أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الانتحار فلسفة أم يأس من الحياة؟














المزيد.....


الانتحار فلسفة أم يأس من الحياة؟


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 17:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتشائمون، هم كثيرون جدًا، لكن لم يجرؤ منهم على الانتحار الا شرذمة قليلة. الفيلسوف المعري كان متشائماً، ويعد الحياة لا خير فيها، وآرثر شوبنهاور عرف عنه ايضًا أنه متشائم، ويدعو للانتحار، وعاش حياة عزلة وعدم انسجام مع الحياة، ومرت في حياته صدمات ونكبات، حتى اعتزل العالم ولم يكترث بما حوله من الناس، واعتبرهم اناس لا يمكن التعايش معهم، لكنه بالنتيجة لم ينتحر وعاش حياته الطبيعية، ومات موتة طبيعية. وجاء من بعده تلميذه الدؤوب نيتشة فسار على نهجه، وتأثر بفلسفته، واخيرًا اصيب بمرض عقلي عضال وظل يلازمه هذا المرض حتى قضى عليه، ومع ذلك هو الآخر لم يفكر بالانتحار ولو للحظة واحدة، بل مات على فراش الموت ولم لكن حاضرًا معه – خلال لحظات الموت الا شقيقته الوحيدة.
وثمة كثير من تأثر بهؤلاء الفلاسفة المتشائمون، واخذوا الطريقة نفسها في بغض الحياة واعتبار وجودنا حالة من العبث، بل ذهب الى اكثر من هذا، واعتبر الانتحار شجاعة، ويجب أن ننهي مهزلة الحياة بالطريقة التي نريدها نحن فأقدم على الانتحار فعلا، وختم الفصل الاخير من مسرحية الحياة، كما كان يعتقد، أعني بذلك الكاتب الايراني صادق هدايت صاحب رواية (البومة العمياء) وهي رواية غارقة بالتشاؤم والبأس وتدعو الى الانتحار، وهو اول من طبق ذلك. الرواية قصيرة "قام بتعريبها المحامي سليم الصويص، وتعد هذه الرواية عمل هدايت الأشهر والأكثر تجسيدًا لفلسفته ورؤيته للحياة والمتمثلة في عالم الكوابيس المزمنة، واختلاط الواقعي بالخيالي، والصور السيريالية المهيبة، وروح القلقة".
الايام الاخيرة زادت حالات الانتحار- عندنا في العراق- بشكل لافت للنظر، ومقلق ايضاً، اذ كنا في السنوات القليلة الماضية لم نشد مثل هذه الحالات الا القليل، وكنا نتعجب أن تحدث مثل هذه الحالات، ونعدها حالات شاذة وأن الشخص الذي ينتحر ماهو الا مصاب بلوثة عقلية، او نوبات صرع تنتابه وفقدان وعي تام بحيث يقتل نفسه بلا شعور.
الاسباب التي جعلت من حالات الانتحار تزداد وبشكل يومي تقريبًا، وخصوصًا في صفوف الشباب وهم مقبلون على حياة، وينتظرهم مستقبل زاهر، يفترض، هي: الضغوطات النفسية، والشعور بالضياع، وبمستقبل مجهول، وغيرها من الاسباب الكثيرة جاءت نتيجة حكام الجور من الذين أداروا السلطة بعد الاحتلال الامريكي للعراق، حيث تسلط على رقاب الناس: قتلة وجهلة واميون وسفاكين دماء، فضلاً عن أن انتمائهم ليس للعراق، وانما الى دول اخرى مجاورة للبلاد، وطفقوا يطبقون أجندات تلك الدول بحذافيرها، تاركين الشعب تعصف به الهاوية.
الاحصائيات التي نشرتها لجنة حقوق الانسان في العراق مرعبة، وتدعو للشعور بالقلق، حيث كان عدد المنتحرين الشباب من كلا الجنسين أكثر من 300 منتحر خلال العام 2019، فحسب ناهيك عن السنوات التي تسنم فيها الفاسدين دفة الحكم، بعد الـ 2003، الى حين كتابة هذا المقال، حيث تشهد ساحات الاحتجاج انتفاضة شعب حي في عموم العراق، وتواجه مواجهات شرسة، يسقط فيها العشرات من المنتفضين بين شهيد وجريح، حلمهم أن ينعمون بعراق زاهر.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متظاهر.. مسرحية قصيرة من فصلين
- مصير قطيطة!
- ثورة التوك توك(1)
- رئيس القرية والعارف الفاهم
- الموسيقى الحزينة: والله يا زمن
- من خرافات صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى)(3)
- من خرافات صاحب كتاب (حياة الحيوان الكبرى)(2)
- أصل الانسان حمارًا وليس قردًا
- نظرية الخلق ودور الشيطان (بدأ الحوار)
- نظرية الخلق ودور الشيطان (لقاء القمة)
- قصة الخلق ودور ابليس(عاجل)
- منهجية كمال الحيدري في نقده الموروث الشيعي
- الفيلسوف الذي طمئنا: أنْ لا نخاف الموت
- فلسفة الموت
- أنهم يبغضون التفلسف
- الفيلسوف الذي لم تُنفذ وصيته
- ابن التاجر الذي اصبح اعظم فيلسوف
- نهدان
- حينما تكلم البير كامو(2)
- حينما تكلم البير كامو(1)


المزيد.....




- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...
- الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - الانتحار فلسفة أم يأس من الحياة؟