صناعة الانسان العراقي ....

عمر عبد الكاظم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6485 - 2020 / 2 / 7 - 17:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

يؤكد علم الاجتماع وعلم النفس ان الانسان تصنعه الظروف المحيطة ومن اهم الظروف المحيطة تاتي الاسرة بالدرجة الاولى ومن ثم العوامل الاخرى المؤثرة من بيئة اجتماعية الى عادات وتقاليد الى مستوى معيشي ومستوى تعلميي الى نظام سياسي الى استقرار اجتماعي ... الخ من العوامل المؤثرة بتكوين الشخصية البشرية والتي تؤثر بنسب متفاوتة .

ومؤخرا اكد علم الاعصاب بشكل قاطع ان لبعض الجينات الوراثية مسؤولية مباشرة عن بعض التصرفات والسلوكيات البشرية .

لهذا فاي خلل بالسلوكيات البشرية من تنمر الى اجرام الى تعصب الى فضاضة الى عدم الحوار الى عدم تقبل الراي الاخر .

يرجع بالدرجة الاساس الى فقدان احد الاركان الاساسية من العوامل والظروف المحيطة بالكائن البشري .

في عام 1997 جرت تجربة في احدى المحميات الامريكية على فيل متنمر وكان هذا الفيل الحيوان الوحيد والمميز عن باقي الفيلة بسلوكه المشاكس جدا المؤثر على المحمية وقام العلماء باخذ التاريخ العائلي و المرضي للفيل فوجدوا ان هذا الفيل تربى يتيما مما انعكس على تصرفاته وسلوكياته بشكل سلبي .

مااريد قوله ان بعض الناس لديه خلل في السلوكيات والتصرفات من تنمر الى تعصب الى عدم قبول الراي الاخر ولكنه يرى الحقيقة معه دائما .

بالرغم من اذا وضعناه في ميزان المختبر والتشريح العلمي على اساس قواعد ونظريات علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الاعصاب .

نجد انه عانى اما من اليتم المبكر او من مستوى تعليمي متدني او من فقر متواصل او من تعنيف اسري او من خلل في الجينات الوراثية .. الخ من العوامل والظروف المحيطة التي تساهم في تكوين الشخصية البشرية .

هذه الظروف التي تؤثر في التكوين العقلي والمعرفي والسلوكي للانسان غالبا ما تكون خارج ارادته لكن بالنهاية تصنعه ويكون ضحيتها .

وهنا تاتي مسؤولية الدولة بشكل مباشر ومسؤولية منظمات المجتمع المدني لتهيئة الاجواء والبرامج لاعادة صياغة الانسان وتهذيب سلوكه حتى يندمج في المجتمع ويكون عنصر فاعل فيه .

لكن المؤسف حقا ان الدولة العراقية ومنذ تاسيسها الى الان لم تهتم بهذا الجانب الحيوي في صناعة الانسان على الرغم من اعداد اليتامى الهائل والحروب المتتالية والانظمة الدكتاتورية المتعاقبة لهذا نجد ان الكثير من العراقيين هم ضحايا للكثير من العوامل والظروف المحيطة .......

#عمر_عبد_الكاظم_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات