أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار ماضي - تنهدات ذاتية 7














المزيد.....


تنهدات ذاتية 7


نزار ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 19:14
المحور: الادب والفن
    


1
أفي غلطتي الأولى تمادت ولادتي .. ولدتُ مسنّاً في عراقٍ مشتّتِ
فقاسيتُ ما قاسيتُ همّ طفولةٍ .. فشاققتُ ديني واحتقرتُ عشيرتي
وعشتُ بليدا حاملا همَّ غايةٍ .. توسّلتُ بالفوضى فضاعت حميّتي
نجوتُ بقلبٍ فيه ماجت قصيدةٌ .. وجوديّةُ الألفاظ من نبعِ غربتي
فأفسدتُها لمّا استقام رويُّها..وعاثَ اغترابي في حروفِ قصيدتي
............................................
2
إن كنتُ كفّاراً فأنت منافقُ .. حسبي من الإسلامِ أنّي صادقُ
إنّي انتميتُ إلى الشيوعي مدّةً .. لكنني في المرّتينِ السامقُ
فنهلتُ منهم إذ نهلتُ ثقافةً .. ورجالُ دينِكَ في الفسادِ عفالقُ
في الجبهة اللخناءِ هاجَ جدالُنا .. هذا يخالفني وذاك يوافقُ
ثمّ انفصلتُ وللرفاقِ محبّةٌ..نعم الشبابُ وفي القلوبِ زنابقُ

.................................................
3
جئنا إليهم وفي أذقاننا خَبَلٌ .. وليس ينفعُ فيهم ذلك الخبلُ
وعندهم شرفٌ يعلو على شرفٍ..لا يفسدونَ وإن كانت بهم عللُ
هذي الثلاثون مرّت وهي حافلةٌ..ولم أزلْ في جنان الغربِ أحتفلُ
قطوفها وظباءُ الحانِ دانيةٌ .. ليست لديهم خطايا إنّها قُبَلُ
كيف افتراسي ملذّاتٍ تراودني..وفي بلادي ربيعُ النارِ يشتعلُ
...........................................
4
خيالي ليس تعنيهِ المعاني .. بلِ الألفاظُ كالسبعِ ٱلْمَثَانِي
ربحتُ العلّةَ الأولى ولكن .. غريبا عشتُ كالملكِ المُهانِ
كأنّي بومةٌ بلهاءُ تعلو .. وتهبطُ في خرائبها الحسانِ
أبادلُها التساؤلَ كلّ حينٍ .. وأشربُ نخبَها في كلّ حانِ
بلا حسبٍ ولا نسبٍ وحيداً .. بأرضِ الرومِ أرفلُ بالهوانِ
..................................................
5
طوى نفسَهُ في علبة الربّ وارداً .. وأصدرها للعالم المتحضّرِ
وجوديّةً سمحاءَ تزهو حروفها .. تلقفها مارسيل من بعدِ هيدجرِ
ترامت وبرداييف رامَ خباءها .. ومن سارترٍ راحت تلوحُ ليَسْبرِ
على البير كامو إذ رستْ في صفائها..فأغرى بها سيزيف صخرةَ مقفرِ
سلامٌ على سورين أوّل كاشفٍ .. على دفّتيها في وجودٍ وجوهرِ

......................................
6
على صفحات الفيس قرّت عيونُنا.. وأزهرت الأدغالُ من كلّ جانبِ
تجمعت الأقران وانتطحت بهِ .. ففاضت علينا غابراتُ الرواسبِ
فيغريكَ موهوبٌ جميلٌ كلامُهُ .. وآخرُ موهومٌ قليلُ التجاربِ
وتلك الجميلاتُ الحسانُ تنوّرت .. أحاديثُ أحلى من جميع المذاهبِ
فدع عنكَ أقوالا تهافتَ قبحُها..روافضُهم ثولانُ مثلُ النواصبِ
.............................................
7
كان اللقاءُ سريعاً والفتى قلقاً .. هل تغفرينَ له يا بنتَ بغدادِ
لأربعينَ مضت والسرُّ يحرقني..لم أدرِ ماذا جرى في روضة النادي
للنون والقلمِ المغروزِ في كبدي.. إذ ينبعُ الشعرُ في صرفِ وإيرادِ
كيف الخلاصُ وهذا الشعبُ مشتبكٌ.. ما بين لطمٍ وتطبيرٍ وإلحادِ
لا يقبلون غريباً في مجالسهم .. والرأيُ منفردٌ في صوتِ آحادِ
..............................
8
لا تبعدوا الكأسَ لكن قرّبوا أجلي ..هلّا رأيتم قميصي( قُدَّ مِن قُبُلٍ )
يا أيها الملتحي الراخي عمامتَهُ .. حبستَ عقلَكَ بينَ القشرِ والبصلِ
فَٱعْبُدْ بعيركَ واشربْ بولَهُ نجسا .. إنّي سأشربُ خمرَ العاشق الثملِ
مبادئي مثلُ أضلاعي مقوّسةٌ .. أرتابُ فيها كوضْعِ السمّ في العسلِ
بغدادُ والنعراتُ السودُ تحكمُها .. والشامُ تلحقُها في عالم الخَبَلِ
................................................
9
لا تسأل الأقدارَ كيفَ تسيرُ .. مرضي قديمٌ مزمنٌ وخطيرُ
من ذا يؤاخذني وعقلي لاعبٌ .. سرطانُ مخّي ساعةً ويثورُ
عد يا نزارُ إلى العراقِ ولا تقل .. بلدُ اللجوءِ مخمّلٌ وحريرُ
أحسبتَ نفسَكَ للفرزدقِ صنوَهُ .. أم أنت في سدّ الفراغ جريرُ
هذا هُراؤكَ لا يساوي نملةً .. لا تشتبك معهم فأنت كسيرُ
...................................................
10
مذ أربعينَ الكاظميةُ طوّحَتْ .. بي للعواصمِ فامتطيتُ شبابي
بيروتُ صادتني فصرتُ مقاتلا .. بالبندقيّةِ والقريضِ النابي
والشامُ ما أبهى دمشقَ وماؤها .. كالسلسبيلِ برفقة الأصحابِ
كم كنتُ مسرورا بأحلى رفقةٍ .. زملاءَ في كليّة الآدابِ
واليومَ في الدنمارك تهدأُ ثورتي..طهّرتُ في حاناتها أثوابي



#نزار_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة مواطن
- يوميات الانتفاضة 5
- يوميات الانتفاضة 4
- وداعا محمد شحرور
- يوميات الانتفاضة 3
- ذكرى الجواهري
- يوميات الانتفاضة 2
- يوميات الانتفاضة 1
- إلى الحُطيئة
- تنهدات ذاتية 6
- تنهدات ذاتية 5
- سيّد القمني رائد التنوير
- تنهدات ذاتية 4
- اعتراف متأخّر
- تنهدات ذاتية 3
- إلى علاء مشذوب
- 8 شباط الأسود
- يوميات عراقية 6
- يوميات عراقية 5
- يوميات عراقية 4


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار ماضي - تنهدات ذاتية 7