أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - قتيل...و...قاتل














المزيد.....

قتيل...و...قاتل


محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1569 - 2006 / 6 / 2 - 10:55
المحور: كتابات ساخرة
    


هرج ومرج، بكاء عويل، فلاحون يهرعون ويتسارعون للناحية القبلية بجوار وابور الطحين بسوق البلدة الوسطانى، الحامل للفأس والشقر ف وغصون و جذوع الشجر، أطفال يركضون يحملون حجارة بثقل أوزانهم الصغيرة، خير يا بلد، فيه أيه يا ولد أنت وهوة، أيه اللى حصل، تعالى أرجع هنا، أصيبوا بجن ركبهم ولا مسك لسانهم، أجرى نادى على خالك وعمك، حصل أيه ؟، الولد بن الحاج أبو إسماعيل الأهبل موت ألواد بن حسين أفندي، ميت بجد وألا لسه صاحي يا ولد، مين ضد مين ؟، مالنا أحنا ومال الشكل والهبل، نادوا للبوليس والعمدة ، فين شيخ الخفر والخفر ؟؟، أطلبوا ألإسعاف، أرفع هدمتك يا واد هتكعبل، أجرى، أرمح، فين الحاج أبو إسماعيل وألا حسين أفندي.
أقيمت مراسم تشييع الجنازة والدفن، حضرها أهل البلدة والبلاد المجاورة لها، سكون تشييع للمثوى الأخير، تتخلله أحاديث هامسة بابتسامات تحت أكف تخفى الوجه، خطوات مسرعة نحو القبر قبور القرية الممتدة والمتسعة لآلاف الجثث من قديم الزمن، تمت عملية الدفن، العزاء قاصر على مراسم الدفن، الأب والأخوة بصف على رأس القبر لقبول العزاء في مصابهم الأليم يد بيد من المشيعين، والبقاء للحى القيوم وكل من عليها يفنى ويزول، وعادت البلدة من القبور في جماعات وسبل عبر حقول وزراعات لاختصار الطرق، همسات بغمز ولمز وقفشات وحكايات، حزن وهم للأهل وللأقرباء ولأهل البلد.
أصبحت البلدة مداسه بالناحية كلها ولكل من هب ودب، بلمح البصر أتغير أسمها، أصبحت بلدة مسخرة، صحيح يا طر بش، جرائد وفضائيات وتصوير للحدث وتخيلات لما حدث، أسبابه ودوافعه، وبكل رأى جانب من الخطأ، أو بعض من صواب شهده من كان قد حضر، أحكى وزود وعيد جزء من الخبر، والكل نسى المبتدأ وتعلقوا يبكون على الخبر، يا خبر أبيض معقولة ومعقول ما حدث، دهه جنان وهبل.
تحقيق وتفتيش ببوليس وعساكر، نيابة البندر بدوار العمدة، شيخ الخفر والخفر وخلق البلد، حيرة وشك ولت وعجن، وشهود وبحث في ماضي للمشبوه القاتل وللقتيل الملتحد، أصله وفصله وحكايته مع الزمن.

البيه يسأل ويستفسر لمخاليق البلدة:
#راجع من غربة سنين، لم وجمع كثير وقليل، كان فكره يطرد فقره من دخله، أشترى وتاجر بالفايظ والحرق في سلع من أي محل وبكل ماركات الدنيا السبع، تحتاج ثلاجة أو دش أو ستالايت أبو كآمه موبايل كاميرا وما المانع ؟ يبقى شهريا كآم لح لوح ؟ ، وقت الزارعة نحصد ونحاسب بعض، زرعت خيار خسران أو قطن طويل التيلة متصدر ش، مالنا ومالك عاو زين قسط الشهر، يا فتك.
# يا هوووه علية يا بيه، أبوه، كبير مختار ناحية ورجل دين، يحل مشاكل أهل القرية في زواج في طلاق في خناقة لكبار أو عركة لأولاد صغار، وعلى الجسر جنب الترعة يجمع الناس حوليه إلا أبنه، خارج عن طوعه وطوقة، أبنه، راضى فرحان بسلاسل ذهبية حول الرقبة وأساور لامعه براقة تظهر وتضيء تخطف عقل الغالبان النائم على نفسه، تعرف حاجة ثانية، قول أنت يا بيه، أبصم هنا وغور.
#يا بيه حريم، وشراب مدعو ق ، وشربات للتوزيع والتقسيم بمناسبات وحكايات مخلوقة منسوخة من كل بلاد الدنيا الواسعة ، وأخرتها خسارته لماله وعياله وصداقاته ، والباقي منه، أتكلم ، عقل خلل في دفاتر الماضي.
# الراجل ما يعيبه شيء، غير أنه يعنى موظف، وبعدين، موظف بالجمعية الزراعية على البحر، ويعنى مسهلها شويه مع الناس الغلابة، كمل، يوزع أسمدة وكيماويات وبذور ويسجل ويدون على طول، يعنى شكارة زيادة، زكيبة ناقصة، لترين مبيد وهووه كله ماشى، على الفيشة وقفا الفلاح منا، أبصم هنا قرية هبل !.
# طاير في البلدة وعقلة وعقله أطير منه، وكلمة وحيدة بلسانه هات بريزة بيدا ممدودة كرمح في صدر كدة هو، خد جنية أو نصف جنيه، بريزة، ولى زمان البرايز والريالات يا أهبل لزمان اللحاليح وشيكات النقدية، هات هات حق، ولا بد من فكية تملئ جيوب أهل البلدة للأهبل الطاير يسمع ويتصنت بزوارق القرية وحواريها ومزارعها، متأمل لكل غرائب وعجائب مرئية أو مخفية، عاو زين فكه، معك فكه يا باشا.
# شيكات يآمه يا بيه، ألاف وأخرى على بياض، والواسطة ستات وبنات وربنا يستر على ولايانا وألا أيه ؟! ، معلش المرة، ماشى يا ست دورك بكره الساعة تمام، والواسطة الخارجة ضاعت منها حبة، الدفع مؤجل، بس، للزار عه الجارية بعد الحمل والولادة لجاموس أو بقرة عجالى لطور طاح في البلدة، يرضيك يا بيه ؟.
#الحق يا باشا، ألواد اللى البلد كلتها فكراه أهبل مخبول، أتكلم على طول، أنا شافته كان واقف يسمع ويتصنت، وفجأة هجم هجمة ولا ذئب صحارى جوعان ومدارى أديه ورا ظهره تمام، وبلحظه مسك رقبة من النص وبيده الثانية ظهرت الحجرة ألطوبه، وبصوت عالي قال:وريني دماغك جواها أيه خبث ومكر وألا شياطين ربنا ؟دوختنا وخبلت البلد كلها شككتها في بعضها وحاربت بعضها، فيها أيه ؟طلاسم أحجبة معقدة ؟، والطوبة في رأسه طب ساكت في دمه على الأرض، دهه مس بوش يا بيه، وبعدين، نزل ورآه ومسك رأسه عاوز أشوف وأتطلع وأتأمل فبها بصوت يسمع البلاد ألثانيه و جرجره من رجليه، كان عاوز يطحنه كما الطحين ها ها هههه، وتجمع أهل البلد ومسكوه، بس كدة.أروح يا بيه؟.

# لملم أوراقه القاضي ورقة تحت ورقة، أكوام واصله لسقف الحجرة، نادى على الحاجب شيلي طن ورق منهم والباقي الجلسة القادمة، بعد مداولات ومرافعات بكلام في كلام، صدر الحكم، القاتل مجنون مخبول بشهادة كل الجيران ودكاترة آخر الزمان.



#محمد_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبانة الغلب
- خيارة و حجارة من السطح اللعين
- المسطحاتى
- تُقاسُ حرية المجتمع بمدى حرية نسائه


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد سليم - قتيل...و...قاتل