مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 22:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ الخطابات تعكس في واقعها خلافاً في التقديرات أو احتجاجاً على عرض ما ، وهي بالطبع فارغة من أي ردود ردعية حقيقية ، فالمسألة لم تطرح أبداً كما فهمها بعض العرب ، على أن الإسرائيليين يمكن لهم أن يساوموا على القدس والأقصى ، بل الاسرائيليون احتلوا فلسطيني بقوة السلاح والاستعمار ومن ثم قدموا عبر طرح أمريكي مبلغ هو في اعتقادي ليس سوى رشوة أو معونة للمتضررين من الاحتلال الذي يوشك الأطباق على كامل الأرض ، لأنهم يدركون الفارق بين القيمة والثمن وطالما الأقصى يعتبر مكان مقدس والأقدس لديهم ، إذن كل ما عرضوه من أموال ليست سوى تعويضات عن التشرد الذي حصل والتشرد المحتمل أن يحصل في المستقبل .
وبالتالي ، عندما يستمع اليهودي لعروض بعض العرب حول مقايضته بالمال من أجل الرحيل بالتأكيد يصاب بنوبة ضحك تكاد خواصره تنفجر ، لأن باختصار هو لا سواه من يقف فوق مطبعة الدولار وهو ايضاً له تعود جميع رؤوس الأموال الموجودة في البنوك العالمية ، أي أن مدخرات البشرية في حوزته ويديرها كما يشاء وينفقها أينما يرغب ، بل إذا كان إسحاق إكانان اليهودي الألماني مؤسس الدرع الأحمر والملقب بروتشيلد ، عائلته وحدها تمتلك نصف مدخرات العالم ، وبالتالي كل ما يمتلكه العرب من أموال لا يساوي في الناتج والادخار فرع عائلة روتشيلد في فرانكفورت .
لهذا لا يصح عقد مقارنات بين المسألة الفلسطينية وأي عذابات بشرية أخرى ، لأن الحالة الفلسطينية لا تتشابه مع أي مسألة أخرى على وجه البسيطة ، وهنا يقع الكثير في التباس ، فالمبلغ التى قدمته صفقة القرن لا يعتبر بالمهم أو الكبير في ظل هذه الطفرة المالية في العالم ، لأن هناك معلومات حتى الآن لم يكشف عنها النقاب ، فهناك من يمتلك بيت في جزيرة خاصة بقيمة المبلغ الذي جاء في الصفقة ، لهذا الاسرائيلي أمتلك القدس بقوة القوة ، وهاهو من أجل مراضاة المجتمع الدولي ، يقدم مبلغ ليس من جيبه تماماً كما كان المجتمع الدولي يوفر الحليب للاجئين ، لكن يبقى الفارق بين اليهود والعرب ، فالاسرائيليون لديهم مشروع قابل للتنفيذ أما العرب مشاريعهم غير قادرة أن تتخطى جدران القاعات وهذا يعود سببه لعجزهم والعجز يعود كونهم كانوا في العصر الحديث غائبون عن الحصص المدرسية . والسلام
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟