فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6492 - 2020 / 2 / 14 - 16:42
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لأن نظام الملالي، هو نظام إستبدادي شمولي يعتمد على أفکار وقيم قرووسطائية فإن التغيير السياسي في إيران يمکن إعتباره واحدا من المواضيع بالغة الصعوبة والتعقيد خصوصا بعد تعاظم الدور السلبي له منذ 41 عاما، والذي تجاوز ليس الحدود الايرانية فقط وانما حدود منطقة الشرق الاوسط بحالها بحيث جعل من قضية التدخلات الايرانية في بلدان المنطقة، قضية تمس السلام والامن والاستقرار على المستوى الدولي. ولهذا فإنه وفي الوقت الذي يطالب فيه الشعب الايراني وبإلحاح بتغيير هذا النظام الذي لامثيل له إلا في القرون الوسطى، فإننا يجب أن نعلم بأن بلدان المنطقة والعالم تنتظر هي الاخرى على أحر من الجمر لإجراء تغيير سياسي في إيران يتم بموجبه وضع حد للتدخلات هذه.
السؤال هو: هل التغيير السياسي ممكن في إيران من داخل نظام ولاية الفقيه نفسه؟ هذا أمر يمکن إستبعاده تماما لکون هذا النظام أضفى على نفسه هالة من القدسية وجعل بقائه إرادة سماوية، والحقيقة فإن هذا النظام يكاد أن يشبه النسبة الثابتة فهو لا يقبل أي تغيير مهما كان شكله ونوعه وحجمه ويؤمن بأمر واحد وهو وجوب أن يخضع العالم کله لسيطرته وأن تمتثل لأوامره!
الرهان الدولي على مزاعم الاعتدال والاصلاح التي تمشدق بها الملا خاتمي ومن بعده الملا روحاني کثيرا، أثبتت الايام خيبته وعدم جدواه خصوصا بعد الاجراء الاخير الذي إتخذه مايسمى بمجلس صيانة الدستور عندما منع إعادة ترشيح أغلبية التابعين لجناح الملا روحاني وهو ماأثبت بأن الاصلاح والاعتدال لاوجود له إطلاقا مع بقاء النظام ووجود الولي الفقيه ومٶسسات بوليسية نظير مجلس صيانة الدستور، هذا الى جانب إن أدعياء الاصلاح والاعتدال الذين حكموا، ويحكمون الان إيران، لم يخطوا ولو خطوة واحدة بذلك الاتجاه وانما ظلت مزاعمهم مجرد ألفاظ وكلمات رنانة لا تجد لها من سبيل على أرض الواقع.
إدا كان طرح موضوع التغيير قبل أکثر من عقدين في إيران أمرا غير ممكنا لكنه اليوم وبعد إنتفاضات 28 كانون الاول2017 و15 تشرين الثاني2019 و11 کانون الثاني2020، فإنه قد أصبح ممكنا لأن كل الاوضاع والظروف والتطورات الداخلية والاقليمية والدولية تدعو لذلك وتجعله أمرا ممكنا خصوصا بعد أن صار الشعب ومنظمة مجاهدي خلق متحدان في جبهة نضالية واحدة ترفع شعار إسقاط النظام، وقد بات واضحا بأنه لم يعد هناك من أي مجال للمساومة أو القبول بأنصاف الحلول خصوصا وأن أوضاع النظام من مختلف النواحي تثبت بإستحالة بقائه وإستمراره وإن إسقاطه أمر ممکن ولامناص منه أبدا.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟