نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 6488 - 2020 / 2 / 10 - 23:11
المحور:
الادب والفن
هناك
من على مقرُبة ٍ من شاطئ ٍ غريب
سكنَّا
ألوانٌ من بشر ٍ غريبة
كأنَّها السحاب
يمرُّ بطيئاً
على جسدي مِنه ثقلْ
لا يخلو من حبور
هناك َ صار َ هُنا لا ينام
صوتٌ مثل معلِّم التَّاريخ ِ في مدرستي العتيقة
له جِرسٌ و في كفَّيه ِ مُنعطف ٌ جديدٌ
و ألمْ
من هناك َ بدأت ولادتي من جديد
كمتاريس َ عتيقة ٍ في حقل ٍ
احتلَّتِ الأرض طويلاً
ثم َّ سجدت
أمام محراث ٍ جديد ابتاعه الفلَّاح ُ في حبور
لأن ثلاثة ً من أبنائه صاروا اليوم شِداداً
و صار لهم رأي ٌ
و صخبٌ
و مطالبُ
و َ
حُضورْ
لماذا تبتاعُني الأيَّامُ حُرَّاً تحت راية ِ حُبٍّ يُعبد؟
سؤالي ناطح السحاب
و منه قذفتُ نفسي إلى أرض ٍ عتيقة ٍ
منها نشأت
و بها نهض هيكل ٌ صار جسدي الذي
تناطِحهُ سحاباتٌ في غَنجٍ بعيد
لا ينالـُهُ و لا هي قصدت يوما ً أن تُنيلهٌ إياها
هل من مزيد؟
هناك ِ حيثُ صار هنا
وددتُ أن َّ لي أموالاً أشتري بها الرِّضى
بعد كلِّ تلك السنينْ
لكنَّ متاريس الحقل تكلَّست فحقَّ عليها محراثٌ
كان جديداً
و الجديدْ
عدوُّ الكلس و التكلُّس ِ القديم
يا أصوات َ العصافير ِ القديمة
و أنغام أجراس ٍ
و تكبيراتِ مآذن ٍ
و وجوه َ ناسٍ
هم كانوا إخوة ً
و صخباً
و رفاقا ً
و قوَّة ً
و ضعفا ً
و علامات ِ حياة ٍ تقاوم موتا ً يعيشونه و يشدُّونني إليه فرفضتُ و خرجتُ إلى الجديدْ
يا كل َّ هذا أنا منكم
و أنتم مني
و إنِّي كذلكَ
من الجديد
هنا الذي كان هناك يصيحُ بي
تعال َ إليَّ
أقبل موجاً إلى موجي
و حلَّق معي
و اصعد فتلك نجمتكَ هنا عندي
لا هناك
و أطل سلامك َ على الناصريِّ
لأن َّ به روح الله
عذرا ً منك يا لاعب َالنردِ فلا أفصح من تعبيرك اليومَ
و سلام ٌ إلى روحك َ المحمودةِ
ثم َّ يصيحُ من جديدْ
أقبلتَ
فكن اليوم الأملْ
و لا خاب َ الأمل
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟