أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - بطعم الشاي بالنعناع يكتب وليد بن أحمد قصصه القصيرة جدا:المجموعة القصصية شاي بالنعناع














المزيد.....

بطعم الشاي بالنعناع يكتب وليد بن أحمد قصصه القصيرة جدا:المجموعة القصصية شاي بالنعناع


نائلة الشقراوي
إعلامية وباحثة في الحضارة والأدب العربي

(Naila Chakraoui)


الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 16:35
المحور: الادب والفن
    


القصة القصيرةجدا هي أحدث ماتوصل إليه السرد واعتمادها على الايجاز اوجب التكثيف والإيحاء والرمزية والمقصدية .ليس كل نص قصصي قصير هو قصة قصيرة أو قصيرة جدا .فلابد من التمييز بين ما يشتركان فيه كوجود البطل والأحداث والنهاية و ما اختلفا به كالنهاية الغير متوقعة في ق. ق .ج.
شاي بالنعناع 50 قصة قصيرة نشرت عن دار مومنت للنشر للقاص وليد بن احمد مجموعة قصص تنتهي بسرعة من قراءتها لكنها تترك اثرا لذيذا بك كمذاق النعناع في الشاي .نصوص متنوعة منها ماهو واقعي كرجل من يقطين حصاد ومن قلب الحدث و ديجا فو ،وما هو فناتزي ك لا مبالاة والمؤلف في سطور و أصحاب اليمين ،وماهو رمزي كالترياق وآخر الزفرات وماهو ساخر كحبوب منع الحمل ،الاجر الأدنى المضمون ،هذا التنوع يفي لمبدأ استلهام القصة القصيرة جدا في كتابتها من كل الأجناس الأدبية الأخرى .لكن ليست كل النصوص بالمجموعة هي كما قال الكاتب عنها قصص قصيرة جدا ،فبعضها قصص حتى لو لم نعتمد قاعدة الكم أي عدد الأسطر الذي يعفي منه كاتب القصة القصيرة جدا احيانا حتى لا تحدد حريته بالابداع فأن تتجاوز القصة القصيرة جدا الحجم المتفق عليه عادة بأسطر بإمكان الكاتب أن ينهي نصه بما يدهش أو يخالف توقعاته فيستمتع القارئ بالاسترسال .وهذا ما وقفنا عليه في بعض نصوص شاي بالنعناع.
وليد بن احمد خبر اسلوب الكتابة فوزع جيدا مساحات نصه مبتعدا عن الوصف والاستطراد مستعينا بجمل قصيرة كثف بها المعنى واختزل الأحداث في حدث واحد حتى لو تعدد الأبطال ،ساعده في ذلك تمكنه من تقنية التوظيف الدرامي في القصة والتي تركت للقارئ مهمة تخيل بعض الزوايا التي لم يذكرها الكاتب تصريحا وانما لمح لها او اوحى بها بكلمة أو معنى بين السطور وفي الواقع الاسلوب هذا هو من أهداف ق ق .ج نفسها ،وقد كتب وليد بن أحمد ما يصلح لأن يكون رسائل تشفيرية ينقد فيها ظاهرة ما أو واقعا متأزما دون أن يأتي على ذكر التفاصيل بل أورد المعنى كومضة تخترق ذهن القارئ فتحدث عنده دهشة يعقبها فهم أو العكس.قصة شاي بالنعناع التي اختارها الكاتب عنوانا لمجموعته جمعت في اسلوبها كل ما اوردناه سابقا من تقنيات واتضح اخيرا ان الورد قد يكون مسكرا أو مسموما وليس دائما ما ينبت من زهر يكون سببا لرهافة الروح ،فالخشخاش مثلا زهرة مخدرة كذلك كانت نبتة الكاتب التي رعاها ليدخنها لاحقا فشربها الجد مع الشاي ظنا انها نبتة نعناع ويزج بعدها زارعها في السجن . رمزية الوردة والفعل المحيط بها قابل لعدة تأويلات فقد تخفي العذوبة في المذاق حقيقة وجود السم لكنها لا تنفيه ،وما نخاله ناعما قد يكون ثعبانا . وهذه من مزايا القراءة الافقية والعمودية التي من الواجب ممارستها مع ق ق ج لإدراك كل الأوجه التي تحملها دلالات المعاني .الجميل أن أحد اقصوصات المجموعة وهي ترنيمة لنخلة أبي أخذت نمط اللوحة الشعرية فكانت الجمل بمثابة صور شعرية يمكن ان تكون قصيدة نثر تامة(اليوم تنتصر حروفي ويترنم الزبانية بنشيدي ستستحيل النار بردا وسلاما ويشرق الجحيم من نور أشعاري..) وليس ذاك بغريب على اعتبار موجة التحديث القصوى في كتابة السرد التي صارت تستعين بالشعر في وقت تتداخل فيه الأجناس الأدبية وتستعير من التقنيات الموضوعة لكل جنس عملا بمقولة الناقد والمؤرخ الأدبي الأمريكي رينيه ويليك "التمييز بين الأنواع الأدبيّة لم يعد ذا أهمية في كتابات معظم كتّاب عصرنا، فالحدود بينهما تُعْبر باستمرار ".وقد عبرت نصوص شاي بالنعناع تلك الحدود في عدة مواضع مما يجعلنا نقر بقيمة القصة القصيرة جدا في الأدب عامة وانها اثبتت جدواها في التعامل مع الواقع الجديد الذي نعيشه بمختلف أزماته واختيارها لأساليب حديثة في التعامل مع قارئ لا يصبر على النصوص الطويلة بتفريعاته ويريد من القراءة الاستعجال لبلوغ اهدافها ،لذلك تحتاج نصوص وليد بن أحمد الى قارئ جيد يفكك رموزه ويتماهى معها لكشف نقاط الابداع الكامنة في السطور وممارسة فعل المتعة في القراءة الذي يعتبره رولان بارت جوهر القراءة الواعية اذ أن القراءة المجانية لا تفضي الى نتيجة مع مجموعة شاي بالنعناع والأكيد انه اذا اتتمنا معها متعة القراءة سنتحول بعدها الى متعة الكتابة فمن امتهن لذة الحرف يعرف جيدا ان نصا كاملا يغريه بعد القراءة الى دخول فوري لعالم الكتابة مستأنسا بما بث به من روح خلاقة مستوحية من احداث واسلوب العمل المقروء وهو المتوفر بجلاء في المنجز الأدبي لوليد بن أحمد ،لذلك بعد الشاي بالنعناع لا بد من جلسة أخرى للقارئ العادي أو الحصيف يختلي فيها بأوراقه وقلمه ليمارس نوعا آخر من الابداع .



#نائلة_الشقراوي (هاشتاغ)       Naila_Chakraoui#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيام إسبانية،رحلة الفتى الجنوبي نور الدين بالطيب الى فردوسه ...
- ماذا بين يد لوركا وقصائد ديوان خالد الهداجي في ديوانه مجرد ر ...
- الفكرة الشعرية ديوان سديم الورد نموذجا
- ديوان -لرجل أحببت-للشاعرة وسيلة المولهي: رسائل تشفيرية لرجل ...
- رمزية المكان في مجموعته القصصية( في أكل السحب)
- سفيان رجب السائر وراء الجنازات أم قناص جوائز ؟!
- حين تصنع وحيدة المي من الخراب مجد الفكرة والنص
- الصحفية عواطف بلدي تحاور قامة من قامات الشعر التونسي
- الصادق وجدان زير برتبة وزير عاشق
- القادر بلحاج نصر ومجموعته القصصية زطلة يا تونس /// تونس بعيو ...
- نورانيات الأنا العاشقة في ديوان وأشرق العشق لراضية الهلولي
- 10دق تكفي..للروائية رفيعة بوذينة، الرواية الجاهزة للتصوير
- فلسفة النص في مجموعة الوجه الآخر للحكاية لإبراهيم بن مراد
- رواية مراد ساسي المشي على شفرة حادة ، رحلة الهروب من الموت ا ...
- وجودية منير الوسلاتي ما بين الاستشراف العرفاني والشعرية _
- رواية للا السيدة للكاتب طارق الشيباني، الرواية المكتوبة على ...
- حفر دافئة للروائي التونسي الحبيب السالمي رواية التفاصيل المر ...
- الحبيب الهمامي ما بين تحليق وسفر ذات شاعرة يشدها الواقع إليه ...
- الضوء الشارد من فصول أنثى الفصول الفصل الخامس المندس بالرواي ...
- صمت النواقيس للكاتبة فتحية دبش ،رحلة في مناخات العنف والإرها ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة الشقراوي - بطعم الشاي بالنعناع يكتب وليد بن أحمد قصصه القصيرة جدا:المجموعة القصصية شاي بالنعناع