كهلان القيسي
الحوار المتمدن-العدد: 1570 - 2006 / 6 / 3 - 06:51
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إن التعليق على ما جرى في حديثة يجعلنا نستعيد الذاكرة للسنوات الثلاث الأخيرة لنراجع كافة المقالات والتقارير الإخبارية التي ترجمناها ونشرناها هنا وفي مواقع أخرى, بالرغم من إن عدد الضحايا في حديثة ضئيل لكن المأساة أعظم ، خصوصا إذا ما قارنا ذلك بما حصل في الفلوجة,,, ونقطف هنا نص مقالة ترجمناها في سبتمبر من عام 2004 وما أشبة اليوم بالبارحة وربما بالغد وهذا شبه مؤكد.
""كل يوم, هناك كلام عن الرحمة, ولكنهم لا يعرفون معنى هذه الكلمة. فالفلوجة هي بسلان العراقية, ولكن الفرق الوحيد هو اختفاء كاميرات التصوير هنا. المدينة ذات النصف مليون مواطن هي ألان رهينة للقائد الأمريكي الذي لايهمه سفك دماء لآلاف الضحايا الأبرياء من اجل تحقيق هدفه, وهذا هو الإرهاب بعينه.""
وأثناء كتابة هذا التقرير بثت وكالة رويتر خبرا عاجلا تؤكد فيه إن الجيش الأمريكي يستعد للقيام بهجوم شامل جديد على مدينة الرمادي، ولا نعلم هل نتيجة لتدهور الأوضاع الأمنية في المدينة أم لاستعراض عضلات جديد لإظهار قوة وسطوة الحكومة الجديدة، وبالطبع ستغيب الكاميرات وترتكب الفظائع ومن ثم يكشف النزر اليسير كما حدث في مجزرة حديثة. وهنا نص اخر من نفس المقالة السابقة" إذا لم يسجل الإرهاب في شريط فيديو فهو ليس إرهابا, هذا هو الدرس العظيم الذي تعلمته وزارة الدفاع الأمريكية من ورطتها في فيتنام.لم يتعلموا من السوء وفساد الأخلاق بقتل 3 ملايين مواطن وتسميم بلادهم بشكل بربري وعدواني مفضوح."
وفي مكان أخر يعلق احد الكتاب حول عمليات الذبح للأجانب المختطفين في العراق ويقارنهم مع الأمريكان حيث يقول بالحرف الواحد"" إنهم يذبحون الأبرياء بالخناجر ونحن نذبح الأبرياء بالقنابل الذكية,,, فكم قنبلة ذكية قطعت أعناق ألاف الضحايا,,,,, فلا فرق بين الاثنين.
منذ ثلاثة أشهر نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا مفصلا عن المجزرة وترجمناه ونشر في العديد من المواقع والصحف لكن للأسف لم يركز عليه كثيرا، ولا نعرف السبب من وراء ذلك بالرغم من وجود العديد من وكالات الأنباء والصحف خارج التأثير الأمريكي قليلا. ولكن بالرغم من ذلك نقدر الجهد الصحفي الغربي المنصف في نقل الحقائق فلولاه لما استطعنا معرفة ما يجري في العراق، لان الصحفيين الغربيين متاح لهم على الأقل مرافقة الحشود الأمريكية. وهذا لا يعني استهانتنا بالصحفيين العراقيين الذين هم ألان الجندي المنتحر في ساحة المعركة الذي يقدم المادة الصحفية للمراسل الأجنبي. ولكن هناك ألاف الصحفيين العراقيين الذين يسجلون تقاريرهم اليومية ولكن مع الأسف لاتصل إلى المنبر العالمي بقصد أو بدون قصد.
إن من يختار المواجهة رجلا لرجل مع القوات المحتلة هذا شانه لان اختار القتال كجندي مقاتل ولا يأسف على استشهاده لأنه مجاهد في سبيل وطنه, لكن الذي يدمي القلوب هناك ألاف من الضحايا الذين يسقطون يوميا بدون أي ذنب سوى وجودهم في بيوتهم أو طرقاتهم التي أصبحت مذبحا يوميا حتى وان كانت امرأة حامل تريد إن تضع حملها لولادة جديدة.
#كهلان_القيسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟