أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - عودة سعدى 3














المزيد.....

عودة سعدى 3


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6491 - 2020 / 2 / 13 - 01:10
المحور: القضية الفلسطينية
    


خليل قانصوه ـ فرنسا في 12.02.2020
عودة سعدى 3

لا أتناول موضوع " الربيع العربي " او ما سمي " بالثورات " إلا تلميحاً ، لأنه من المعروف أن شروط الثورة ليست متوفرة في بلدان العرب ، تأسيساً على أن في رأس بواعث الثورة يكون وعي الجماهير بأن الصعوبات المعيشية التي تكابدها ليست طبيعية أو أنها ليست قضاء و قدرا وإنما وراءها سياسة ونظام حكم ومسؤولين وعادات وتقاليد وتربية ، وبالتالي فإن الثورة في ما تعني إعادة تأسيس الدولة ، أي بناء مؤسسات تنظم وظيفة الحاكم ، فلا يكون إقطاعيا وأميرا و ملكا و نبيا ، بالإضافة إلى الالتزام بمبادئ سياسة بديلة مرتكزة على أسلوب عقلاني في مقاربة شروط العيش الجمعي . لا تقتصر الثورة على الهدم وإنما تتضمن أيضاً خطة "بناء "تأخذ بعين الاعتبار الوسائل والقدرات والظروف المحيطة ! فأنا على يقين من أن السوريين والعراقيين و الليبيين دمروا ما ليس بمقدورهم إعادة بنائه وما لا تسمح الظروف لا ببنائه كما يريدون ولا حتى بالبقاء بين حطامه!

و بكلام صريح وواضح أرتاب من أمر هذه " الثورات " ، منذ أن خرجت كرة النار من تونس وراحت تتدحرج من قطر إلى آخر حتى وصلت إلى اليمن ، قبل أن تعود إلى ليبيا ومنها إلى مصر وسوريا دليلا من و جهة نظري على أنها " حرب إقليمية " وليست "ثورات وطنية ". فالولايات المتحدة الأميركية لا تدعم الثورات الحقيقية . أما دور آل سعود وحكام قطر ومن هم على شاكلتهم ، فإنه يقتصر على تمويل وخدمة الإدارة الأميركية فلا يمكن أن يكون ثوريا من يضع " يده بيدها " .( الولايات المتحدة)

أود في هذا السياق أن أذكّر بحدثين تاريخيين أعتقد أنهما يستحقان في الظروف التي يمر بها الناس في بلاد العرب أن نتوقف عندهما وأن نتفكر في مدلولاتهما لأنهما يتكرران تحت أشكال ومظاهر مختلفة . كأن الجهل أعمى بصيرة الناس فلا يستخلصون العبر من تجاربهم السابقة ومن تجارب الشعوب الأخرى ، أو أنهم لم ينجحوا في الاستفادة منها بسبب عوامل سلبية اجتماعية ـ ثقافية تعترضهم دون أن يتمكنوا من تجاوزها أو الإفلات منها كأنها علة فيهم تمنعهم من التخلي عن أنانيتهم والتوافق على طريقة عيش مشترك .

الحدث الأول عنوانه " معركة ميسلون " التي وقعت كما هو معروف في 24 تموز 1920 وهو حدث استعماري بامتياز ، حيث حاولت حفنة من المتطوعين السوريين بقيادة يوسف العظمة (وزير الدفاع) ، التصدي للقوات الفرنسية التي جاءت من أجل احتلال سورية بموجب الاتفاقيات المبرمة مع الإنكليز . ( ومنع قيام المملكة السورية التي كان من المفروض أن تضم بالإضافة إلى سورية الحالية فلسطين ولبنان) . اكتسح الفرنسيون آنذاك بسهولة خطوط المقاومة السورية بواسطة جيش استعماري ، أي بواسطة جنود مسلمين وعرب طوّعوهم في مستعمراتهم ، الجزائر والمغرب والسينغال .

مجمل القول أن المستعمرين عادوا بعد مضي ما يقرب من قرن من الزمن ، إلى سورية ومعهم مرتزقة " إسلاميون وعرب" من شبه مستعمراتهم . فما الذي تغير وتبدل بين اليوم والأمس؟

الحدث الثاني أيضا هو حدث استعماري بارز عرف بحرب بيافرا في نيجيريا ، يكاد يكون من نفس طبيعة ما يجري في سورية منذ سنة 2011 . كان ذلك في شهر أيار / مايو 1967 . عندما شجعت وأغرت المخابرات الفرنسية عسكرياً نيجيرياً على الانشقاق عن جيش بلاده واقتطاع الإقليم الشرقي من نيجيريا وإعلان نفسه حاكماً عليه تحت اسم " دولة بيافرا " . هذا في ظاهر الأمر ، أما في الواقع فأن قرار " الدفاع عن الديمقراطية" في بيافرا وعن "المسيحية " اتخذته شركة توتال النفطية !

كان واضحاً أن النفط النيجيري الذي توجد معظم ينابيعه في إقليم بيافرا ، هو السبب باشتعال حرب دموية بالتكليف ( تكليف النيجيريين ) استمرت ثلاثين شهراً ، بين شركتين نفطيتين إحداهما توتال ، فرنسية والثانية هي شل ( شركات هولندية وأنكلوـ ساكسونية ) ، أسفرت عن مليوني قتيل وعن ملايين المعاقين وعن مئات البلدات والقرى النيجيرية المهدمة والمحروقة !

يحسن التذكير هنا بأن هذه الحرب توقفت عندما توصل ممثلو الشركتين النفطيتين في 12كانون الثاني / يناير /1970، إلى اتفاق حول محاصصة عائدات النفط النيجيري فيما بينهما ، تم التوقيع عليه في فندق باريسي كبير !

لا بد لي من أن اعترف في الختام بأنه كان لمرور سعدى اللاجئة الفلسطينية الأمية في وقت مبكر في حياتي ، دور في الأفكار السياسية التي تبنيتها دائماً قياساً بمعيار إدانة الفضيحة الإنسانية التي يمثلها كل استعمار استيطاني عنصري بوجه عام والاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي بشكل خاص .

( مقتبس عن كتابي : رسائل إلى سعدى )



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة سعدى 2
- عودة سعدى
- قضايا المقهورين في إعلام المتسلطين !
- ملحوظات على الإنتفاضة القسم الثاني
- ملحوظات على الانتفاضة
- عن الوطن و الدولة الوطنية بعد فوات الآوان
- إنهيار الدولة من مساوئ حكامها !
- شبه الدولة التي لا يمكن إصلاحها ، لا لزوم لها
- اشتموا كوشنير!
- صفقة القرن و دولة الأباتهايد
- صفقة القرن و دول العصي
- دولة العصا و أحزاب العصا
- الهوية الوطنية و الهوية الفئوية
- إن الصراع هو على لبنان و ليس في لبنان
- الذين يادروا إلى شن الحروب لم ينتصروا
- معادلات السنين العجاف
- الامبريالية الأميركية الإسرائيلية (4)
- عبثية معاونة الأكراد للولايات المتحدة الأميركية في سورية
- الإخوان بين الأمس و اليوم
- هل انتقمت الصواريخ في سورية للطائرة التي اسقطها الإيرانيون ؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل قانصوه - عودة سعدى 3