|
لماذا تنتحر النساء؟
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 12:47
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كثرت في الآونة الأخيرة ، حوادث الانتحار التي تقوم بها النساء ، في منطقة الشرق الأوسط ، كثرة ملحوظة بشكل كبير ، يدعو إلى التساؤل ، لماذا تلجأ النساء ، في هذه المنطقة الاستراتيجية ، الى القضاء على حياتهن ، وبأيديهن ، باستعمال مختلف الوسائل التي تكون خفيفة الألم او منعدمة ، او كثيرة ، مثل الاحتراق ، ما الذي يدعو سيدة ،جميلة أنيقة ، قد تكون غنية أحيانا ، وقد تكون مبدعة ، الى تحمل الم الحرق ، من اجل القضاء على حياتها ، المليئة بالمتاعب والصعاب ، لابد إنها تواجه حياة أقسى آلاف المرات من قسوة الموت حرقا ، لا شك انها تعاني من الألم النفسي الناتج عن الإهانات المضاعفة ومن الألم الجسدي المصاحب له ، حنى تسود الحياة أمامها ، ولا تجد طريقا آخر للقضاء على آلامها المبرحة الا بالموت ، لنناقش المسالة من جميع الجوانب ، ونتوصل الى الأسباب التي تدعو إنسانا ما ، الى القضاء على حياته ، بوسيلة من الوسائل ، التي يراها كفيلة بتخلصه من العذاب ، والى الأبد ، قد تكون الأسباب اقتصادية ، او اجتماعية ، او عاطفية ، وقد تجتمع الأسباب في بعض الحالات ، لماذا حوادث الانتحار هذه كانت شبه معدومة في زمننا الماضي ، مثلا قبل ثلاثة عقود من الزمان ، لم تكن النساء يلجأن الى الانتحار ، هل تكون الحياة الآن اشد سوءا من الحياة الماضية ، مع التقدم الذي أحرزه العلم في جميع المجالات ، ومع التطور الذي حازت عليه المراة في العالم اجمع ، بانها استطاعت بنضالاتها المتواصلة والمستمرة ، وتضحياتها الجسام ان تتوصل الى الحصول على بعض الحقوق التي نصت عليها الأديان ، والمواثيق الدولية ، هل كانت المراة العربية في الماضي ، أكثر تحملا للصعاب ، واشد صبرا من المراة ، في زمننا الحالي ، هل كانت حوادث الانتحار على قلتها ، تبقى مكتومة دون الإعلان عنها مخافة الفضيحة ، لان أي انتحار تقدم عليه المراة ، يفسر اجتماعيا انها ارتكبت إثما أخلاقيا ، وكأن المراة لاهم لها الا التخبط في الحب ، وتسليم نفسها طواعية وعن طيب خاطر لمن لا يبالي بها أبدا ، فكيف انه يحبها ويكترث بمتاعبها وآلامها ، يصورون المراة دائما مخلوقا هشا ، لاعقل له ولا تفكر بالعواقب ، في مجتمع محافظ يحسب لكل خطوة تخطوها المراة ألف حساب هي يمكن للمراة ان تقدم على الانتحار لأسباب اقتصادية مثلا ، حين تجد نفسها المعيلة الوحيدة بسبب إعدام الزوج او قلة دخله ، او عدم التفا ته لمصاعبها وعدم مد يده لإعانتها وهذا قليل الحدوث نسبيا في مجتمعاتنا العربية المعروفة بالتمسك بالأسرة والحنو على الأولاد ، هل يمكن لامراة مثقفة واعية ، عاملة ، ان تقدم وبملء إرادتها على القضاء على حياتها بيديها ، لان امكاناتها المالية اقل بكثير من طلبات الأسرة التي تتزايد كل يوم ، هل يمكن لامراة تتعلق بأسرتها هذا التعلق الكبير الذي يجعلها تكافح كفاحا طويلا لزيادة دخل الأسرة وتلبية احتياجاتها ان تتخلى مرة واحدة عن حبها لهذه الأسرة ، ونضالها من اجل تلبية طلباتها ، ان تقدم على الانتحار لأنها يئست من محاولة تحسين ظروفها المالية ، رغم أعمالها الطويلة في هذا المجال هل يمكن ان يكون الانتحار بدوافع اجتماعية ؟ بمعنى ان المراة لا يقبل بها اجتماعيا ، ولكن هذا الراي مردود عليه ، لان النساء عادة لا يعشن لوحدهن في منازل خاصة بهن في منطقة الشرق الأوسط ، لابد من وجدود الرجل معها ، الأب او الأخ ان كان الزوج غير موجود هل يكون الانتحار بدافع عاطفي ؟ يمكن للفتاة الصغيرة التي أحبت شخصا معينا ولم يوافق ذووها على خطبته لها ان تنتحر ، ولكن لماذا ؟ تقدم فتاة معينة على واد حياتها ان كانت تحب رجلا معينا ، والحب نفسه يعطي بهجة للحياة وإصرارا على تحمل المصاعب والمتاعب التي تواجهنا بها ، الا يوجد محاكم يمكن لأي حبيبين ان يعقدا قرانهما بها ان لم يوافق الأهل على الزواج ، هل تقدم المراة الواعية على الانتحار بسبب عاطفي ؟ هو ان يتخلى الزوج مثلا عن حبها ، ويرتبط بأخرى عاطفيا مفضلا إياها على زوجته التي شاركته الحياة ، بحلوها ومرها ، وحين كبرت في السن ، واحتاجت أكثر من أيام الصبا والشباب الى كلمات الحب والحنان ، واذا بالزوج الذي شاركته الأفراح ، والاتراح ،، يبتعد عنها عاطفيا وجنسيا بدعوى انها كبرت وليست بحاجة الى الحب كما كانت تحتاجه وهي صغيرة ، بعض الرجال يظنون ،، هذا الظن الخاطيء ان المراة ،، حين تتقدم بالسن لا تعد بحاجة الى الكلمات الحانية اللطيفة ، وانها يجب ان تهجر الى أخرى أكثر شبابا ، وكان الزوجة شيء يمكن تبديله بأخر أكثر جدة ، ويتناسى هؤلاء الأزواج وهم كثرة في مجتمعاتنا العربية ،، ان الإنسان حين يتقدم بالعمر يكون أكثر حاجة الى الحب والمودة ، هل يمكن للمراة ان تقدم على الانتحار لوجود هذه الأسباب مجتمعة ، ومن هو المسئول ان تعاني المراة تلك المعاناة المركبة والثقيلة في ان واحد ؟ وهي المخلوقة الرقيقة التي يجب ان تعامل بتقدير وحب لابد ان تدرس هذه الظاهرة الخطيرة ، والتي تدعو الى القلق ، باهتمام شديد ، وان نضع حدا لمعاناة الإنسان المقدم على الانتحار وخاصة النساء ، اللواتي يعانين من تراكم الأعباء وهيمنة الكثير من القوى ، من أب وزوج وأخ ومن حكومات ظالمة قاسية ، لابد ان تحيا المراة حياتها وان تتمتع بجمال الحياة ، بلا عنف او معاناة ، تدفعها الى الخروج من الحياة قسرا قبل ان يحين الأجل ، لأنها تعاني الأمرين من السطوة والجبروت والتحكم ، آن الأوان كي يقضى على التمييز بين بني الإنسان بسبب الجنس او اللون او اللغة ، وان يحيا الجميع متمتعين بحقوقهم الأساسية التي نصت عليها الأديان ثم المواثيق الدولية ، وعلى المراة ان تتعلم فن التحدي ومواصلة الكفاح وعدم التخلي عن الحياة ، لان الحياة رغم صعوباتها الكثيرة ، وقسوتها البالغة جميلة جدا ، ومن حق كل إنسان أن يحصل على حقوقه كاملة دون نقصان ، وان يتمتع كل شخص حسب اجتهاده ، وما بذله من جهد
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المراة العربية في وسائل الاعلام
-
عمل المراة وازدواج المعايير
-
لن ادمن انتظارك
-
بدء الخليقة والمراة
-
رنين الهاتف
-
الخطافة : قصة قصيرة
-
تشابك مهن : قصة قصيرة
-
تراجع يهيمن على احوالنا
-
الطبقة العاملة وتغيرات العصر
-
لماذا نكتب ؟؟
-
لحظة من حياة امرأة
-
حول النقد الادبي
-
الفقدان
-
اغتراب المبدعة العربية ، ما الاسباب ؟
-
من هو المثقف ؟
-
لائحة الاتهام تطول : قصة قصيرة
-
انسبوا الكتابات لاصحابها ،، اعزائي
-
الفرق بين المجاملة والنفاق
-
مفهوم الصداقة
-
رسالة اليك لن ابعثها
المزيد.....
-
في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن
...
-
الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|