أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور (2 )














المزيد.....

حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور (2 )


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 16:15
المحور: الادب والفن
    


يأتى على الفنانون خلال مرحلة ما من حياتهم اوقاتا تطول او تقصر من الخوف من اضمحلال قواهم الابداعية، فكثرا ما تعترض الفنان اوقات يكون خلالها عاجزا عن الابداع ويشعر وقتها ان كل شيىء فى نظره اصبح صامتا
وتصبح ادواته الفنيه من نغم او ريشه او قلم جافية وكسولة ، وكأن لم يكن بينه وبينها الفة وطول صحبة
وكثيرا ما يستسلم الفنان لهذا الخاطر وخاصة بعد فورة الشباب الاولى فيقطع ما بينه وبين الفن
وما يجعل الشاعر يستمر هو ان يهتدى الى منابع جديدة للالهام الشعرى تتجاوز صورته العاطفية الاولى الى افاق جديدة من رؤية الحياة والانسان بعامة
ومثال ذلك فى اقطاب الشعر الحديث فى عصرنا بريخت ، اليوت ، ارجون وغيرهم على اختلاف زوايا الرؤية التى يتبعونها
ولعل صمتا جليلا مثل صوت رامبوا فى اواخر القرن الماضى كان مرده ان الناراللاهبة قد خمدت ولم تستطع النار الهادئة ان تنضج الشاعر الدؤوب
وعلاقة الشعر بالفكر عند نقادنا القدامى غائبة حتى ان بعضهم يخرج المعرى العظيم عن دائرة الشعر لميله للفكر
وعلاقة الشاعر بالفكر لاتنبع من ادراكه لبعض القضايا الفكرية بل من اتخاذه موقفا حياتيا من هذه القضايا فيما يكتبه ، لان الشاعر انسان اولا وهو بهذه الصفة يعيش وينفعل ويفكر ويعمل
فالشاعر يتمثل افكاره لتتحول فى نفسه الى رؤى وصور كما يتمثل النبات ضوء الشمس ليحوله الى خضرة مظللة وزاهية
ويتسائل الكاتب هل يمكن فصل اللون عن الرائحة فى زهرة ؟
وربما كان منبع قضية الذاتية او الموضوعية هو بتصور بعض النقاد ان الشاعر يعبر عن الحياة فحسب ، او على التجاوز يعبر عن نفسه وعن الحياة ، فهو اذا عبر عن نفسه شاعر ذاتى ، بينما هو شاعر موضوعى اذا عبر عن الحياة
وهذه القسمة الثنائية هى افة الافات فى المقاييس النقدية ، حين تقيم تضاد بين العقل والحس وبين الروح والمادة وبين الانسان والكون
على ان كل هذه المضادة لاتقوم الا فى الذهن الشكلى فقط ، فلا احد يعلم اين ينتهى العقل او يبدأ الحس ، ولا احد يستطيع حتى الان ان يفرق بين عوالم المادة وعوالم الروح، والانسان والكون موجودان متلازمان فليس الكون الا صورته النهائية مشكله فى اللغة الانسانية
وقد ذهب ناقد شهير هو بينوتو كروتشيه الى انكار ان يكون فى الحياة او الطبيعة اى جمال
فما الحب لولا حديث الشعراء المحبين مثل دانتى والمجنون ، وما الوجد لولا تأملات الصوفية فيه ، وما الغيرة لولا عطيل ، وما الجنون لولا هاملت وما التشاؤم لولا ابى العلاء
والشاعر حين يبدأ حياته الشعرية عادة يكون اقرب الى الذاتية وربما كان جنوحى للذاتية فى بدايتى اننى ولدت بين صفحات المنفلوطى، وجبران خليل جبران
وبكيت مع سيراتو دى برجراك وماجدولين وانا فى العاشرة من عمرى ، ولا زلت اذكر هيئتى بجلبابى وخفى بضم الخاء ( حذاء خفيف ) وانا انزوى فى ركن صغير من فضاء مهمل وراء بيتنا فى الزقازيق التهم ما يلقنه سيراتو دى برجراك لغريمه من بديع القول
وقد ظل المنفلوطى معبودى حتى تعرفت على جبران خليل جبران فى الارواح المتمردة فبكيت مع سلمى، وحين اقول بكيت لا اتحدث بالمجاز ، بل اعنى اننى كنت اجهش بالبكاء فى وحدتى
وقادنى جبران الى قراءة كتاب ميخائيل نعيمة عنه ومن هذا السبيل دخلت فى سن الخامسة عشرة الى عالم غريب مفزع هو عالم نيتشه
وكنت اعتقد ان نيتشه هو الاب الروحى للنازية ، ولكنى كنت اكذب الخبر ، كما تكذب شائعة مريبة عن صديق حميم ، حتى صدق حدثى عندما قرأت ترجمة حديثة لكتاب هكذا تكلم زرادشت تدفع عن نيتشه تهمة الابوة الروحية للنازية والعنصرية تلك هى ترجمة هولنجديل الصادرة فى عام 1961
وعندما وقفت على عتبة عامى الخامس عشر كنت قد امضيت عامين قادرا على نظم الشعر الموزون
وكان فرحى غامرا فالشعر سيد الكلام وانا شاعر ، وهذا يصيب الانسان باحساس المغايرة والتميز عن اقرانه وانداده، فهو يقدر على ما لا يقدرون
وهذا الاحساس بالتميز يثقل القلب ويدفع الى الوحدة وانا اتحدث عن ظنى فى هذا الوقت
انتقلت بعد ذلك من المدينة الصغيرة الى العاصمة القاهرة ومن المدرسة الثانوية الى الجامعة وتوقفت عاما كاملا عن نظم الشعر فى اواخر عام 1949 ، لم اخط حرفا واحدا وفزعت كثيرا لهذا التوقف ، وشعرت اننى لا استطيع ان اسطر حرفا واحدا فقد عبرت عن هموم حياتى كلها من حب واخفاق ومخاوف
كانت فترة عصيبة وقد حاولت كتابة القصة القصيرة ربما مجاراة لاصدقائى عبد الرحمن فهمى وفاروق خورشيد واحمد كمال ذكى وعبد الغفار مكاوى ، ثم عدت الى الشعر فى اوائل 1951 بمقطعة فيها اثار المرحلة السيرياليه
اسير فى طريق
قفر من الرفيق
الوك لحن لوعة
ممزق العروق
اما القصيدة فكانت بعنوان انعتاق ، كانت صرخة غاضبة يائسة تعبر عن فجيعتى فى كل ما ادخرته من ذاد وردى وتشوف الى افق جديد ----- ما هو هذا الافق الجديد لست ادرى؟
توقفت بعد تلك الوقفة وقفة صغيرة ، لانطلق بعد ذلك وقد تخرجت من الجامعة وعملت واصبحت رقما فى بطاقات المعاشات والمرتبات
وبدأت اعرف الحياة بحق ، وسألت نفسى عندئذ اسئلة كان على ان اعرف اجاباتها او اكف عن الشعر؟
ما جدوى الحياة ؟ ما جدوى الحب ؟ ما جدوى الفن ؟
والى مقال قادم نستكمل فيه فصول الكتاب



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت سندريلا اخرى
- حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور
- متى يخرج الدين ؟
- ثورة يوليو خير وشر
- الدكتور زكى مبارك امير البيان
- يوميات عادية جدا 5
- معونة الشتاء
- وكأنه شخص أخر
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصره جون رولز (2) نظرية فى العدل ...
- الكتابة ذلك العذاب
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة جون رولز (1) نظرية فى العدل ...
- مغامراتى فى العراق 1
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة كارل بوير ب بقلم أنطوني كوين ...
- موت شجرة
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة كارل بوير أ بقلم أنطوني كوين ...
- الولع بالانثى ابدى
- ليو شتراوس وصحوة الفلسفة السياسية ب بقلم يوجين ف ملر
- اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة 4 أ ليو شتراوس وصحوة الفلسفة ...
- اعلام الفلسفة السياسية 3 ف أ هايك الحرية من اجل التقدم
- 2 اعلام الفلسفة السياسية المعاصرة ماركيوز نقد الحضارة البرجو ...


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد محمد جوشن - حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور (2 )