أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التردد عند هاملت والتردد عند السوريين ضاعف المأساة ...














المزيد.....


التردد عند هاملت والتردد عند السوريين ضاعف المأساة ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6490 - 2020 / 2 / 12 - 20:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ لا عيب في هذا ، يتوجب التذكير دون إنكار وهذا هو تاريخنا وفي واحدة من توثيقاته الأشد انكشافاً ، ذات مرة وبعد الواقعة الشهيرة التى بفضلها ذاع عدل الخليفة عمر بن الخطاب بين البشرية ، فالفاروق يومها توجه ببضعة كلمات لابن العاص وهو لا سواه كان وولده قد أُستدعيا على عجل من ولايته من مصر لكي يقفا أمام القبطي المظلوم وبالطبع الحكاية معروفة لا تحتاج لتكرارها ، لكن الملفت من الكلمات الخالدة التى لقنها ( عمر / لعمرو ) وهما يسيران في أحياء مدينة رسول الله محمد صل الله عليه وسلم ، إمتلاك ( عمر ) صفة الإيجاز الذي يحرك الذهن ويثير العقل ، قال إذا كانت يا عمرو جراءة الناس في الحق فذلك ما نريد ، ليست هيبة الحكم في ترويع الناس لكن في تأمينهم وكف الظلم وأخذ الحق للضعيف لكي يرتدع القوي ويأمن الضعيف ، وبالتالي يعتصمون الناس بالدولة بدلاً أن يعتصموا فيها ويحفظون أميرهم القوي العادل لحفظ أنفسهم به .

فمنذ رحيل ابن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه عن الحكم والدنيا معاً إلى يومنا هذا ، سجل تاريخ العربي الإسلامي بعده شخصية واحدة فقط وصفت بالعادلة ، هو عمر بن عبد العزيز ، لكن عندما تكون الدولة جائرة والحاكم ظالم ، فيصبح الناس يبحثون عن ملاذات أخرى كالهجرة في أحسن الأحوال واللجوء في أسوائها نتيجة الحروب كما هو الحال في سوريا ، ففي بدايات انتفاضة السوريين ، بادروا بعض مثقفين العالم بتقديم نشطات ثقافية تحت عنوان أصدقاء الشعب ومن بين هذه النشاطات قدمت مجموعة من الفنانين مسرحية هاملت لشكسبير التى تعتبر الأطول على الإطلاق من مجموعاته المتعددة وايضاً تعتبر الأهم بين أعماله والأكثر تأثيراً ، وبالرغم من أهمية روميو وجوليت التى تحولت إلى مضرب لنموذج الحب والغرام أو تاجر بندقية التى يختلط فيها الوفاء والخسة ، لكن مسرحية هاملت صنفت بشرياً بأعمقهم تماماً كما هو لا سواه قد صنفها بأطول مسيرة من مسيرات المسرحيات التى سارت على خشبة المسرح ، ولأن مسرحية هاملت تعتبر النموذج الأكثر تعبيراً بالتردد لاتخاذ القرار ، أعُتبرت الأكثر نصاً ملائماً مع المسألة السورية .

لكن المستغرب أن أصدقاء الشعب السوري ، حبكوا حبكة البداية والنهاية للثورة السورية من خلال حبكة تمثيلية فظيعة لم تخطر على بال أحد من المشاهدين أو قراء الخبر أو حتى الاختصاصيين في الجيو استراتيجيات، وبالتالي عندما قدموا هاملت أرادوا القول منذ البداية بأن التردد بالثأر الذي حصل هناك ، يتشابه بالمضامين هنا ، فإذا كان الأمير تردد طويلاً بقتل من قتل ابيه وبالتالى كلفه التردد حياته بالطبع لأن القاتل ( عمه الذي ظفر بالزواج من أم الأمير ) تمكن من السلطة وباتت شيء فشيئاً جدار وعائق أمام ابن القتيل لتنفيذ ثأره ، وبالتالي عندما تردد الشعب السوري من الثأر ممن قتل طموحاته إلى أن قتل الوطن بالكامل ، بالتأكيد سيكلفهم ايضاً ذلك حياتهم ، وهذا بالفعل حصل مع الانتفاضة السورية أو كانت الحصيلة على هذا النحو ، فالنكبة السورية تتشابه في المأساة للمآسي التى حلت في أوروبا وعلى إمتداد القارة ، منذ أنشأ مارتن لوثر أستاذ اللاهوت مذهب البروتستانتي وبطبيعة الحال لم تكن الحروب فقط نتيجة الاختلاف الديني بل كانت هناك طموحات إقليمية وايضاً صراعات الدول الكبرى بين بعضها البعض ، تُوجت بالطبع بالحربين الأولى والثانية ، وبين الطاعون الأسود الذي اجتاح القارة الباردة والحروب الدموية ، خسرت أوروبا الملايين من أبناءها وبناتها ، جميعها صنفت بسبب التردد بالمحاسبة المبكرة .

أمر أخير جدير بالإشارة حوله ومن باب التأكيد ، لو عادوا جميع من قتلوا في سوريا أو هؤلاء الذين ابتلعهم البحر أو من ينامون حتى يومنا هذا بالعراء وبين الثلج الأبيض ، هل سيترددون في قتل من قتل وطنهم أو أنهم سيستغرقون بالتردد أكثر لكي يتجنبوا الكوارث المعلنة التى حلت بهم نتيجة أنهم حلموا بعد تردد طويل بإعادة كرامتهم المسلوبة ويقبلون بالكوارث المسكوت عنها حتى لو كانت داخل سجن بحجم وطن . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب بيولوجية وأخرى انترنتية / النقل والتلاعب أمرين واردين . ...
- قوة القوي وعجز العاجز ...
- أيا كانت التكلفة ...
- لإسرائيل الكلمة العليا في العمق الأفريقي ، سنوات من العمل ال ...
- بوتين الساعي لإعادة كبرياء الروسي ...
- الفارق بين من يستجدي تصريح يتيم وآخر يستجدونه لمشاركته باحتف ...
- قناة الجزيرة والأمير محمد بن سلمان ...
- تكّلِفة الرد وتكلفة السكوت ...
- تواصل الحركة الصهيونية تفكيكاتها ، التحالف الجديد للصهيونية ...
- الفارق بين من يسوق البحر وأخر يجدف في البانيو ..
- الانعطافات الكبرى لخروج الامريكي من العراق قبل تحقيق الدولة ...
- فلسفة رياض سلامة للذباب والدبابير ...
- سلطان قابوس أعتمد نظرية رأس النبعة ...
- الفارق بين بناء نظام حداثي وآخر يريده نظام ابتلاعي فقط ...
- سقوط الطائرة وسقوط الاستثناء ...
- خلطة من الجعفرية والغفارية والرداكالية ...
- القوة أمام من يريد حفظ ماء وجهه / ماء الوجه لا يقدر بثمن ..
- رفاق السلاح يختلفون على العراق / مآلات تجميد أو إلغاء الاتفا ...
- اللعبة انتهت حان وقت العمل ...
- المهمة الوحيدة ...


المزيد.....




- راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم ...
- مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا ...
- انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
- 15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا ...
- روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات ...
- عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
- الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
- انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية ...
- لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق ...
- الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التردد عند هاملت والتردد عند السوريين ضاعف المأساة ...