فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 12:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يوجد في جسم الإنسان عضو اسمه (الضمير) وإنما توجد روادع صار يرمز عليها بالضمير وهي (الرادع الديني والرادع الاجتماعي والرادع الأخلاقي) ... والأكثرية من الشعب نهش جسمها الجوع والحرمان والقهر والطائفية والفساد الإداري فاستعملت حقها بالتظاهر السلمي من أجل أن يوصل صرخته للدولة لكي تستجيب له ... فتضاربت وتناقضت مطاليبها المشروعة مع مصلحة الدولة ... نواب الشعب الذين تحمَّل الشعب حر الصيف وزمهرير الشتاء وتحدى مخاطر القاعدة وداعش من أجل أن يضع بطاقة الفوز لهم في صناديق الاقتراع ويوصلهم إلى قبة البرلمان تنكروا له ... والحكومة التي ازدحمت مناهجها الوزارية باسم الشعب أصلت الشعب بنار حامية ورئيس الجمهورية صاحب التاريخ النضالي الناصع بقي يراوح في مكانه ... رئيس الوزراء لم يقدم استقالته إلا بعد استشهاد وجرح المئات من المتظاهرين ... ورئيس الجمهورية لم يحسم الأمر لحد الآن ... قرر المتظاهرون تصعيد أسلوب الكفاح ... اتهمه رئيس الوزراء بالخروج عن السلمية والتخريب لأنه أغلق بعض الشوارع والجسور وبعض دوائر الدولة ... فلجأ واستنجد بالمرجعية الرشيدة فأصدرت الإرشادات وانحازت إلى جانب مطاليب الشعب المشروعة فكانت بمثابة (الرادع الديني) ... والضحايا التي بلغت عشرات الآلاف بين شهيد وجريح حركت مشاعرها الإنسانية المجتمع العراقي والدولي فكانت بمثابة (الرادع الاجتماعي) ... كان السلوك والتصرف التي لجأت إليها الحكومة في التعامل ومواجهة المتظاهرين غير طبيعية ولا إنسانية ولا متكافئة مع المتظاهرين السلميين والعزل إلا من الإيمان بعدالة قضيتهم فكانت (الرادع الأخلاقي) وهذا يعني أن سلوك الدولة وتصرفها لا يملك (الضمير الإنساني) مما اضطر المتظاهرين باللجوء والاستنجاد بالمنظمات الدولية.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟