوها بعد ان تأكد من وحشية الفردانية التي يغرق فيها المجتمع.

ان هذه السلوكيات المتزايدة انما تعكس طبيعة طبقة البورجوازية الوضيعة المنافقة بشكل عام، و لكأن المجتمع الانساني شبع حنانا ففاض عليه ليعم الحيوانات التي ترافقه. اما واقع الحال فيقول عكس ذلك حيث الانسانية لم تنحط كما اليوم حيث الاستغلال البشع للطبقة العاملة و لكل موارد الطبيعة و على قائمتها الموارد الحيوانية.

نفاق البورجوازية هذا يثير الاشمئزاز فهي الحنونة عن اجناس الحيوانات النادرة و المدافعة عن حفاظها لتنتهي فراء بعض هذه الاجناس على اعناق نسائها الفاتنات، ناهيك عن الشروط السيئة التي استغلت فيها الطبقة العاملة لإنتاج تلك الفراء.

تناضل جمعيات الدفاع عن الحيوان على ان لا تتعذب الحيوانات المنقادة الى المسلخ و هي تذبح ، كما الطبقة العاملة لا يجب ان تنتبه لمن ينهبها حيث اصحاب المعارف يبادلون منتوجاتهم المعرفية بالسلع بأضعاف مضاعفة دون ان يعي البروليتاري من امتص دمه فعلا.

تعمم هذا السلوك حتى اصبح ذو الدخل المحدود يتباهى بامتلاكه كلبا و قطا ينفق عليهما من ما تحتاجه عائلته الادمية. فهو مستعد ان ينفق المزيد على هذه الحيوانات لان حنانه لن يذهب سدى مادامت هذه الحيوانات وفية لا تغدر به. و هو من حيث لا يدري انه اصبح ضحية النفاق البورجوازي الذي يتعمق مع تعميم الفردانية لترى الناس يتجولون فرادى رفقة قططهم و كلابهم و هم يتظاهرون بالسعادة عوض التجول مجموعات تتقاسم الآراء و المشاعر الانسانية الحقيقية.


البورجوازية الوضيعة تفضل ان ينعم من يرافقونها من الحيوانات بحنانها دون بني البشر.



#سعيد_زارا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وراء تقادم القيم الاستعمالية المتسارع ؟؟؟ او التقادم المب ...
- سمير أمين يخون الإنسانية
- بمناسبة الذكرى المئوية لثورة البلاشفة.
- الخدمات: حجر العثرة التي زلت عندها أقدام -الماركسيين- (1)
- مؤشر الإنتاج الصناعي و حسين علوان حسين
- -مفارقة النمري- تصحح -مفارقة تريفان paradoxe de Triffin-
- هل للماركسية -مستقبل-؟
- مساهمة في نقد خلاصة قراءة الرفيق النمري المختلفة للتاريخ
- عندما يدافع الاسدي عن الأسد...!!!
- حقيقة المخابرات السوفياتية
- -كل ما أعرفه هو أنني لست ماركسيا-
- مات ستالين ذبلت الاشتراكية
- ثروة -الأمم- الاستهلاكية
- -صنع في أمريكا- بين ترغيب اوباما و تهديد ترامب.
- حول شيوعيي البورجوازية الوضيعة
- ضباع البورجوازية الوضيعة الروسية تغرق في الفاشية
- رأسمالية بدون رأسماليين !!! حوار مع الرفيقة نجاة طلحة
- من هناك نبدأ و من ثمة المنعطف.
- حول ملخص كارل كافيرو لرأس المال
- رأسمالية بدون إنتاج بضاعي !!! حوار مع الرفيق حسقيل قوجمان.


المزيد.....




- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...
- مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين ...
- إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا ...
- حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا ...
- افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة ...
- الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان ...
- -ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني ...
- كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
- جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سعيد زارا - النفاق البورجوازي