سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6483 - 2020 / 2 / 5 - 00:10
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
اهم ما يميز الفكر الاصولى هو ثقافة الغاء الاخر. فالعقل الاصولى سجين لفكرة الحقيقة الكلية.و لانه يعتقد انه المالك الحصرى لتلك الحقيقة يقدم ذلك له المسوغ الايديولوجى و السايكولوجى للقتل و الالغاء بلا اى حدود. و لذا لا عجب انه عبر التاريخ كله كان العقل الاصولى الاشد خطرا و فتكا بالانسانية.
منذ زمن طويل لاحظ ابن خلدون ظاهرة العقلنة فى مجتمعات المدينة. بهذا المعنى يمكن ان نلاحظ الفروقات بين المجتمع البدوى الاكثر قبولا للفكر الاصولى, و المجتمع الزراعى الاكثر قبولا لفكرة الاساطير خاصة تلك المرتبطة بالزراعة و الحاجة الى طقوس دينية .و المجتمع المدينى الاكثر عقلنة بحكم حياة المدينة التى تتطلب حدا ما من العقلنة.سنلاحظ مثلا الصراع الدامى كان محتدما بين المجتمعين البدوى و المجتمع الريفى الذى ساد بلاد الشام لفترات طويلة من القرون الماضية.فثقافة المجتمع البدوى قائمة على فكرة التوسع و النهب و بالتالى الالغاء الامر الذى جعل من تلك المجتمعات البيئة الاكثر استقبالا لثقافة الاصوليه التى تعتمد على فكرة الالغاء. و فى ظل غياب ثقافة التقدم بالمعنى الحديث تظل هذه الثقافة الاكثر انتشارا. و يمكن ان نلمس وجود هذه الثقافة فى مجتمعات الهجرة الى المدينة حيث لم تزل العقلية ا لقبليه و الزراعية المتخلفه محافظة على انساقها الاجتماعية و بالتالى انماط التفكير القابلة للفكر الاصولى الالغائى.
و فى ظل غياب ثقافة دولة حديثة تدمج هذه المجموعات فى خطط تنموية حقيقيقة وفق ثقافة حديثة تهدم ثقافة العقل الالغائى ستظل هذه اسوسيولوجيا بيئة صديقة لفكر الاقصاء و الالغاء.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟