أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار














المزيد.....


القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مثل عراقي يقول " جمل الغركان غطه " لمن يزيد على المصائب مصيبة وعلى الأحزان بما يجعلها تفيض .
بعد ان اصبحت حياة العراقيين مسرحية موت مكشوفة يشارك ويلعب فيها دوراً كل من هب ودب ’ وعندما قرر القاضي رشيد رؤوف ان يلعب دوراً آخراً يعيد فيه للقضاء هيبته ويرقع ما مزقه القاضي رزكار في مزاج الناس ’ وبداء فعلاً يعبر بأنفعالاته وردود افعاله عن ذلك الغضب والحق العراقي فأصبح دوره في تلك الحالة غريباً غير مقبولاً كمن يعزف خارج السرب ويشوش نشازاً داخل اللحن الذي وضعه المدرب ( الملحن ) .
بالتأكيد قد نيهه او وبخه بعض الورعين في المنطقة الخضراء وطالبوه بالتريث والتعقل والتراجع وعدم التأثر والأستجابة لمشاعر الناس ومظلوميتهم ومطاليبهم ’ وحق الضحايا وغيرها من الأمور والمثاليات الوطنية والعواطف الأنسانية’ ويستوعب قواعد اللعبة ويخضع للأجواء السائدة ويغرد ما يشاء شرط ان يكون داخل اطار ديموقراطية القطيع حيث لايوجد ما يستحق المجازفة والتضحية بالوضع والمكاسب الذاتية .
استجاب القاضي رؤوف لمنطق العقلاء وتراجع مسالماً وديعاً غائباً عن مهمته واجواء المحكمة واصولها متراجعاً بخطوات سريعة حتى توقف عند النقطة التي انتهى عندها القاضي رزكار وابتداء منها ( حشر مع الناس عيد ).
جسد العراق المدمي لا تؤثر فيه كثيراً ركلات القاضي رؤوف ’ انها ثانوية بالمقارنة الى خناجر ابناءه من رموز العملية السياسية المزروعة فيه .
عندما يصبح الوطن مزرعة للمصائب والكوارث والأحزان ’ فما عسى ابناءه ان يحصدون غير الذل والمهانة والرعب وتنوع اسباب الموت ثم الصبر حتى نقطة الأنفجار .
سألت احد الأصدقاء عن آخر فصلاً من محاكمة صدام حسين واقزامه السبعة ... اجاب
ــ لا اتذكر الا آخر( روثــة ) رماها الهبل بوجه القاضي " انا زعيمك وانته انتخبتني "وآخر ( ضرطــة ) من تبجحات برزان عن انسانيته ومثله .
ــ وبأي حلقة نحن الآن ... ؟
ــ عليك ان تسأل الفضاءيات البطرانة ’ فهي وحدها المهتمة بحشو وسد الفراغات بين آذان العصر والبرنامج المسائي (نحن والشريعة ) .
القاضي رؤوف : نبيل وطيب ’ لكن ماذا بأستطاعته ان يفعل بعد ان دخل محمية المنطقة الخضراء وحدود الحركة والتفكير ونمط التغريد داخلها .
صديق قديم من بين المدمنين على اجواء المنطقة الخضراء قال منصفاً .
ان من يدخل المنطقة الخضراء ويتنفس اجوائها ومؤثراتها ويدمن بروتوكولاتها ومنافعها يصبح العتب عليه يحمل شيئاً من المظلومية ’ انه يشعر بالوحشة المدمرة اذا ما وجد نفسه بين الناس في الشوارع المكشوفة ’ ويصبح نرجسياً لا يطيق رؤية مشهد الدم وتفاصيل المجزرة’ وغالباً ما يصاب بالرمد اذا ما نظر سماء العراق تبكي دموعه والقمر ارتدى ليله وعلى شفاه النجوم ماتت البسمة والأنهر اصبحت مقبرة لأهلها والشوارع مكتضة بالملثمين والمفخخين ومناطق القمامة مزدحمة برؤوس واجساد الضحايا ويصاب بحساسية مفرطة من رؤية الحزن والآسى على وجوه المارة ’ مع انه مسكين وذليل ومذعور ومكسور الخاطر وهو يبحث عن نقطة حياء كانت يوماً على جبينه ’ ويعلم ايضاً ان الأزمة ستمر حتماً كسابقاتها واحذية المحتلين سترحل ومنابع الأرهاب والجريمة ستجف والبعث فكراً وتنظيماً ورذيلة سينقرض’ لكن تاريخه سيبقى يشكو تلك اللحظة المريرة التي خلع فيها ثوبه الوطني وانظم الى قطيع قطط المنطقة الخضراء’ وتلك عورة ستلازمه ويدفع ثمنها مهما سرق واختلس وانتفع ’ وسيتقيء المواطنون عندما يتذكرون انه كان يوماً قد نزع تاريخه ولبس وجه غربان المزابل .
القاضي رؤوف : الرجل الطيب كان مخلصاً في علاج الجروح التي تركها القاضي رزكار في قلوب العراقيين’ لكن يبدو ان سعرات حماسته تم امتصاصها بطريقة عجيبة كون طاقة مغناطيسية المنطقة الخضراء اقوى من ان تقاوم وقادرة بكفائة عالية على تفريغ الضمائر والأحاسيس الوطنية والمشاعر الأنسانية لمن يتورط بأداء دوراً في فصول المسرحية القذرة .
كم اتمنى للقاضي الطيب رؤوف ان يستعيد شجاعته ويقولها وبالطريقة التي تناسبه ’ شرط ان يغادر بعدها قاعة المحكمة مرفوع الرأس .
30/05/2006



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المركز العراقي الألماني الثقافي : نشاط مشكور
- مجزرة القيم
- الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية
- كوابيس عراقية
- اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود
- ثقافة الفرهود الى اين ؟
- سيدنا ونصيبنا الرئيس
- غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
- بين ثقافتين
- خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
- لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
- دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .
- اهلينا الكرام : قولوها ولو لمرة واحدة
- حرب مجهولة الهوية
- الحزب الشيوعي العراقي : ميلاد واستشهاد
- زرعوا الثقة ويحصدون الريبة
- الرأي والرأي الآخر في غرفة البرلمان العراقي
- من اسواء من ... ؟
- الأزمة العراقية: اسباب ونتائج .
- حلبجة : شهيدة المدن العراقية


المزيد.....




- كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش ...
- الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال ...
- توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
- الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
- تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
- منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر ...
- أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته ...
- الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
- إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا ...
- إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار