ماجد الحداد
الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 13:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في الاصحاح الـ ٥٠ من سفر التكوين ف العهد القديم في الكتاب المقدس " فحنط الاطباء اسرائيل وكمل له اربعين يوما لانه هكذا تكمل ايام المحنطين " .
طبعا نحن نعرف جميعا أن إسرائيل هو أحد ألقاب النبي يعقوب ، لكن ما يعنينا هنا ليس تحنيط يعقوب في مصر كيميت وهل الأنبياء يحنطون أم لا ، ولن أذكر أن ذلك من أحد الأدلة على أن العبرانيين كانوا في مصر الكيميتية وليس كما يدعي بعض الباحثين أن الخروج كان من العراق ...ولكل باحث رأيه كذلك له كل الإحترام على جهده ورأيه ، ولا ندري قد يكون حقيقيا لكن الدلائل لا تكفينا بالإعتقاد بذلك .
المهم أن ما يعنينا هنا وهدف ذكر الإصحاح هو تذكير المصريين من أين أتت فكرة أربعين الميت ، وهي أن بعد التحنيط توضع الجثة في ملح النطرون أربعين يوما على الأغلب لتصفية سوائل الجسم لكي لا تفسد المومياء وتتحلل ، ثم يتم لف المومياء ووضعها في التابوت ويشيع الجثمان ، وبهذا يكون يوما مهما للذهاب للمقبرة والإتحاد مع أوزير أو المثول أمامه في المحكمة ...ولازلنا نحتفل بهذا اليوم إلى الآن وتزور النسوة بعضها البعض ، ويعتبر عيبا على من تتخلف فيهن في زيارة أهل الميت ...
ثانيا ... فلننتبه لقولهم الأطباء وهم أنفسهم الوعب ، فالكاهن الكيمتي لم يكن كاهنا بالمعنى الذي نعتاده في بقية الأمم والأديان ، بل هم علماء في المقام الأول حتى التعبير القرآني قال عنهم سحرة كما قال عنهم العهد القديم أطباء ، وقد نتكلم يوما عن مفهوم السحر الحقيقي الذي يبتعد تماما عن مفاهيمنا الشعبية
نقطة أخرى ليس هناك عبادة لدى المصري الكيمتي بالمعنى الدارج أيضا ، لأن الوعب كذلك ليس كاهنا ...
وما القربان المقدم إلا لسببين :
الإحترام و محاولة المساعدة والمعاضدة ليقوم النتر بوظيفته الكونية كما يجب أن يفعل .
#انسان_يفكر
#ماجد_الحداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟